خرجت ابحث عنك
خرجت أبحث عنك ،،
أبحث عن مقعد تحت المطر ،،
عن طفل خبأته في عباءتي قبل السفر ،،
رجعت إليه أبحث في الزقاق وفي الحواري ،،،
قالوا تبحث عن صديق الطفولة عمر ؟؟!! ،،،
هو هناك يجلس أمام بقالته ، متكئاً على مقعد من حجر
قلت ذاك جده أو أبوه
قالوا : بل عمر ،،،
يدان ترتجفان ..
متساقط الأسنان ،،،
وقد انحنى منه الظهر
قلت هذا ليس عمر ،،،
عمر الذي أعرفه طفلٌ يمتلئ عنفواناً وحيوية،،
أسرع طفل بالحارة يسبق كل من يراكضه
وينصب الافخاخ للعصافير ،،
يتسلق الشجر
يقطف البرتقال يلقيه فنلقفه
فإذا لمحنا حارس البستان أطلقنا صوت الذئب وأطلقنا سيقاننا للريح،،
ويبقى عمر ،،
مختبئاً بين الأغصان حتى يزول الخطر ،،
يأتينا ضاحكاً بيده برتقالتين لمن لم يرافقنا من الأصدقاء ،،
هذا هو عمر ،،
فكيف تقولون إن هذا العاجز عن الوقوف ،
منحني الظهر ،
مرتجف الأصابع ،
محطم الأسنان ، مجعد الوجنات أشيب الشعر،،
هو عمر
هذا ليس عمر ،،
ليس عمر ،،،
رمقني بنظرة انكسار
وسرح في الأفق وكأنه يحدث القمر:
ياصديقي أنا عمر
والله أنا عمر
لكنك ياصديقي
أنت … أنت من طال بك السفر ،،،،،