خطأ فادح / باجس القبيلات

خطأ فادح

طغت على الغالبية العظمى من الأردنيين دهشة عظيمة وغضب هائل عندما كانوا يتوقعون أن يحجب أعضاء مجلس النواب الثقة عن الحكومة، نظرا للقرارات المجحفة والجائرة التي اتخذتها بحق الشعب الأردني في الآونة الأخيرة، ولكن للأسف نوابنا انقلبوا على الشعب دون أدنى شعور بالذنب .

ومع ذلك ورغم الثقة التي منحناها لهم وذهاب سائر جهودنا هباء منثورا، يفترض من أولئك الذين انتقدوا النواب وأثقلوا عليهم التزام جانب الصمت، خصوصا الذين تفاعلوا بشكل إيجابي مع المرشحين وشاركوهم فعالياتهم الانتخابية خلال فترة الدعاية الانتخابية وصوتوا لهم واصطفوا بمئات الآلاف على موائدهم ومناسفهم، بل وقاتلوا بشراسة للدفاع عنهم أثناء الحملة الانتخابية لدرجة وصلت حد النزاعات مع الأصدقاء والأقارب المناهضين لمرشحهم .

وهذه الخيبات والانتكاسات التي اعتدنا عليها من نوابنا وقابلها المواطن الأردني باندفاع شديد مشوب بالضجر والضيق العارم، تمخضت نتيجة تواضع  النواب في أداء دورهم الرقابي والتشريعي على النحو الذي يحقق تطلعات الأردنيين الذين ما برحوا يمنون النفس برؤية مجلس نواب على قدر عال من الكفاءة والاقتدار .

مقالات ذات صلة

ولكن في الوقت نفسه وكما ذكرت آنفا، صار لزاما علينا أن نلتزم الصمت المطبق حيال من وضعنا صورهم وأسماءهم وقوائمهم على مركباتنا وحافلاتنا وعلى مواقع التواصل الاجتماعي و(بالبونط) العريض أثناء الحملة الانتخابية، وهذا افتراض أقرب إلى المعقول وأدنى إلى الجواز، فحجم التقصير لدى النواب فور جلوسهم تحت قبة البرلمان في مجالس نيابية سابقة يحتم علينا التأني والتفكير مليا قبل الاقتراع في ذلك الوقت، لذا أخطأ المواطن الأردني حين منح أولئك النواب صوته وعليه أن يتحمل فداحة الخطأ .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى