سواليف
التسلية والطرافة هي سمة آخر أطروحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، الذي ألقى خطاباً الأربعاء 24 فبراير/ شباط، حمل بعداً اقتصادياً، فبدا السيسي خبيراً مالياً وأعطى حلولاً لانهيار الاقتصاد المصري، ولاقت عبارات أخرى له، سخرية على وسائل التواصل الاجتماعي.
الخطاب، جاء خلال حفل إطلاق استراتيجية للتنمية المستدامة بعنوان “رؤية مصر 2030″، بهدف الخروج باقتصاد البلاد من أزمته المتصاعدة منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، وما تعرض له خصوصاً بعد حادث الطائرة الروسية، من خسائر بالقطاع السياحي بلغت 2.2 مليار جنيه مصري شهرياً (283 مليون دولار)، وقدرت بنصف العائدات السنوية في مصر، والتي كانت في عام 2010، تقدر بقيمة 14 مليار دولار، في حين بلغت نحو 6 مليارات دولار خلال هذا العام.
ألقى السيسي بالحل على المواطن المصري، وطالبه بأن يتبرع بجنيه يومياً، قائلاً: “دا لو كل يوم 10 مليون من 90 مليون تلفون موبايل الي موجود مع الناس، صبح على مصر بجنيه من الموبايل بتاعو بـ 10 مليون جنيه، يعني في الشهر 300 مليون جنيه، يعني في السنة بأربعة مليار جنيه، نحن بنتكلم كتير، بس إحنة عايزين عدالة اجتماعية؟ أنا الي بعمل عدالة اجتماعية؟ نحن الي بنعمل عدالة اجتماعية”.
وعرض السيسي فكرة بيع نفسه حين قال: “لو أنفع أتباع لتباع”، ملقياً بعدها بقنبلة الخطاب حين قال إن ما تحقق في مصر خلال عام ونصف، لا يتحقق في 20 سنة، وإن المصريين بسلام وأمان و”محدش حيقدر”، دون أن يوضح قصده في التعليق الأخير بالخطاب.
السيسي قاطع أحد المتحدثين في الحفل، ليعلن أن بإمكانه أن يؤسس 100 منطقة صناعية، بمنشآتها واحتياجاتها بسنة ونصف، وأن بإمكانه عمل مليون شقة بسنة أو سنتين، وسط تصفيق من الحضور.
كثير من الجمل أطلقها السيسي منقوصة من اكتمال المعنى، شُبه فيها بالعقيد الليبي معمر القذافي حين قال: “من أنتم”، فيما تساءل السيسي دون أن يُعرف تحديداً لمن يوجه خطابه: “إنت، إنتو، إنتو مين؟ إنتو مين؟”.
وتعزيزاً لسطوته ومبدأ التفرد بالسلطة عنده، قال السيسي للمصريين: “متسمعوش كلام حد غيري، اسمعوا كلامي أنا بس (فقط)”، متابعاً: “محدش يفكر أن طولة بالي وخلقي الحسن، معناه إن البلد توئع (تسقط)”، مهدداً من يتعرض لمصر “أشيلو من وش الأرض”. وخاطب الشعب المصري بالقول: “إنتو فاكرين (أنتم تظنون) أنا هسيبها (سأتركها) لا والله.. أنا هفضل (سأبقى) أبني مصر حتى تنتهي حياتي أو مدتي”.
السيسي الذي كان قد تعهّد في خطاب نهاية العام الماضي بتركه مقاليد الحكم حال طالبت جماهير الشعب المصري ذلك، انهالت على خطابه عبارات السخرية والتفسيرات الكوميدية على وسائل التواصل الاجتماعي.
فعن طلبه التبرع بجنيه من هواتف المصريين، علق الكثيرون بالقول: “أنا معنديش رصيد بالموبايل، أصبّح على المصريين بجنيه إزاي (كيف)”. ووصف آخر خطابه بالقول: “منفعل، مرتبك، واضح إنه مش واثق في الي بيقوله، وبدأت صراعاته مع اللي حواليه تبان (تظهر)، بقى عامل زي العريان في حارة ضلمة”.
أما قوله بأنه سيبيع نفسه لو تمكن من ذلك، فرد عليه ناشطون بإطلاق حملة على الإنترنت تُظهر أن السيسي يتم بيعه فعلاً، وقد بدأ سعره بدولار واحد ووصل حتى كتابة التقرير إلى 100 ألف دولار.
كما أرفق تصميم آخر وجه السيسي في مقطع كوميدي مقتبس من فيلم، يتشابه فيه المتكلم بعرض السيسي:
من جهته قال الكوميدي المصري باسم يوسف، إن برنامجه “البرنامج”، تم تعويضه بخطابات السيسي هذه:
واقترح مغرد أن تشتري دولة الإمارات السيسي وتعينه لوزارة السعادة التي أنشأتها مؤخراً:
وفي تحليله لخطاب السيسي، قال الكاتب سعيد الحاج: “كم مرة ذكر السيسي كلمة (أنا) في كلمة اليوم؟ هذا الرجل (مجازاً) مريض نفسياً ومصاب بعقدة نقص قولاً واحداً!”.
الخليج اونلاين