حَجرُ يَعْبَد

بسم الله الرحمن الرحيم
حَجرُ يَعْبَد
ضيف الله قبيلات

يوم الثلاثاء الماضي التاسع عشر من رمضان 1440 هجري، قذف شاب فلسطيني من مكان ما في بلدة يَعبَد حجراً باتجاه مجموعة من الإرهابيين الغزاة الصهاينة فوقع الحجر برأس أحدهم، فأصاب منه مقتلاً، و ثارت ثائرة تنظيم الدولة اليهودية الإرهابي الذي يحتل الآن كل فلسطين عدا قطاع غزة المحاصر.
حجر يَعبَد هذا يُجدد المشهد و فيه المغزى و السر و المعنى و الإشارة و البشارة باقتراب الموعد، ففي هذا التاريخ، 19 رمضان، و رقم 19 له دلالات عديدة، حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز الكريم ( عليها تسعة عشر )، و حروف البسملة تسعة عشر، و كورونا التي فتكت حتى الآن بأكثر من 300 مستوطن إرهابي صهيوني، اسمها COVID19، و الحبل على الجرار في كل بني الأصفر.
أما في معنى كلمة “أول”، فإن معركة بدر الكبرى كانت “أول” واقعة فاصلة بين الحق و الباطل، بين المسلمين الضعفاء و المستكبرين الغزاة ” مشركي قريش”، و كانت في 17 رمضان، و كذلك فتح مكة، الذي كان هو العنوان “الأول” لعودة المشردين و اللاجئين إلى وطنهم و بيوتهم و نخلهم المُغتصب، أيضاً كانت في 20 رمضان.
و بين تاريخ بدر و تاريخ فتح مكة جاء حجر يعبد في 19 رمضان، و هو “أول” حجر فلسطيني يقتل إرهابياً صهيونياً، مع أن الحجارة كانت سيفاً دائماً في يد الشباب الفلسطيني البطل و ما زالت، و فيها البركة من قوله تعالى( المسجد الأقصى الذي باركنا حوله )، و هذه البركة هي في كل شيء تناله أيدي هؤلاء الأبطال أهل البلاد الفلسطينية، بركة بالحجارة، بالشبرية، بالسكين، و بركة بالرصاصة و بالدهس بالسيارة، و ما رميت إذ رميت و لكن الله رمى.
حجر يَعبَد هذا يجدد المشهد، و فيه المغزى و السر و المعنى و الإشارة و البشارة باقتراب الموعدْ
حجر يَعبَد يقول إن التاريخ يعيد نفسه، و قد سبق أن احتل الغزاة الصليبيون فلسطين، و قتلوا سبعين ألفاً من العرب المسلمين الذين استماتوا في الدفاع عن بوابات المسجد الأقصى و ساحاته، و بعد 90 عاماً من الاحتلال الصليبي، جاء صلاح الدين يحمل المنبر من دمشق إلى المسجد الأقصى فأعاد إليه الحرية من جديد.
إن الذي جاء بصلاح الدين سيأتي بنا إلى القدس و المسجد الأقصى من جديد، و لن يهدأ العرب المسلمون الصادقون حتى يُطفئوا هذه النار التي أشعلها هذا التنظيم اليهودي الإرهابي الذي يُسمونه ” إسرائيل” في كل أنحاء فلسطين، و امتدت هذه النار إلى كل بلاد العرب، صهينةً و يهودةً و فساد، و كل أشكال قلة الحياء.
إنها الحرب التي يشتدّ أوارها على يد الشباب الفلسطيني المؤمن الصادق، و ها هي يَعبَد و جنين و يطّا و الخليل و نابلس و رام الله، كلها تدافع عن القدس و المسجد الأقصى، حتى غزة المُحاصرة، و كل فلسطين، من بئر السبع حتى الجليل.
إن الذي جاء بأبي عبيدة و معاذ بن جبل و شرحبيل و زيد و جعفر و عبدالله بن رواحة من مكة إلى الأردن و فلسطين، سيأتي بنا جميعاً إلى القدس و المسجد الأقصى.
و إن الذي جاء ببلال بن رياح و خالد بن الوليد من مكة إلى دمشق و حمص، سيأتي بنا جميعاً إلى القدس و المسجد الأقصى.
و إن الذي جاء بأبي أيوب الأنصاري من المدينة المنورة إلى أسوار القسطنطينية في تركيا، سيأتي بنا جميعاً إلى القدس و المسجد الأقصى.
إنها الحرب يا أمة العرب، و التاريخ يعيد نفسه ” عرب و روم” و قد حمي الوطيس و اقترب الموعد، و ها هو “حجر يَعبَد” يُجدد المشهد، و قد علّمنا التاريخ أن عمر الغزاة قصير … فَحيّهلا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى