
سواليف – خاص
ما بين عامي 2004 و 2008 احتلت الاردن المرتبة الثانية بعد مصر في نسب الطلاق ، وفي السنوات الثلاث الأخيرة وقعت 37 ألفا و 615 حالة طلاق ، وعلى الرغم من إذاعة العديد من البرامج التي تتبنى تعزيز الحياة الأسرية وتنظيمها وحل خلافاتها إلّا أن نسب الطلاق تستمر بالتزايد ، هل هي الضعوط النفسية لما يتعرض له المواطن من تحمل الأعباء الإقتصادية أم أنه الزواج التقليدي أو الحضري أم ضغوط من الأهل ؟! أم أن الطلاق أصبح وسيلة من وسائل الحرية بالنسبة الى البعض ؟
وقد أفادنا المحامي “زيد الأخرس” ، الحاصل على شهادة الماجستير في القانون العام والباحث القانوني في أمانة عمان ، بإجابته على هذه الإستفسارات .
” أغلب حالات الطلاق تحصل في فترة الزواج أكثر من فترة الخطبة ، يصلني يوميّا أكثر من 15 رسالة حول هذا الموضوع ، وما أعتقده أن أبرز أسباب الطلاق هو أننا انطلقنا من التقييد والإلتزام إلى الإنفتاح بلا تدرّج ، كالوسائل التكنولوجية والتي هي سلاح ذو حدّين ، فمثلا بعد فترة قصيرة من الزواج يكتشف الزوج أن الزوجة لديها العديد من الأصدقاء على وسائل التواصل الإجتماعي أو العكس وهذا ما يؤدي إلى خلق المشاكل ، أو إصرار أحد الطرفين بإخفاء حياته الشخصية “الإلكترونية” عن الآخر فتجده يضع الرمز السري على هاتفه وعلى كل تطبيق داخل الهاتف ، وأغلب حالات الطلاق حدثت بسبب التكنولوجيا.
وفي إحدى دراساتي على علاقة الطلاق بالوسائل التكنولوجية وجدت أنه من الممكن أن يتعرض الزوج لإغراء بعض الفتيات فيأخذ بالمقارنة بينهنّ وبين زوجته !
أيضا من الأسباب الأخرى هي ضغوطات الأهل ، حيث يصل الشاب لعمر ال 20 سنة فيبدأ الأهل بالإلحاح عليه أن يتزوج وفي ذلك العمر فعليا الشباب لا يفهم كلمة “مسؤولية الزواج” ، والأم هي المؤثر الأكبرعلى أبنائها وبناتها بتوعيتهم حول تلك المسؤولية الجادة ، ولكن الأمهات هذه الأيام أصبحن وكأنهن هنّ العرائس !
أما بالنسبة للوضع الإقتصادي فهو أشبه ب “الشماعة” التي تعلق عليها الحجج لفشل العلاقة الزوجية. ”
وعند سؤالي لأحدهم عن الحل الذي قد يحد من الطلاق اقترح بإقامة مراكز تقوم بتوعية المقبلين على الزواج وتكييفهم مع ما سيتعرضون له من ضغوطات.
الطلاق مشكلة لا تؤثر على حياة من يريدونه فقط بل يؤثر على جيل بعدهم بالكامل ، على أولادهم ، وعلى ما سيزرع داخلهم من عقد نفسية وعلى ما سيصبحون عليه في المستقبل ، خاصة أن أغلب حالات الطلاق التي تحصل يكون سببها تافه يؤول الى تولد الأنانية لدى أحد الطرفين.
فرح عوض.



