الكل يبحث عن طيوب … ابتلعه ‘‘مثلث برمودا أردني‘‘

سواليف

ما يزال المواطن الجنوب إفريقي محمد طيوب مختفيا منذ الثالث من شهر نيسان (إبريل) الماضي، على الأراضي الأردنية، التي وصلها قادما من القدس المحتلة في طريقه إلى مكان عمله في السعودية.
وبحسب ملف طيوب الذي يتابعه مركز عدالة لدراسات حقوق الإنسان، كان آخر مكان تواجد به مطار الملكة علياء الدولي.
وفيما يشتبه المركز بأن يكون فقدان طيوب سببه “شبهة جريمة قتل أو اختفاء قصريا”، أكدت مؤسسات أمنية وحقوقية أنه “لا أثر لطيوب بأي مركز إصلاح وتأهيل أو مركز احتجاز أو أي من المستشفيات”، مشيرة إلى أنه مصنف كــ”مفقود”، بينما يبقى احتمال ثالث مفتوح وهو مغادرة المذكور الى سورية .
وتدور قصة طيوب، بحسب رواية خاله الذي قدم للأردن بحثا عنه بحديث مع “الغد”، أن ابن شقيقته “يعمل طبيبا في السعودية، وفي آذار (مارس) الماضي، قرر أن يترك عمله ويعود لبلاده، قبل ينصحه خاله بأن يؤدي مناسك الحج في المسجد الأقصى، وهي عادة يقوم بها كثير من المسلمين الأجانب”.
يتابع الخال: “سافر طيوب في 29 آذار (مارس) لعمان، ومن هناك توجه عبر جسر الملك الحسين للقدس المحتلة، وبقي هناك نحو ثلاثة أيام ثم عاد للأردن ليقضي فيها ليلة واحدة قبل عودته للسعودية ومن ثم إلى جنوب أفريقيا”.
ويضيف: “فور وصول طيوب للأردن الساعة العاشرة والنصف مساء الثالث من نيسان الماضي، هاتفني وأبلغني أن حقيبته التي توجد فيها نقوده قد سرقت ورجح أن وضعه الصحي غير طبيعي”.
بعد ذلك أجرى خاله اتصالات أوصلته لوكيل سفريات في الأردن لكي يحجز لطيوب بفندق يقضي فيه ليلة قبل عودته للسعودية، ولكي يعطيه نقودا، وبالفعل تم اصطحاب طيوب من قبل وكيل السفريات الذي حاولت “الغد” الاتصال معه، لكنه لم يجب، وحجز له في بفندق في شارع الجامعة.
وأوضح خال طيوب أن “موعد الطائرة المتجهة لجدة كان حوالي الساعة السابعة صباحا، ولظروف لم يتمكن وكيل السفريات من نقل طيوب من الفندق للمطار بالثالثة فجرا، رغم أنه اعتمد عليه بأن يعطي ابن اخته نقودا، وتعذر بأنه تأخر بالطريق، الأمر الذي جعل طيوب يأخذ سيارة أجرة، وقايض السائق بأن يعطيه هاتفه النقال مقابل الأجرة”.
وأضاف: “عند وصول طيوب إلى المطار هاتف خاله من محل صرافة هناك، وبعث بصورته وهو يهاتف خاله، وحصلت “الغد” على نسخة من الصورة، وخلال الاتصال تبين بأن طيوب لم يصعد إلى طائرة الساعة السابعة، ما جعل خاله يغضب منه وطلب منه أن يبقى بالمطار لحين أن يحجز له بطائرة ثانية، وأخبره بأنه سيرسل وكيل السفريات الى المطار ليعطيه نقودا، وهذا كان آخر تواصل بينه وبين طيوب”.
وقال إنه “بعد اتصاله مع وكيل السفريات أخبره أنه لم يجد طيوب في المطار، رغم أنه بحث عنه وأخبره أن موضوع ابن شقيقته كبير جدا ولن يتدخل فيه ثم أغلق هاتفه”.
وأضاف الخال: “في اليوم الثاني، تم التواصل مع سفارة جنوب أفريقيا بعمان لإبلاغهم عن اختفاء طيوب، وبحسب روايتها للخال بينت أنها تواصلت مع وكيل السفريات وأخبرها أنه سمع أن طيوب يريد الذهاب لسورية، وعلى خلفية ذلك أعلنت السفارة عدم تدخلها بمتابعة القضية”.
غير أن الخال ينكر ذلك، ردا على استفسار “الغد”، مؤكدا أن “ابن شقيقته شخص معتدل فكريا ويهتم بالرياضة كثيرا، وهو غير منخرط بأي حزب أو توجه سياسي أو ديني”.
بدوره، أفاد المحامي حسين العمري من مركز عدالة، والذي يتابع قضية طيوب، أن “المركز تابع مع الأجهزة الأمنية والصليب الأحمر والمركز الوطني لحقوق الإنسان ومكتب المنسق الحكومي برئاسة الوزراء قضية طيوب بلا جدوى”، مرجحا “وجود شبهتي اختفاء قسري أو جريمة قتل”.
بدوره، أفاد المنسق الحكومي لحقوق الإنسان باسل الطراونة لـ”الغد” أنه “لا يوجد اسم لمحمد طيوب لدى مركز الاحتجاز في دائرة المخابرات أو أي مركز إصلاح وتأهيل”، نافيا تعرض طيوب “لجرم الاختفاء القسري”. وأضاف أنه بحث “شخصيا” عبر قنوات التنسيق مع الأجهزة الأمنية عن طيوب “لكن لا يوجد له سجل”.
بدوره، قال الناطق الإعلامي للمركز الوطني لحقوق الإنسان أحمد فهيم: “من حيث المبدأ، فإن المركز يقدم المساعدة لمن يطلبها بمثل هذه الحالات، عبر متابعة الحالة مع الأجهزة الأمنية إلى حين العثور على المفقود ومعرفة مصيره”.
وبين أن دور المركز يقتصر على “متابعة ما إذا كان المشتكي بحاجة إلى مساعدة في الجانب الحقوقي”، معتبرا أن قضية طيوب “أمنية وليست حقوقية”.
من جهته كشف مصدر من وزارة الخارجية لـ”الغد” عن أن الوزارة “حصلت على تبليغ حول قضية طيوب، وبأنه بالفعل عاد من جسر الملك حسين بعد زيارته للقدس، إلى الأراضي الأردنية، ولم يسجل له بعد ذلك خروج من أراضي المملكة”.
وأكد المصدر أن طيوب “غير موقوف بأي مركز توقيف أو مركز إصلاح وتأهيل، وهو مفقود وغير معروف مكانه”، مبينا أن “ملفه قيد المتابعة من قبل الوزارة”. وبينت مصادر أمنية لـ”الغد” أنه “لا يوجد بحق طيوب أي قضية مسجلة أو حادث أو تعميم تغيب”.

الغد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى