خندق الوطن

خندق الوطن

مصطفى وهبي التل
قبل عام تقريباً نشرت في هذا الموقع مقالة بعنوان (فقعت).
المقالة كانت عكس التيار. ففي الوقت الذي كان الجميع يهتف ويشيد بالاجراءات التي اتخذتها حكومة ابو النهضة في محاولة احتواء الكرونا، هاجمت الحكومة واجراءتها.
لم يبقى أحد إلا وهاجمني بسبب هذه المقالة حتى صديقي أبي عمر الذي اتهمني بالسوداوية وبعدم تقدير مجهودات الحكومة واجراءاتها آنذاك.
اليوم الجميع يسألني كيف عرفت؟ كيف عرفت ما لم تعرفه هيئة الاذاعة البريطانية ومحطات تلفزيونية أمريكية كانت قد أشادت بإنجازات الأردن زمن الكورنا؟ كيف عرفت أننا سنصل إلى حافة الأنهيار؟ كيف عرفت أننا سننتقل من مرحلة (الأردن مستعد لنقل تجربته في احتواء الكرونا) إلى مرحلة (الحقونا) (فرط) البلد؟
قبل مقالة (فقعت) كتبت هنا أيضا مقالة بعنوان (الوضع مزري).
كتبت في (الوضع مزري): “عقدان من الاهمال والفساد وعدم الانتماء دمروا القطاع العام الصحي وغيره ليصبح (مزري) هو الحال الطبيعي، ليس فقط للمستشفيات وللمدارس الحكومية وإنما للبلد ككل.”
هكذا عرفت. عرفت لأن الوضع (مزري) من (زمان). وما كانت كارثة السلط سوى نتيجة من نتائج هذا الوضع (المزري). وسيبقى الوضع (مزري) ما دام القائمون على هذا الوطن في خندق والمواطن في خندق آخر. ولن يستطيع دولة الخصاونة ورفاقه تغيير هذا الواقع إلا إذا اختاروا خندق المواطن وخندق الوطن مقابل قوى الظلام وأصحاب المصالح الخاصة الذين يسعون لتدمير كل ما هو جميل في هذا الوطن من أجل مصالحهم واجنداتهم الخاصة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى