خاتم سليماني يحل اللغز .. فما هو بعده الدينيّ؟

سواليف
تناقلت حسابات على موقع التواصل الاجتماعي تويتر صورة لجثة، وأكدت أنها تعود لقائد فيلق القدس القتيل قاسم سليماني.

في التفاصيل، وبعد الإعلان عن مقتل قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، بضربات أميركية، فجر الجمعة، انتشرت على تويتر صورة توضح جثة قيل إنها تعود لسليماني.

وأكدت المعلومات صحة الصورة، بسبب خاتم ظهر في يد الجثة يماثل تماما آخر يرتديه سليماني.

يذكر أن المتحدث باسم ميليشيا الحشد الشعبي كان قد أعلن، فجر الجمعة، مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس، والقيادي البارز في الميليشيا أبومهدي المهندس في قصف استهدف موكبهما بالقرب من مطار بغداد الدولي، وذلك بعد أن أعلن التلفزيون العراقي الرسمي نبأ مقتلهما.

وأفادت المعلومات بأن تفجيراً استهدف سيارة على طريق مطار بغداد الدولي أسفر عن مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس، ومعه أبومهدي المهندس، نائب رئيس الحشد الشعبي والقيادي البارز في الميليشيا.

كما اتهم أحمد الأسدي، المتحدث باسم ميليشيا الحشد الشعبي أميركا وإسرائيل بأنهما وارء مقتل سليماني والمهندس، بحسب تعبيره.

خاتم سليماني: ما هو بعده الدينيّ؟

يعدّ تخَتُّم الرجال بالفضّة والأحجار الكريمة من العادات المتوارثة لدى الشيعة، ومن المظاهر المستحبة الشائعة للدلالة على إيمان من يتزيّن بها. في أغلب الأحيان يوضع الخاتم في خنصر اليد اليمنى، وأحياناً في البنصر، ومنهم من يجمع بين الاثنين.

يقول محمد باقر عودة، خبير الأحجار الكريمة وصاحب متجر لبيع الأحجار الكريمة في الضاحية الجنوبية لبيروت، إنّ “الأحجار المشهورة للزينة بناءً على الروايات الإسلامية ستة، وهي الفيروز والحديد الصيني والدرّ النجفي والعقيق والياقوت والزمرد”.

بحسب عودة، فإنّ خاتم سليماني الذي شوهد في الصورة المنتشرة، مصنوع من العقيق اليماني، “وهو أكثر حجر مستحب عند المسلمين، ويرجّح أن يكون هدية له من مرشد الثورة الإسلامية علي الخامنئي، ما يجلعه ذا رمزيّة”.

يقول عالم الدين اللبناني جعفر فضل الله لـ”بي بي سي” : “للخواتم لدى الشيعة جانبان، الأوّل ديني، يرتبط ببعض الأحاديث المروية عن الأئمة والصحابة وارتدائهم للخواتم، والثاني اجتماعي يرتبط بتراث البلاد العربية والإسلامية والزينة التقليدية فيها”. لكنه يلفت إلى عدم وجود أيّ “جانب شرعي للخواتم أو الأحجار الكريمة، إذ لا يجوز للإنسان أن يرتبط بالحجر باعتقاد أنّه يضرّ وينفع، وحده الله يضرّ وينفع”.

وبحسب فضل الله، “فإنّ الخواتم تحوّلت مع الزمن إلى شعار إيمانيّ لدى المسلمين من السنة والشيعة، وإن كان منتشراً عند الشيعة أكثر، إذ يتزيّن المتديّن في يومنا هذا بالأحجار التي كانت متوافرة في البلاد الإسلامية، مثل الفيروز والعقيق. أمّا ما ورد عن بعض الأحاديث حول خواتم النبيّ والصحابة، فيحتاج شرحه إلى دراسة وتعمّق، إذ يمكن أن يكون المقصود به شأن اجتماعي، وليس شأناً تعبدياً. ولكن من المتعارف عليه شيوع التزيّن بالخواتم في زمن الرسول محمد، وهناك الكثير من الروايات حول النقوش عليها، لكن الكلام عن آداب وضع الخواتم أو الأحجار هو بالمبدأ مجرد أقاويل لا يمكن أن نركن إليها”.

يعزو فضل الله انتشار الخواتم إلى بعدين جغرافي وتاريخي، “إذ كانت رائجة في إيران، موطن الفيروز المستخرج من جبال نيسابور. وفي اليمن موطن العقيق. وربما يكون تحوّلها إلى شعار إيمانيّ في بيئة معيّنة ناتجاً عن طفرة تمازجت فيها الحالة الجهادية بالحالة الإيمانية. البعض يحكون عن تفسيرات مرتبطة بعلم الطاقة للأحجار الكريمة، لا نعرف إن كان ذلك مثبتا علمياً، لكن ربما تريح بعض الأحجار الناس عند النظر إليها. ومن جانب آخر، ربما يساعد ربطها بألغازٍ ما في ترويج تجارتها”.

بعيداً عن الجانب الفقهي، لكلّ حجر دلالاته في التراث الشعبي، بحسب عودة. “يرتبط الفيروز بالظفر والنجاح والسفر والحماية من الحسد، والعقيق يرتبط بالحماية، والصلاة، والدعاء، ويعتبر حرزاً”. هناك أيضاً “الحديد الصيني (ينقش بالجلالات السبع)، وهو حجر القوة ويلبس في المهمات والمعارك؛ كذلك الدرّ النجفي ويعدّ حجراً مباركاً عند المسلمين، ويعطي الأمان والاطمئنان. أمّا الياقوت فيلبس لنبله، وللرزق، والمقام الاجتماعي، ويلبس الزمرّد لتيسير الأمور العالقة”.

المصدر
وكالات
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى