خطاب حسني البوراظان / شبلي العجارمة

خطاب حسنيالبوراظان

﴿إذا اردنا ان نعرف ما في ايطاليا يجب أنّ نعرفُ ما في البرازيل﴾

ذکرني تبرير المسٶول الأمني العتيد عن شلالات الدماء وحفنة الأرواح التي أُزهقت خلال ال٤٨ ساعة الماضية وأکشن البلطجات علی المسرح اليومي الحقيقي للمواطن الأردني والمشاهد الإباحية الحقيقية وهروب باٸعات الهوی الأربعين من وکر الدعارة العاٸد لأحد ممثلي الشعب العاٸد من فريضة الحج للتو ، حتی وصل الأمر لارتباك المشهد الأمني وحصل تصادم بين جهتين أمنيتين في الشارع العام ، فقد ذکرني ذلك التبرير الذي لا نعرفُ هل هو اجتهاد شخصي ورأي خاص أم يمثل رأي الشارع العام بأنه يحاکي تماماً مقال وخطاب نهاد قلعي بشخصية حسني البرازان في أوتيل صح النوم الذي لم يتغير إملاٸيا ولا إنشاٸياً ولا حتی في طريقة الإلقاء حين کان يردده حسني البوراظان کل حلقة من المسلسل الساخر وحتی آخر الحلقات حين کان يقول:”إذا اردنا ان نعرف ما في ايطاليا يجب أنّ نعرف ما في الیرازيل“.
فکل ذلك الرعب الذي تناقلته وساٸل التواصل الاجتماعي وحدث بالفعل فوق شوارع وتضاريس حيث دارت رحاها تلك الأحداث علی أرضٍ ومدينة ووطن نعرفه أکثر من بيوتنا والذي وصفه المسٶول العتيد بکل بساطة بأنه عبارة عن هجمة ممنهجة وحرب وإشاعات لإضعاف المنظومة الأمنية ولا أساس له من الصحة أو وجود له من الأساس وعارٍ من الحقيقة.
في الوقت الذي بات أطفالنا البارحة يحلمون علی عزف أنغام حرب رصاص الأفراح وقنابل الألعاب النارية ،واستفاق الشعب علی الأخبار المکتوبة بالرصاص الحي وصفحات القتلی کما أضحی علی شمسٍ کانت أشعتها المشارط والسکاکين کذلك أمسی علی نشرة أخبار النوادي الليلية وتصفية حسابات زعران الکازينوهات حتی بات الشعب منهکاً علی صاعقة وساٸد الرقص العاري ومجرم يشرب الماء البارد علی أريکة فخمة في مخفر أمنيٍّ أردني بعد أنّ أفرغ مسدسه في جسد رجلٍ آخر ، بينما القيد الحديدي أدمی يدي شاب يحمل درجة الماجستير علی جرم مبلغ مٸتين دينار عجز عن سدادها لظروف خارجه عن إرادته، في غضون هذا الوقت کله برعبه وبرغم الخبز المحشو بالرصاص والماء المخلوط بشفرات المشارط والقهوة التي تحولت إلی دماء تباع علی أرصفة عمان وعلی قوارع الطرقات وفي الحانات إلا أنّ المسٶول الأردني لا زال يمارس حرب الکلام وخوض معارك التنظير وخدعة النظارات السوداء وتکبيل الأقلام والتشکيك بها وتکميم الأفواه والبطش بأصحابها.
إن الإدارة التي تمارس سياسة التصفية للکفاءات الوظيفية ولعبة تزويد الرصيد الشعبي لما بعد الاستقالة لضمان مقعد نيابي شعبي أو الوعد بمعالي والتهکم في تسخير کرسي الإدارة سواء المدنية أو الأمنية لخدمة الذات ومن يدور بفلکها هي کلها العوامل التي کانت خلف هذا المشهد الدامي الذي لا يحبذه کل مواطن حر لا يرض الدنية لوطنه وشعبه.
إن سکين الوهم للعنوان المدغدغ للعواطف الذي استليتموه بالأمس بأن تطلبوا من الشعب أنّ يرحم البلد وجب أنّ تحولوه إلی سکين حقيقية نحو رقابکم وأعناقکم وأرواحکم التي رحمت المجرم وتسترت علی الأزعر ولم ترحم الشعب ولم ترحم البلد.
حين يعامل الشاهد والمجرم والضحية والمراجع بمعاملةٍ بنفس العجرفة والطريقة التي تمتهن کرامة المواطن داخل منشأة تم رفدها بکفاءات مفترضة وکوادر متفهمة تستطيع تمييز الغث من السمين والضحية من الجلاد فستکون هذه هي النتيجة أنّ يصرخ المواطن الغلبان بهذه الوساٸل ليکشف کواليس ودهاليز مٶسسات وطنية يفترض أنّ تکون لنا کمواطنين صالحين لا يتم تخصيصها لفٸة متنفذة وذات مسکونة بنشوة الوظيفة والمنصب الذي ينصب نفسه صاحبه بسلطته الشخصية المطلقة ولا يطبق أدنی معايير حقوق الإنسان إلا إذا سمع بلجنة الحريات وحقوق الإنسان.
مثلما واجهتم المنصب والوظيفة بحب النفس والذات ونفذتم أجنداتکم الشخصية بعيداً عن الوطنية ومتناسين حرمة القسم العظيم المغلظ وقد کنزتم لأنفسکم رصيداً شعبيا لمرحلة ما بعد الوظيفة ومقعد الحلاق هذا الذي مکثتم عليه دهراً فلتواجهوا الحقيقة المرة بکل مذاقاتها ولتبحثوا عن الحلول وإيجادها والاعتراف بالتقصير والذنب والإهمال لا باستخدام الأدوات الهشة البديلة مثل استجلاب العواطف بمواضيع إنشاٸية هشة هزيلة ومبررات أکثر هشاشة واستخفافا بعقل المواطن الحارس لوطنه بحسه ويقظته وغريزته الصالحة والهرولة نحوا کُتاب المقاهي وباعة الإنشاء والمقالات والعناوين بالوقية والکيلوا أو بعدد الکلمات کمحاولاتّ فاشلة لحفظ ماء الوجه الذي هدرتموه قبل أنّ تهدره عدسات المخلصين وأجهزة المفدونين وزوايا المواطن الراصد المتيقظة لالتقاط المشهد الحقيقي بکل أبعاده وليس إنشاء وتعبير وإملاء قمتم أنتم بتحرير مواضيعه وزجه في بحر الحقاٸق المرة کقارب نجاة لکم من ورقٍ خام لا يسمن ولا يغني من جوع .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى