خطة البيت الأبيض لإطعام أهل غزة

خطة #البيت_الأبيض لإطعام أهل #غزة

خوله كامل الكردي

يتساءل المرء ويحتار بعد مرور أكثر من عام ونصف على حرب دولة الاحتلال الإسرائيلي على غزة، والتجويع والحصار الذي فرضته على كل منافذ ومعابر القطاع، مما أدى إلى ارتفاع أعداد الشهداء من الجوعى والمرضى وكبار السن ، عن خطة الإدارة الأمريكية التي ستؤمن الغذاء للأطفال والنساء والشيوخ، الذي منعته حكومة نتنياهو ووزراؤه المتطرفون عنهم منذ مارس الماضى؟! فقد جربت حلول كثيرة وكلها ثبت فشلها في إنقاذ الغزيين من الجوع من الجسر العائم إلى مؤسسة غزة الإنسانية، والتي أخفقت بامتياز في إيصال المساعدات الإنسانية لأهالي القطاع، فقد صارت مكائن قتل للعديد من طالبي المساعدات، حتى أضحى من يتوجه إلى تلك المراكز، والتي أنشأتها قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يكاد يأخذ حاجاته الأساسية من حليب الأطفال واللحوم والدواجن والأسماك والخضار، ويعرض حياته للخطر سيما وقد استشهد العديد منهم.
لا يمكن أن يكتب النجاح لأي خطوة لإغاثة أهل غزة، وانتشالهم من حالة التجويع التي فرضت عليهم، إلا بفتح المعابر واستنباط مسارات جديدة لتوزيع المساعدات، ولا يتم إلا بجهات موثوقة لها الخبرة الكافية للقيام بذلك، كوكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمحاولات التي تقوم بها حكومة نتنياهو، لبث اليأس والرعب في قلوب الغزيين وحملهم على ترك غزة تمهيداً لعملية تهجيرهم، فهي تتعمد قتل وتدمير أي معلم من معالم الحياة والمعيشة للسكان هناك، و تتذرع بحجج واهية لا تمت للوقائع بصلة، تكذب علي الإعلام العالمي وتدعي زوراً إدخال قوافل المساعدات ثم تقوم بقصفها وقتل المتطوعين الذين يؤمنون المساعدات من أبناء وعشائر غزة، أو تمكين العصابات المسلحة التي ترعاها بالاستيلاء على قوافل المساعدات وحرمان الأهالي منها.
ويتماهى مع حكومة نتنياهو مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف والذي صرح منذ يومين حينما زار إحدى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية في غزة وقال أن الغزيين يعانون من سوء تغذية، في محاولة يائسة للتغطية على ممارسات الاحتلال التجويعية بحق المدنيين الأبرياء.
لا يستطيع أحد أن يزعم نجاح أي خطة لإطعام أهل غزة، دون السماح بدخول المساعدات من المعابر الحدودية البرية بكل سلاسة و أريحية وأمان، وإلا سيظل المجتمع الدولي يدور في نفس الدوامة، وتزداد معاناة أهل غزة من شح الطعام وانعدام المياه النظيفة وفقدان الأمن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى