خطيبة خاشقجي تخشى أن ينجح المال في التستر على حقيقة اغتياله

سواليف
بصوتٍ مخنوق، تحدثت خديجة جنكيز، مع وكالة رويترز و طالبت السلطاتِ السعوديةَ بتقديم مزيدٍ من المعلومات حول مقتله لجلب المسؤولين للعدالة. قالت إن الجريمة وقعت داخلَ بعثةٍ دبلوماسية سعودية “وفي ضوء هذه الظروف، تتحمل السلطاتُ السعودية المسؤولية”، وتابعت “لذا، ربما تعلم السلطات السعودية كيف حدثت الجريمة.. عليهم (السعوديين) أن يشرحوا ماذا حدث”.

ورداً على سؤال عما إذا كانت ترى أن العائلةَ المالكة السعودية أو وليَّ العهد محمد بن سلمان مسؤولان عن الجريمة ردت خديجة بالقول: “أنا وحكومة بلدي (تركيا) نود أن تتم إحالةُ كلّ المسؤولين، بدءاً من الشخص الذي أمر بالقتل وصولاً إلى من نفَّذ عملية القتل، إلى العدالة ومعاقبتهم بموجب القانون الدولي”.

وشدَّدت على أن التفسيراتِ التي قدمتها الرياض حتى الآن غيرُ مرضيةٍ، مضيفة: “أريد معرفة من المسؤول بكل التفاصيل”. وأكدت خطيبةُ خاشقجي أنها لم تتواصل مع العائلةِ المالكة السعودية كما أن آل سعود لم يعزُّوها، وأضافت أنها تشعر بخيبة أملٍ بسبب تصرفات القيادة في الكثير من الدول لا سيما الولايات المتحدة، مطالبة من الرئيس ترامب كشف الحقيقة وضمان أن تأخذ العدالة مجراها، قائلة: “ينبغي ألا يُمهد الطريق للتستر على جريمة قتل خطيبي. دعونا لا نجعل النقودَ تلوث ضمائرنا وتعرّض قيمنا للخطر”.

لقد متُ معه مراراً

وفي حوار آخر مع شبكة بي بي سي ظهرت خديجة باكية قائلة إن جمال لم يمت بمفرده…”لقد متُّ معه مراراً وتكراراً”.

تحدثت خديجة عن الفترة التي سبقت اغتياله وكيف كانا يجهزان حفل الزفاف: “كنا نستعد للزواج قريباً …فجأة وقع أمر كهذا، هذه صدمة كبيرة”. وأعلنت أنها لم تتصالح بعد مع فكرة موته مؤكدةً أنه “إذا مات أحدهم فيجب أن تراه بعينيك حتى تتصالح مع فكرة موته، أي أن تصدقَ أنه مات فعلاً، وهذا ما لم يحدث مع جمال حتى الآن”، في إشارة إلى اختفاء جثته وعدم كشف قاتليه عمّا فعلوه بها.

وبحزنٍ شديد مستحضرةً اللحظاتِ الأخيرة التي جمعتهما، تروي خديجة أنها لم تودعه، قائلة “لم نفكر في البداية أنه قتل، لم نكن نعتقد أنه قتل، كانت صدمةً مهولةً للغاية”.

وتسبب اغتيالُ خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول يوم 2 أكتوبر في أزمةٍ دولية، تخللتها رواياتٌ متناقضة من الجانب السعودي بين إعلان مغادرة جمال القنصليةَ ونفي أيّ علمٍ بالموضوع إلى إقرارٍ بموته” في شجار بالأيدي داخل القنصلية” ثم إقرار بأنه قتل مع سبق الإصرار مثلما أعلن المدعي العام السعودي الأسبوع الماضي.

ورَغم مرور شهرٍ على اغتياله، تبقى جثته مجهولةَ المصير، في وقتٍ تتحدث فيه المصادر الإعلامية الأمريكية كما التركية عن وجود تسجيلاتٍ بالصوت والصورة لعملية القتل. لكن أنقرة لم تعلن عن هذا الأمر رسمياً، فيما قال الرئيس التركي الثلاثاء إن هناك “مسرحيةً تحاك هدفها حماية شخص ما”.

فمن المقصود بهذا الكلام؟

اجتماع قصير

من ناحية أخرى أظهر تحقيق حديثٌ نشرته صحيفة الغارديان، أنه بدا واضحاً بعد لقاء المدعي العام التركي مع نظيره السعودي أن تركيا ترفض تقديمَ كلّ الأدلة التي تمتلكها على تورط المملكة في عملية اغتيال خاشقجي، وأضافت الصحيفةُ البريطانية أن انعدامَ الثقة بين الجانبين انعكس على مدة الاجتماع الذي تم الاثنين ولم يتعدَّ 75 دقيقة.

وبحسب التحقيق فإن المسؤولين الأتراك كانوا يسعون للحصول على معلوماتٍ من الجانب السعودي حول مكان جثمان خاشقجي أو هوية “المتعاون التركي” الذي قالت الرياض إنه تسلَّم الجثمان للتخلص منه.

وتذكر الصحيفة أن الدولَ الغربية ترى أن أردوغان “لازال يمتلك الكثيرَ من الأدلة التي يمكنه أن يستخدمها لوضع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مأزقٍ خطير”.

ونقل التحقيق عن وسائلِ إعلامٍ تركيةٍ مقربة من الحكومة قولَها إنها ستنشر تسجيلاتٍ لعملية قتل خاشقجي داخل السفارة، والتي أجرى فريق الاغتيال خلالها 4 اتصالاتٍ هاتفية بمكتب بن سلمان حسب تعبيرها.
وكالات

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى