سواليف
على مدى الشهور الثلاثة الماضية تلقى تنظيم داعش خسائر فادحة على عدة جبهات، بدءا من جرف الصخر في محافظة بابل والضلوعية في محافظة صلاح الدين ثم في مناطق سنجار شمال الموصل والمقدادية في محافظة ديالى، وصولا إلى مدينة كوباني (عين العرب) السورية، وانتهاء بما تلقاه التنظيم أخيرا بعدما أسفرت غارات التحالف الدولي عن مقتل عدد كبير من قيادييه في غرب العراق.
الخبير في شؤون الجماعات المسلحة هشام الهاشمي، قال لـ”راديو سوا”، إن التنظيم فقد القدرة على المبادرة والتقدم بعد الهزيمة التي لحقت به في مدينة كوباني ومحافظة ديالى، مشيرا إلى أن التنظيم المتشدد يصف خسائره بالانسحاب والخيانة حفاظا على معنويات مقاتليه، بعد خسر أكثر من 1000 من عناصره خلال معارك كوباني، بينهم قيادات متقدمة.
وأضاف الهاشمي أن التنظيم المتشدد لم يعد يتمتع بنفس القوة التي وظفها لصالحه يوم العاشر من حزيران/يونيو، موضحا أن القدرات التي يتحدث عنها قادة داعش لم تعد موجودة بعد أن تلقى ضربات موجعة في الآونة الأخيرة.
في موازاة ما تحقق في كوباني السورية، طردت القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي عناصر داعش من آخر معاقلهم في محافظة ديالى.
فهل بدأت نهاية داعش؟
يجيب الخبير في شؤون شؤون الحركات الجهادية حسن أبو هنية من عمان، عن هذا السؤال بالقول إن من السابق لأوانه الحكم على هزيمة داعش، مضيفا أن التنظيم يسعى إلى تثبيت سيطرة مكانية في المنطقة الممتدة من حلب إلى الموصل لأطول فترة ممكنة، على الرغم من حصول بعض الانكسارات.
وأضاف أبو هنية أن الأمر يحتاج إلى وقت طويل، ويعتمد بشكل كبير على كيفية تعامل القوات العراقية والبيشمركة الكردية، بالإضافة إلى التحالف الدولي، مع داعش.
المتحدث باسم التنظيم “أبو محمد العدناني” الذي يعتقد أنه أصيب السبت في غرب العراق، تجنب ذكر كوباني في رسالة صوتية نشرت الاثنين الماضي أعلن فيها فتح “ولاية خراسان” جبهة جديدة في لبنان، أما سبب ذلك برأي الهاشمي، فهو لرفع معنويات عناصر التنظيم بعد الخسائر التي مني بها.
لكن الخبير الاستراتيجي اللواء طلعت مسلـّم من القاهرة، يرى أن التنظيم لا يزال قادرا على تحمل الخسائر، والاستمرار في المستقبل القريب على الأقل.
ويتفق المراقبون على أن ضربات التحالف الدولي الجوية ساهمت في الحد من قدرات داعش، لكن ما تحقق مؤخرا يثبت أن الحسم يكون على الأرض، وفي هذا الصدد يقول الخبير الاستراتيجي أحمد الشريفي، إن التوافق الاجتماعي بين العراقيين تسبب في تحقيق هذه التحولات، وفرض واقع المصالحة على السياسيين.
الحرة نيوز