حوار مع صديقي الملحد

#حوار مع صديقي #الملحد
يوسف غيشان

الأرقام الدفترية وحركة الاقتصاد المنطقية تقولان بأن #الأردن يعيش في مجاعة ومسغبة كبرى، لكن الواقع ينفي فكرة المجاعة، لا بل أن الكثيرين منا يعيشون في بحبوحة اقتصادية، والكثير من العائلات تصرف على الموبايلات ـكثر من نصف دخلها شهريا، ومع ذلك تأكل وتشرب وتقتني سيارة أحيانا، وتذهب العائلة في رحلة سنوية إلى محمص الشعب في العقبة.
هذه المعجزة الاقتصادية لفتت نظر الروس، فأرسلوا خبيرا روسيا محنكا لدراسة الوضع وفهم التجربة الاردنية في مجال الاقتصاد. كان الرجل في السابق عضوا في اللجنة المركزية للحرب الشيوعي السوفييتي، وكان ملحدا تماما.
بالتعاون مع الحكومة الاردنية تم صرف مرافق أردني يجيد الروسية ليترجم ما يريد الخبير الروسي الملحد معرفته.
وبعد جولة طويلة في مولات عمان ، قال الخبير للمرافق :

• مش معقول كيف انتو عايشين يا جماعة …خذني ع أقرب بار.
  في اليوم الثاني تجول الخبير في الدوائر الحكومية زار رئاسة الوزراء ومجلس الأمة، وفي المساء قال للمرافق:
• غريب كيف انتو عايشين يا جماعة …خذني ع أقرب بار.
  في اليوم الثالث تجول الخبير في وسط البلد وأفطر في مطعم هاشم وتغدى في القدس وأكل حلويات من حبيبة وجلس في كشك أبو علي، وفي المساء قال لمرافقه:
• مستحيل… كيف انتو عايشين .. خذني على أقرب بار.
  في اليوم الرابع زار سحاب والمنطقة الحرة في الزرقاء وعرج على بعض المصانع ، وفي المساء قال لمرافقه :
  -أمر لا يصدق كيف انتو عايشين .. خذني على الكنسية.
  اندهش المرافق من هذا التغير المفاجئ وقال للخبير:
• على الكنيسة؟؟؟؟؟حسب معلوماتي فأنت ملحد ولا تؤمن بوجود الخالق، وقد حاولت اقناعك فهزئت مني، فكيف رجعت الى الايمان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
  قال الخبير:
• نعم فقد آمنت بوجود الله لسبب بسيط وواضح لأنه
  هو اللي معيّشكم …. وأنتو عايشين بقدرة قادر… ومستحيل غير هيك تعيشوا.
  (القصة محررة بتصرف عن نكتة متداولة)
  وتلولحي يا دالية
  ghishan@gmail.com