خبير يقرأ نتائج دور الـ16 بالمونديال.. ويتحدث عن حظوظ المغرب

#سواليف

 تنطلق اليوم الجمعة، #مباريات #دور_الثمانية من #مونديال #كأس_العالم في #قطر 2022، بمواجهات نارية، وبتواجد منتخب عربي وحيد هو #المغرب.

وتبدأ مواجهات دور الثمانية بمباراة منتخبي البرازيل وكرواتيا، تليها مباراة مرتقبة بين هولندا والأرجنتين.

وفي هذا السياق تحدث الصحفي والمحلل الرياضي هيثم أحمد، في قراءة عن نتائج دور الـ16، وعن توقعاته لدور ربع النهائي.

وأشار أحمد ، إلى أن “الأماني العربية مع فوز المغرب، ولكن على الورق ووفقا للحسابات والتوقعات فالكفة تميل لمنتخب البرتغال”، مؤكدا على “ضرورة أن لا يلعب أسود الأطلس بنفس الطريقة التي لعبوها أمام منتخب إسبانيا لاختلاف طريقة لعب المنتخبين الأوروبيين”.

وتاليا نص الحوار:

كيف تقرأ وتحلل مستوى المنتخبات في دور 16، وخاصة المغرب؟ كذلك رأينا أن #المنتخبات_الكبيرة كانت مختلفة عن دور المجموعات، بمعنى كانوا أفضل، لماذا؟

المستوى التكتيكي والفني للمنتخبات في الدور الأول كان عاليا، كذلك كانت التنافسية عالية جدا، لكن في دور 16 لم نر مفاجآت كما حصل في دور المجموعات وذلك نتيجة للفوارق بين المنتخبات التي استطاعت تخطيه وبين التي خرجت منه خاسرة.

وكانت المفاجأة الوحيدة والتي كنا كعرب نتمنى تحققها هي فوز المنتخب المغربي، طبعا كانت مفاجأة لأنه وفقا لحسابات كرة القدم والفوارق الفنية وتباين المستوى بين لاعبي المنتخبين، كان الإسبان هم المرشحون للفوز، بالتالي هي النتيجة الوحيدة التي خالفت التوقعات.

بالمقابل بقية المنتخبات التي تأهلت لدور الثمانية كان مستواها عاليا جدا، مثلا المنتخب الفرنسي مستواه الفني عال جدا، ويمتلك إمكانيات قوية، وهو قادر على التقدم أكثر في البطولة والدفاع عن لقبه، وعلى الرغم من وجود غيابات مؤثرة في صفوفه إلا أنه يمتلك بدائل قوية ومؤثرة أيضا.

المنتخب الإنجليزي من أقوى المنتخبات المشاركة في هذه النسخة، فمعظم لاعبيه من نجوم الدوري الإنجليزي الذي يعتبر أفضل وأقوى دوري في العالم، أيضا المنتخب البرازيلي يمتلك قوة هجومية كبيرة وأداء عاليا، ولأول مرة نراه يدمج بين الطريقة الأوروبية والطريقة البرازيلية التي تعتمد على المهارة والفن، حيث يمتلك القدرات الدفاعية إضافة للمهارات الفردية الفنية.

ولهذا أعتقد أن أكثر المنتخبات لفتا للانتباه وتثير الإعجاب فنيا هي البرازيل وفرنسا وإنجلترا، بالمقابل لا يمكن إنكار الإمكانيات والخبرة العالية للمنتخب الأرجنتيني، وقائده ليونيل ميسي خبرته كبيرة ويتمحور المنتخب عليه.

نعم كان أداء منتخب التانغو متذبذبا، حيث لم يؤد جيدا في مباراته الأولى، ولكن في مباريات أخرى أدى جيدا وخاصة في مباراته مع بولندا، وأعتقد أنه إذا استطاع تجاوز المباراة الصعبة مع منتخب هولندا فسيكون قادر أيضا أن ينافس على كأس العالم، ولكن من ناحية المستوى يأتي بعد المنتخبات الثلاثة التي ذكرتها.

كذلك قدم المنتخب البرتغالي كرة قدم عالية جدا من الناحية الفنية والتكتيكية ومن ناحية السيطرة واللعب، وبشكل عام كان هناك منتخبات قوية جدا فنيا بهذه البطولة، ومن الطبيعي جدا أن تكون المنتخبات القوية والمرشحة أفضل في دور الـ16 من دور المجموعات، وذلك لأنها شبه ضامنة التأهل ولهذا لا تبذل مجهودا كبيرا، لكنها تركز أكثر على الأدوار الحاسمة ويظهر مستواها الحقيقي فيها.

أيضا هذه المنتخبات وفدت لكأس العالم بعد خمسة أيام من لعب لاعبيها آخر مباراة لهم بالدوريات الكبيرة في أوروبا، وبالتالي هذا أول تجمع ولعب لهم سوية منذ فترة طويلة، ولهذا يمكن اعتبار الدور الأول كمعسكر تدريبي لهم، ويبدأ فيه العمل على التجانس فيما بينهم، ومع مضي الوقت يرتفع مستواهم، وكلما تقدموا في الأدوار المتقدمة ترتفع الدافعية لديهم ويتحسن مستواهم الجماعي أكثر.

هل كان فوز المغرب مفاجئا، بمعنى ما هي خطته التي جعلته يفوز على بطل العالم الأسبق؟

نتيجة منتخب المغرب بالتأكيد كانت مفاجِئة، ولكنها أتت بالعرق والرجولة والإصرار والبطولة وأداء خرافي من لاعبيه، ونعم قد يقول البعض إنها ليست مفاجأة، لكنها في الواقع خالفت كل التوقعات، لأنه وفقا للحسابات كانت حظوظ أسود الأطلس 20 في المئة مقابل 80 في المئة لإسبانيا، خاصة أن هناك فوارق كبيرة بين المنتخبين وهناك فرق في نوعية اللاعبين، وبالطبع الحسابات على الورق تختلف عما تقدمه في الملعب، فقبل المباراة كانت التوقعات والحسابات تميل لصالح منتخب إسبانيا.

وبالتالي المنتخب المغربي لم يكن أمامه إلا قتل المباراة والذهاب فيها لأشواط إضافية ثم ركلات الترجيح أو إحراز هدف من هجمة مرتدة، وسر فوزه كان بنجاح المدرب وليد الركراكي بإغلاق الملعب واللعب بطريقة دفاعية، وهذا ما كنا نطالب به وأن لا يندفع للأمام.

ولهذا رأينا المنتخب المغربي يترك الكرة للمنتخب الإسباني لأنه لا يريد الاستحواذ أو بناء الهجمات واعتمد على الطريقة الدفاعية، وعلى الرغم من أن خصمه من أكثر المنتخبات استحواذا إلا أن أسود الأطلس جعلوه استحواذا سلبيا.

ما هي حظوظ المنتخبات في دور الثمانية وخاصة المنتخب المغربي؟

بالنسبة لمباراة منتخبي فرنسا وانجلترا من وجهة نظري ستكون متكافئة وسيكون لكل منتخب منهما حظوظ فوز بنسبة 50 في المائة، نعم قد يقول البعض إن المنتخب الفرنسي مستواه أعلى خاصة مع وجود مبابي وأنه قادر على تحقيق فوز كبير.

ولكن برأيي ستكون المباراة متكافئة لأن المنتخب الإنجليزي أيضا يمتلك أسماء ونجوما كبيرة وعلى مستوى عال جدا، وهو من أقوى المنتخبات في البطولة.

وأتوقع من الناحية الفنية والتكتيكية أن يتبادل المنتخبان السيطرة، حيث سيبحث الفرنسي عن السرعة والتحولات السريعة بوجود مبابي وديمبلي، بالمقابل المنتخب الإنجليزي سوف يحاول الضغط في ملعب خصمه، ولهذا أعتقد أنها ستكون مباراة صعبة.

أما مباراة منتخبي البرازيل وكرواتيا، من الواضح جدا من الناحية الفنية أن هناك فوارق كبيرة بينهما وأن منتخب السامبا أقوى وإمكانياته الهجومية عالية جدا بوجود نجوم كبار وعودة نيمار بالوقت المناسب كقائد له دور كبير.

كذلك أطراف المنتخب عالية جدا فينيسوس جونيور، ورافينها، وتشكيلته عموما قوية ومميزة جدا، بالمقابل المنتخب الكرواتي لاعبوه بدأوا يتقدمون بالسن وحتى مردودهم في هذه البطولة لم يكن عاليا جدا، لهذا أرشح المنتخب البرازيلي للفوز بالمباراة.

أيضا مباراة الأرجنتين وهولندا ستكون واحدة من أصعب المباريات، ومن الصعب توقع نتيجتها، وأرى أن فرص الأرجنتين 55 في المئة مقابل 45 في المئة لهولندا، ووجود ميسي هو ما يمنح منتخب التانغو الإضافة والحلول وإذا قدم لاعبوه أداء بنفس المستوى الذي قدموه أمام بولندا فإنه مرشح للفوز.

ولكن إذا بقيت لديه نفس مشاكل مبارياته السابقة من إضاعة الفرص وعدم وجود هداف حقيقي واعتماده فقط على ميسي سوف يواجه مشكلة كبيرة، خاصة أن منتخب هولندا متجانس كثيرا وأداؤه جماعي ويستطيع الوصول لمرمى الخصم والدفاع عن مرماه.

أما فيما يتعلق بمباراة منتخبنا العربي المغربي ستكون مباراته مع البرتغال أصعب بكثير من مباراته مع المنتخب الإسباني، طبعا إذا تكلمنا بواقعية ووفقا للحسابات فإن الكفة تميل لصالح البرتغال ولكن أمنياتنا أن يفوز أسود الأطلس.

وبالتأكيد يجب عليه ألا يلعب بنفس طريقة لعبه أمام إسبانيا حيث لن تجدي نفعا، فالمنتخب الإسباني لديه استحواذ عال جدا على الكرة ويدورها كثيرا، ولا يملك الحلول لإيصال الكرة لداخل منطقة الجزاء، وليس لديه ألعاب الهواء والكرة القطرية والتسديد، وليس لديه الأسماء التي تستطيع الوصول لمرمى الخصم، وبالتالي يمكن النجاح أمامها عبر الدفاع المتأخر وإغلاق المساحات.

بالمقابل المنتخب البرتغالي مختلف تماما، بمعنى إذا رجع المنتخب المغربي للثلث الأخير من ملعبه وجعل البرتغالي يتقدم ويهاجم ستكون لديه مشكلة كبيرة جدا، فهكذا سيختصر عليه المسافة.

وبالتالي المنتخب البرتغالي لن يبحث عن الاستحواذ في الثلث الأخير بل سيبحث عن إسقاط الكرة العرضية داخل منطقة الجزاء والذهاب لأطراف الملعب ولعب الكرة العرضية، ولهذا أعتقد أنها ستكون مباراة صعبة على منتخب المغرب وعليه أن يمزج بين الدفاع الضاغط من منتصف الملعب مع الدفاع المتأخر أمام منطقة الجزاء.

أيضا المنتخب المغربي لعب أشواطا إضافية، فهل لديه القدرة على استشفاء اللاعبين وإعادتهم لمستواهم بالتوقيت المناسب، بالتأكيد الأماني مع أسود الأطلس ولكن بالحسابات الكفة تميل للبرتغال.

هناك بعض التقارير الإعلامية التي تتحدث عن احتمالية غياب رونالدو عن مباراة المغرب، هل هذا الغياب يفيد أسود الأطلس؟

أعتقد أن غياب رونالدو هو لصالح المنتخب البرتغالي وليس المغربي، وبالطبع لا يمكن إنكار أنه نجم أسطوري وقدم الكثير في كرة القدم وأنه كان من أهم وأفضل اللاعبين في التاريخ، ولكن الذي لا يريد البعض استيعابه أن رونالدو يبلغ 37 عاما وبالتالي من الطبيعي أن لا يكون هذا اللاعب الخارق الذي يمكنه حمل منتخب بلاده وأن يقدم كل شيء.

وبرأيي وهو بهذا السن يمكن أن يكون مفيدا أكثر لو لعب لمنتخبه 15- 20 دقيقة، على الرغم من أنه حتى هو يرفض استيعاب أنه لاعب بديل الآن، وبعدما رأيت المباريات التي يدخل فيها متأخرا قلت إنه لصالح البرتغال إذا أرادت الفوز أن لا يتمحور المنتخب حول رونالدو بمعنى أن لا تلعب فقط لأجل إيصال الكرة له حتى يسجل.

بالطبع هذا ليس تقليلا منه ولكنه حكم السنين، فمثلا شاهدناه بناديه الأخير مانشستر يونايتد الذي يمكن اعتباره ناديه الأم لم يقدم نفس المستوى، فهو تقدم في العمر وهو لاعب يعتمد على القوة واللياقة بعكس ميسي الذي يعتمد على المهارة، وبشكل عام شاهدنا كيف أن البرتغال قدمت ولعبت أفضل حينما كان رونالدو على دكة الاحتياط.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى