خاطرة الى (( دولة )) الرئيس / أسامة احمد الازايدة

خاطرة الى (( دولة )) الرئيس

ولأنها خاطرة فاسمح لي ان أخاطبك ب(عمر) كما كان عمر يخاطب نفسه حين يلومها , واظن اني إن خاطبتك بتجريد فسأشعر أنك اقرب بخطوات , وقد وضعت لقب (دولة) بين قوسين لان اياً منا يريد ان يشعر (بمِنعة الدولة) حين يخاطب أصحاب دولة كما يحب ان يستشعر السعادة حين يخاطب اصحاب السعادة ويتمنى ان يستشعر العطف حين يخاطب اصحاب العطوفة , فإن كان لك من اسمك نصيب فذلك خيرٌ لك من أن يكون لك من لقبك نصيب.
واصدقك القول : ومع علمي بدماثة خلقك وزهدك في متاع الدنيا – الذي لمسناه من بقاء اقامتك في بيتك القديم – انني لم اتفاءل كثيراً حين عدتَ بحكومةٍ حملت ثلثي سلفها, الا انني ككثير من ابناء الاردنيين التمسنا لك عذراً لأننا اصبحنا نشعر –دون ان نرى – كيفية تشكيل الحكومات وآلية تشكيلها المحزنة.
وانني اذ لا انكر ان الكثير منا استشعر لديك (كاريزما) وقبول لم نره في صباح أيٍ ممن سبقك لها فرأيناك مألوفاً لنا خلافاً لمن سبقوك , وقرأناك قراءة مبهمة من مرحلة تكوينك ما بين (منيف) رحمه الله وبين (هارفرد) وبين ( البنك الدولي ) فتأتينا الطمأنينة من الاولى , ونلمس العمق من الثانية , والقلق من الاخيرة ونبحث عمَا يبعث في انفسنا طمأنينة في نظرات عينيك التي لا تخفي الحزن والخوف ,فتصوَر يا رعاك الله ان هذا الشعب يطمئنه الحزن ولا يقلقه وضوح شعورك بالخوف, ولك ان تتصور اين وصلت انطباعات الشعب بعد سنين من كذب الكرسي الذي تجلس عليه .
وسأستمر بمخاطبتك بتجريد ووضوح : فإن كنت أنت من رأيناه في عينيك فإنني ادعوك ان تستمر في قلقك لانهم سيستمرون بتضليلك وينشرون الكثير من الدبابير امام عينيك لتضل عن عش الدبابير , فإن اردت اختزال جهدك فلا تلاحق تلك الدبابير وابحث عن عشها , وصدقني فلم يبق الكثير مما نخسره … وان كنت انت غير الذي رأيناه في عينيك فإعلم انها فرصتك لتصبح انت هو ذاته .. واعلم أنك ان فعلت فان التاريخ سينصفك حتى و ان ظلمك البشر … وتذكر ان الذكر للانسان عمر ثاني ,عمر اطول كثيراً مما ينبض به قلب المرء .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى