خبز الطاعة

#خبز_الطاعة

#هبة_طوالبة

كانت تلك العجوز السبعينية تحصد ثمار زرعها كل ليلة، وترفع رأسها شاكرة لله على نعمه. كانت تزرع كل شيء في حديقتها الصغيرة، وعند الفجر تخبز خبزها الشهي. في إحدى الليالي العاصفة، أتى خادم الملك وقال بصوت أجش: “ارتدي ملابسك، الملك يطلبكِ.” ارتعبت العجوز، فهي لم تتحدث إلى أحد خارج قريتها منذ سنين عديدة.في ذهنها تداعت أسئلة كثيرة: ماذا فعلت؟ أنا لا أعرف السياسة ولا أتدخل في شؤون الآخرين. طوال سبعين عامًا، لم أقل “لا” لأحد. وبعد أن حاصرتها الأفكار، جاء الملك بنفسه. ودون أن يلقِ عليها السلام، قال بصوت عالٍ: “أريدكِ أن تخبزي خبزًا لي كل صباح، رائحته شهية جدًا.”انتقلت العجوز إلى قصر الملك، وأصبحت تخبز له كل يوم. شعرت بالوحدة والملل، وتذكرت حديقتها الصغيرة وهدوء قريتها. وفي أحد الأيام، سمعت صيحات احتجاج في الشوارع. لم تفهم ما يجري، لكنها شعرت بالقلق. كانت قد اعتادت على قول “نعم” طوال حياتها، فكيف تقول “لا” الآن؟بعد فترة، طلب الملك منها أن تخبز خبزًا خاصًا للشعب، خبزًا “بنكهة الطاعة”. لم تفهم العجوز المعنى الحقيقي لهذه العبارة، لكنها شعرت بخوف غامض. عندما أعطاها الخادم بهارات خاصة للخبز، أدركت أن هناك شيئًا ما خطأ.ذهبت العجوز إلى السوق، فوجدت الناس يمجدون الملك بنظرات حزينة. تساءلت: “ماذا لو خبزت السم بدلًا من الخبز؟”

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى