شكّك #خبراء #عسكريون وقيادات في #المقاومة الفلسطينية، في قدرة #جيش_الاحتلال الإسرائيلي على #تدمير وإغراق #أنفاق حركة #حماس في قطاع #غزة، وذلك لاعتبارات فنية ولوجستية. وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية قد نقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم، الثلاثاء الماضي، إن الجيش الإسرائيلي بدأ بضخ مياه البحر في الأنفاق التابعة لحركة حماس في غزة.
وحول ذلك، اعتبر الخبير الفلسطيني في الشؤون العسكرية، يوسف الشرقاوي ، أن “هذه الخطة نظرية إلى حد بعيد، وليست عملية لأسباب تتعلق بالمدة الزمنية اللازمة لإغراق تلك الأنفاق والتي قد تستغرق أشهرا”.
وأوضح أن “فوهات الأنفاق ومخارجها ليست دائرة واحدة منتظمة، كما أنها غير متصلة ببعضها بعضا”، مضيفاً أن “خطة إغراق الأنفاق التي تتبعها إسرائيل لن تؤدي إلى انهيارات في التربة، لأنها مدعمة من الجوانب، وضيقة الممرات، وذلك حفاظاً على متانتها، ولتضليل التصوير الجوي والرصد، وهي غير منتظمة إلى حد بعيد، كما أن جوانب تلك الأنفاق قوية، وهي مسقوفة بصورة محصّنة”.
ولفت الشرقاوي إلى أن “الخطة الإسرائيلية، قد تنجح في النيل من عدد قليل من الأنفاق الثانوية، أما الأنفاق الرئيسية، فأعتقد أنها معزولة تفادياً لما حدث لأنفاق رفح في الجنوب قديماً من قِبَل الطرف المصري”.
تشكيك في قدرة الاحتلال على تدمير أنفاق “حماس”
في السياق، قال القيادي في “حماس” محمود مرداوي، إن “العدو الصهيوني مجرم ويرتكب #الجرائم علناً وبشكل مكشوف، فهو يقصف الأطفال والنساء والمؤسسات الطبية والتعليمية، لكن السؤال هل يستطيع العدو، إغراق الأنفاق فعلاً؟”.
وتابع: “العدو يواجه الأنفاق منذ ما يزيد عن 15 عاماً، وهو يحاول أن يتعامل معها، وفي كل مرة يفشل فشلاً ذريعاً”. وأضاف مرداوي: “الأنفاق استراتيجية وخطة معتمدة لدى المقاومة الفلسطينية بغزة وتسببت بالأرق لهذا العدو المجرم، وهو لن يتوانى عن تدميرها، ولكن المقاومة ستتخذ كل التدابير”.
يوسف الشرقاوي: الخطة الإسرائيلية قد تنجح في النيل من عدد قليل من الأنفاق الثانوية
وأوضح القيادي الحمساوي أن “السلاح منذ البداية موجود لدى المقاومة، وعندما كانت تستخدمه كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية عموماً، أخذت في الاعتبار أن العدو يستخدم كل الوسائل من غاز ومياه وأمور أخرى كالأحزمة النارية التي نفذها”، مشدداً على أن “المقاومة تتخذ التدابير والاعتبارات التي لها علاقة بالأنفاق وطبيعتها ومستوياتها واتصالها وارتفاعاتها وانخفاضاتها، وهي أمور استراتيجية عملياتية لها علاقة بمنع وقوع الأضرار”.
وتابع مرداوي: “هناك أمور أخرى تتعلق بالعدو في هذه اللحظة الفارقة، فهو يدرك أنه يقوم بعمل يقصد به قتل المقاتلين الفلسطينيين، لكنه يجد نفسه قد قتل أسراه في غزة، وهو لن يتردد في استخدام أي وسيلة يعتقد أنها ستنقذ الجيش من الأزمة التي يواجهها في كل محاور القتال، لكن المقاومة اتخذت وستتخذ التدابير بشكل مستمر لمواجهة خطط جيش الاحتلال”.
فكرة إغراق الأنفاق ليست جديدة
أما الباحث المصري، مهند صبري، فرأى أن “فكرة إغراق الأنفاق ليست جديدة، والفلسطينيون في غزة تعلموا من خبرات تشكلت على مدار عشرات السنين، بناء شبكة الأنفاق، فيجب أن نتوقع أنهم اتخذوا احتياطات لمواجهة خطة إغراق الأنفاق التي نفذت مصر مثلها قبل عشر سنوات”.
مهند صبري: ما رأيناه من قدرات لحماس يظهر استعدادها لمحاولة إغراق الأنفاق
واعتبر صبري أن “لا أحد يعلم ما إذا كانت هذه الخطة ستنجح أم لا، لكن الأكيد أن ما رأيناه من قدرات حماس خلال الشهرين الماضيين، يؤكد أنهم مستعدون لهذه الخطوات من جانب الجيش الإسرائيلي وعلى استعداد لمواجهتها، لكن الأهم من ذلك، أن الجيش الإسرائيلي يستخدم تكتيكاً ليس مضموناً من الناحية العسكرية، لكنه يضمن خراب البنية التحتية لقطاع غزة، وتلويث المياه الجوفية، وتحويل قطاع غزة إلى أرض يستحيل فيها العيش بعد ذلك، وهذا هو من ضمن أهداف الحرب الإسرائيلية، وهذا هو الهدف من وراء إغراق الأنفاق بمضخات المياه باستخدام مياه البحر”.
وتابع صبري: “طبعاً في ظل الصمت الدولي التام عما تفعله إسرائيل في الحرب، لا مانع في أنهم يضخون ملايين الأمتار المكعبة من المياه المالحة في قطاع غزة ليحولوه إلى جحيم أكثر مما هو، ليس جحيماً وقتياً فقط في خضم الحرب، ولكنه جحيم مستقبلي لتحويل الأرض في قطاع غزة إلى أرض لا يمكن فيها العيش أو الزراعة أو البناء أو غيره”.