خلود الدباديب …

خلود الدباديب …
مجد الرواشدة

كُلما مررتُ على عُجالةِ أفتشُ بين ألعاب ِأولادي ، عن دميتهم التي يفضلها كلٌ منهم ، أراهم يتعلقون بالدبدوب ، سُلاف لا تكاد تغفو عينيها الا حينما تحضن دبدوبها بحفاوة ، وحمزه لديه سيارة مفضلة رغم إنها تخرج من التصليح بين الحين والآخر إلا أنه يعشقها ولكنها لا تغنيه عن الدبدوب المفضل حتى حينما نزور بيت أهلي هناك دبدوب يتسبب بكثير من المشاجرات التي تنتهي باخفاء الدبدوب او رميه خارجاً ، في الحقيقه ثمة سرُ عجيب تحمله الدباديب عموماً حتى في عيد الحب يهرع العشاق ليهدون محبوباتهم دباديب ، ولكن لما يبقى هذا الشيء ملازماً لعاطفتنا في الصغر وفي الكبر ، ويتخذ مساحة ليست بهينة بقلوبنا ، قبل فترة قريبة نظرت لدبدوب لدى بيت أهلي كان لي وأنا صغيرة ما زال كما هو لم يتغير حتى كلما نظرت اليه مر شريط الذكريات الذي يجبرني أن ابتسم بالنهاية ، في الحقيقة أن أمي رحلت ولكن الدبدوب بقي ، كان يشعرني أنني أم وأظن أن هذا كان وراء حبي له إن الطفلة منا تتلهف للأمومة ولكنها لا تدري أحياناً ربما يبقى الدبدوب وترحل هي .
لذا احرص دوماً أن يبقى دبدوب أولادي ينام بجانبهم يُهدئ من ورعهم ويغفو على أيديهم قد أرحل يوماً ولكنهم سيقولون كانت أمنا تترك شيئاً ما بجانبنا نحبه ويُحبنا .
خلود الدباديب ، هو فناء لنا لأننا راحلون لا محاله وهي باقية لا محالة ، فاتركوا فيها نُبل الذكريات .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى