خمس واربعون عاما من الكبت / علاء البدور

خمس واربعون عاما من الكبت

خمس و اربعون عام مرت علينا
ننتظر عودة الجنود
عاد الجميع
عاد الجميع
لكن وصفي لم يعود
خمس و اربعون عاما
وما زلنا يا قبلة البطوله
يا معقل الرجوله و الطهاره
في فساد في عناد وفي جمود
دمعنا لم يزل ساخنا تملؤه المراره
اردننا المكلوم ما زال ينتظر البشارة
لكن وصفي لن يعود..

١

في كل ثلاثة ايام
تبدا في وطني الافلام
ندوات كلها كذب
جلسات كلها عهر
سفرات كلها اثام
في كل ثلاثة ايام
نساق الى حظيرة الجوع كالانعام
نجر الى منصة الاختام
وحين يقترب وسم النار من اعناقنا
و تصغر الدنيا الكبيره في احداقنا
دون وعي منا ترانا ننام
توقظنا صرخات تخرج من تحت الاقدام :
اصحى يا شعب الانقاض
اصحى يا شعب الالام
يا شعب الوطن المذبوح
يا شعب الجرح المفتوح
يا شعبا لا يرى فرقا
بين قبض الراتب و قبض الروح
من بعد ان قايضوك الامان بدلا من الطموح
ها هم يقايضونك بقايا الاحلام
بفتات الخبز المشروح

مقالات ذات صلة

٢

في كل ثلاثة ايام
يخرج علينا لصوص من كل الاحجام
يصيحون بنا :
شدوا الحزام شدوا الحزام شدوا الحزام
وتأهبوا يا شعب المكلومين بامثالنا
و تجهزوا لجملة قرارات
الطفها الحكم عليكم بالاعدام
فالبنك الدولي يرفض جدولة القرض
أنسوا الدين إنسوا الجوع بيعوا الارض
فالقصه اكبر من حجم الاسلام

في كل ثلاثة ايام
صندوق النقد يستفسر
هل شعب الاردن المسحوق
ما زال بخير لا يستطيع الكلام ؟
هل شعب الخرسان المشلول
ما زال يرد الصفعات بالتقبيل و بالسلام ؟

نطمئنكم جميعا : نعم
ما زلنا تماما على ما يرام
ما زلنا على حالنا نعيش في رخاء
نغوص كل يوم في قمامتنا لكي نجد الغذاء
لا نجد العدل لا نجد العدالة لا نجد السماء
لكننا ما زلنا على حالنا نعيش في رخاء
اوطاننا الصفراء تملؤها الضباع و تغزوها الكلاب
اوطاننا باتت ارض فسق او فجور او سباب
لكن ما زلنا نعيش في رخاء
نمشي رويدا واثقين ولكن الى الوراء
كالاف الخنافس في وسط العراء
نشتري كل حاجاتنا بالشيك بلا رصيد و بالاقساط
نشتري رجولتنا نشتري كرامتنا بالاقساط
كساؤنا . دواؤنا . دوابنا و ماؤنا باتت كلها اقساط
الاف السنين مرت على وطني العظيم
وما زلنا نعيش على نفقة الانباط

نعيش كأننا موتى نعيش كأننا اوغاد
تناكفنا حكومتنا على كلفة الموت و كلفة الميلاد
تقاسمنا حتى في قمامتنا تقاسمنا في لقمة الاولاد
نعيش كالانعام بلا قانون بلا رقابة
نعيش كأننا مومس جرباء في بيت العصابه
نأكل التراب جوعا كالأرز وما زلنا نسحج بالربابه

٣

خمس و اربعون عام
وما زلنا على ما يرام
على هامش التاريخ والاشياء والايام
دونما هدف
دونما اسف
دونما مبدأ
دونما احلام
تائهون غارقون في ماسينا
نداري جرحنا المفتوح بايدينا
كأننا دونما رب يسيرنا كأننا دونما اسلام

نعض على حذائنا جوعا من اجل هذي الارض
ولا مجيب !
نعض على افخاذنا قهرا من اجل هذي الارض
ولا مجيب !
وبعد ان يعانق صوت بكائنا كتف السماء و يزداد النحيب
يأتي معاليه بنبرة متعالية :
أن خفضوا سعر الكرامه و ارفعوا سعر الحليب !

٤

ايا ارضا قطعت اوصالها
بين الفرع وما بين الجذور
ايا ارضا بددت اموالها
بين ارباب الكحول و ارباب الفجور
نضرب أكفنا ببعضها كل ليلة نادمين
ويا ليت ينفعنا الثبور
عقلنا مكبوت
جلدنا محروق
شعبنا مهجور
نأخذ مميعات الدم كالحلوى
عند النوم او قبل الفطور
امراضنا كلها كبت .. ويلاتنا سببها الكبت
كل الفواحش سكنت ارضنا
غزتنا الاف الضفادع شربنا الدم سكنتنا القبور ..
اتى على اراضينا الجراد وتهرب من وطني الطيور
وكأننا قوم موسى الظالمين
وكأننا اهل الزبور …

٥

ركضنا الى الصحارى
نرفع اكفنا الى السماء
لكي ننادي:
كل بلادك يا اله العرش لها هوية تميزها
الا بلادي ..
كل بلادك يا رب المستضعفين عندها امل يحفزها
الا بلادي ..
كل شعوب الارض لها وطن يمتلك القرار
الا شعبنا المسكين باعوا ارضه لعشاق العقار
واعادونا مكرهين لأطراف البوادي

لكننا رغم ذلك ..
نحن بخير و على ما يرام
فانهشوا ما تبقى احشائنا
واطمسوا ما تبقى من معالمنا
لكن رجاءا رجاءا
اتركوا لنا محاشمنا
فشعبنا الشبق الغضنفر المقدام
سيبقى كما تريدون في صمم وفي سلام
ما دام يستطيع العودة مطمئنا كل يوم الى منزله
ليسكن احضان المدام !!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى