خطوات تتراكم لتبريد الداخل / عمر عياصرة

خطوات تتراكم لتبريد الداخل

منذ القرار باستعادة اراضي الباقورة والغمر، يساورني شعور بأن ثمة قرارا يخالج مرجعيات الدولة بضرورة تبريد الساحة الداخلية الاردنية وبالتالي عدم الذهاب بها نحو الانفجار.
هناك قلق من تكرار مشهد «رابع رمضان» وهناك مخاوف اكبر تتعاظم من تطورات المشهد الفلسطيني واستحقاقاته القادمة التي يلوح في الافق قرب طرحها على طاولة المنطقة.
في الايام الاخيرة تراكمت قرارات يمكن وصفها بخطوات تبريد لا يمكن تجاهلها او التجاوز عنها، منها قانون العفو العام، وآخر المفاجآت جاءت من خلال جلب المتهم الجدلي عوني مطيع في ظروف لا زالت تلقى نقاشا جدليا.
رئيس الوزراء، عمر الرزاز، عبر في تغريدة له عن سعادة غامرة بالقبض على مطيع، ووعد بالمزيد في قادم الايام، مما يشي بمفاجآت اخرى قد تتعلق بقضية مطيع او بجلب آخرين.
هناك شيء يقلق الاردن، جعلته يكثف قراراته الشعبية المحمودة، وهذه خطوات جيدة، ولا يمكن الا الثناء عليها، والمطالبة بمأسستها والعمل على جعلها ثقافة وطنية.
ما اتمناه ان تتراكم خطوات الاصلاح، وان تكون ثمة قناعة تبلورت داخل مؤسسة الحكم، ان الداخل الاردني متعب جدا، وبات بحاجة ماسة لقرارات تحسم من خلالها ملفات الفساد والترهل والبدء من جديد وبشكل مختلف.
مرة اخرى، الناس مرتاحة لخطوة جلب المتهم بقضية الدخان «عوني مطيع»، وينتظرون خطوات اخرى، لا تكون فيها اي درجة من الاحتيالية على المشهد العام.
وكم اتمنى ان تكون الدولة قد قررت الدخول في نهج جديد في التعامل مع الفساد، يبدأ من وقفه وينتهي باسترجاع اموالنا ولجم كل الذين يحاولون تغطيته.
لست متفائلا جدا، لكني لا اقلل من قيمة الخطوات التي كانت، ولا اخفي سعادتي بقرار الالتفات للداخل وبالتالي الخروج من حالة الانكار التي سيطرت طويلا على مشهدنا.
وايا كان شكل القلق الذي يساور الدولة، داخليا او فلسطينيا، سياسيا او اقتصاديا، اعتقد جازما ان الدولة لا نصير لها الا الداخل فهو الحامي الاعلى والاهم للصبر على التحديات والضغوط.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى