خمس دقايق بكون عندك

خمس دقايق بكون عندك

نصر شفيق بطاينه

من ضمن سلسلة #العادات #الأردنية التي نفتخر بها اَخر مفخرة والتي كتبنا عنها في وقت سابق مثل ، مش فارقة ومش جايه من ….، مش قلتلك ومش قلتلكوا …..، وما احنا عارفين …الاَن دعونا نتحدث عن عدم احترامنا للوقت والمواعيد ، خمس دقايق بكون عندك عبارة مشهورة ومعروفة ومتداولة واحيانا دقيقتين بكون عندك لغايات السرعة وهاي العبارة اخطر والعن من الاولى ومن الصعب تحديد مدة وقت #الانتظار لبتحقق #الموعد ….. ، طبعا لغاية الاَن وكما انتو ا عارفين لم يصل الخبراء الى تقدير قيمة تلك الخمس الدقايق ومع انه تم تشكيل عدة لجان من المختصين في تقدير الوقت الا انهم وجدوا من الصعوبة بمكان تحديد حجم وقت الخمس دقايق ، فاحيانا قليلة جدا تكون الخمس دقايق خمس دقايق فعلا وهي نادرة جدا اذا الامر يتعلق بقبض نقود ، واما باقي المواضيع تتراوح الخمس دقايق من ساعة الى ساعتين الى ثلاثة واحيانا اليوم بطوله وأحيانا ايام ، واحيانا لا يأتي الشخص الذي اعطى الموعد والمشكلة ان هذا الشخص لا يعتذر عن التأخير أو عدم القدوم فتضطر للأتصال به للأستفسار برد عليك بكل برود والله صار عندي ظرف وما قدرت اجي طيب يا اخي اتصل واعتذر …..لنأخذ بعض النماذج في عدم احترامنا للوقت والمواعيد ولا بد ان كل قاريء للمقال لديه اكثر من قصة او حادثة في هذا المجال وقلبه من الحامض لاوي :
اتصل ابن عمي ، ابن عمي بكره مار عندك ، اهلا وسهلا وبما ان الرجل بالعمل نهارا فتفترض انه سوف يمر ليلا ، فتنظر اليوم الأول والثاني والثالث حتى الرابع ثم يأتي بدون اعتذار ، صديق تتفق معه للذهاب الى مناسبة اجتماعيه قبل الوقت تتصل به للتأكد من ساعة مروره بك للرفقة واذا به مدشدش ومتبطح على التخت والغى المشوار من طرفه دون ابلاغك قال لأنه فايت بين اسنانه بقايا خبيزه ….، حضرت مع أحد الاقارب جنازة لأحد اقاربنا ظهرا واتفقنا ان نذهب الى المضافة بعد المغرب مباشرة على عادة أقارب الميت ، صليت المغرب على عجل وتجهزت وانتظرت خارج البيت توفيرا للوقت ، هسع ببجي هسع بيجي …………حتى اذان العشاء فقلت لا بد انه لديه ظرف او عدم توفر السيارة فقلت نصلي العشاء ونذهب وانتظرت بعد العشاء طويلا ولم يأتي فقلت لا بد من الاتصال به فردت زوجته وقالت انه نائم من بعد العصر ولم يبلغ احد عن صحيانه …يعني لو شقيت الثوب وطلعت منه بلتام …..
في المعاملات الحكومية اذا صدف ان لديك معاملة قبل العيد بعدة ايام فتأجيل المعاملة الى بعد العيد مثل قولت مرحبا او الى ما بعد شهر رمضان واعتقد هذه مشهودة وبقوة وبكثرة …تتكرر كل عيد مثل اللازمة ..

وفي باب الحكومات ايضا كل حكومة تأتي تصرح انها لديها خطط قصيرة المدى ومتوسطة وبعيدة المدى للحالة الاقتصادية والادارية وتشكل اللجان لتلك الغاية وتضع توقيتات تبدأ من ٣ الى ٥ الى ٨ الى عشر سنوات لانجاز المهمة وشعور المواطن بالرفاهية وحل مشكلة البطالة والمواطن ينتظر مرة سلف ومرة دين ويتوفى المواطن وهو ينتظر الفرج وبعدين بقللوله روح ما عليك اطمن وراك أسد …..
في موضوع الصحة والمعالجة بتلاقي المريض مش قادر يوقف من الالم ومصفرن بعطوه موعد صورة شعاعيه أو أجراء عملية جراحية بعد عدة أشهر شوف عاد هو وحظه بصمد والا ما بصمد حتى ذلك الموعد ….
في احتياجات البيت مثل صيانه او شراء بعض المستلزمات الضرورية فرب الأسرة تهربا من الشراء نتيجة التكلفة طيب يا مرة خليهن الى اخر الشهر بجيبهن كلهن وزيادة …والله أعلم اخر الشهر بجيبهن والا لأ ……
أصبحت عبارة أن شاء الله عبارة للتسويف والتهرب واصبحت علامة مميزة لنا ، اضف اليها عبارة توكل على الله وهون معناته عيدت بتفهم انه موضوعك عند عمك طحنا …. حتى الاولاد مع تكرار الموضوع والعبارة وعدم تلبية طلباتهم والتسويف بها عرفوا المقصود بها وبقلك مش ان شاء تبعتك بدي ان شاء الله الحقيقية ….
ومما يذكر ان وزير الدفاع الاسرائيلي المتوفى اريئيل شارون علق في احدى مقالاته أو خطبه امام مواطنيه ان العرب اذا قالوا لك ان شاء اعرف انه الموضوع ترللي ….
تصدف ان تذهب الى مجمع باصات السرفيس في غير ساعات الذروة فتجد الباص شبه فارغ والباص في حال تشغيل يتقدم عشرات السنتيمترات ثم يرجعهن فتسأل الكنترول او السائق مطول تاتطلع بقلك لأ هسع طالعين دقيقتين اركب فتركب على امل ويبقى الباص على الحال التي ذكرت أكثر من نصف ساعة وكل فترة يضغط على دواسة الوقود ويضاعف صوت المحرك ليشعرك انه طالع ومستعجل حتى يمتلىء وزيادة وبعض الركاب وقوفا تكون خلال ذلك الوقت دعوت بكل الادعية التي تعرفها حتى يمتلىء الباص ويفرجها في الوقت الذي لا تدعي لنفسك فيه بعد كل صلاة تكاسلا ….
للأنصاف والامانه يلاحظ ان هناك دقة متناهية في تحديد صلاة العيد علاوة على تحديدها مبكرا بدون مبرر فما بتخلص من تبعات صلاة الفجر والا انت في صلاة العيد ، فالعائلة المكونة من عدة افراد ولديها حمام واحد بالكاد تلحق صلاة العيد أو اذا اراد احدهم أو العائلة الانتقال من مكان الى مكان عليه المبيت في مكان الصلاة أو زيادة السرعة وقطع الاشارات الضوئية بجميع الوانها ، والشهادة لله ان خطيب صلاة العيد ملتزم تماما في وقت الصلاة فقبل دقيقة بكون واقف للصلاة وينادي قوموا الى صلاتكم مع ان المسجد فيه فراغ كبير اما صلاة الجمعة المفروضة ففيها بعض المرونه اما صلاة العيد المسنونه فلا يوجد فيها مرونة والدقة مطلوبه هنا ….حفاضا على المصداقيه ….
هناك مواعيد معومة صعب معرفتها وتعجز عن ايجاد وقت مقارب لها مثل بمر نسهر عندك برمضان ، بزورك بالعيد بمر تلاك اخر الشهر ، بشوف هاليومين بلكي مريت لعندك ….وهكذا ….
في مناسبات الأعراس والولائم بتلاقي موعد الغداء محدد بيجي الاخ بعد اخراج المناسف ( مع انه اصحاب المناسبه بأخروا الواجب بعض الوقت احتياطا ) والناس بتغسل ايديها وجاي يعتذر على التأخير ويا جهد البلا طيب منين نجيب لعطوفتك مناسف ، والا في حفلات الصالة اخر نصف ساعة والكنافة شطبت وجاي من خوف الزعل لأ ما حدا زعلان عليك ولا تحرجنا …
في بلاد الغرب ساعات العمل تحسب بالساعة وكل ساعة عمل حسب المهنة لها ثمن لذلك هناك انتاج وتقدم اما لدينا بما انه الحساب نهاية الشهر فالانتاج متوقع يكون على الهودلك الا ما رحم ربي ….
هذا الموضوع اللي اكثر من عدة اشهر بدي أكتب عنه والافكار بذهني تروح وتأتي وانا أؤجل الكتابة الى وقت أخر بسبب ان هناك مواضيع أولى أو تكاسل ولامبالاه وكلها صناعة اردنية …..
وما انا الا من غزية ان غوت غويت وان ترشد غزية ارشد .

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى