حوار الرئيس يزيد الاحتقان / عمر عياصرة

حوار الرئيس يزيد الاحتقان

ردود فعل شباب الحراك على حوار رئيس الوزراء، عمر الرزاز، مع بعض الناشطين، كانت غاضبة، ساخرة، صبت الزيت على النار، واظنها لم تأت بالنتائج التي اشتهاها الرئيس.
اخراج اللقاء كان رديئا، ولا اظنه مقصودا، فرغم بعض الكلمات النارية التي دغدغت العواطف وانتشرت كالنار في هشيم مواقع التواصل الاجتماعي، الا ان اللقاء كان سلبيا في نتيجته العامة.
لم تكن المطالب واضحة بل هائمة على وجهها، ولم تكن ردود الرئيس ملهمة او فارقة، ومما زاد من غضب الناس موجات التصفيق التي قاطعت كلمة الرئيس القصيرة.
لماذا يصفق هؤلاء للرئيس، سؤال حيرني كثيرا، لم يعدهم الرزاز بجديد، بل انتقد السقوف وشكك ببعض الحراك، واستمر بلغته المراوغة غير الجديدة.
اجمل ما في اللقاء ان الرزاز انبهر بانبهار الحاضرين من مقابلته، فقام بنصحهم والتنظير عليهم، وطالبهم برفع يافطات يوم الخميس توضح مطالبهم دون استقواء او اساءة.
بمعنى ان الرزاز تحول لحراكي من نوع خاص، متناسيا ان هؤلاء الذي جلسوا بدارته في الرئاسة لا يمثلون الا بعض البعض القليل من غضب الشارع وحراكه.
انا مع الحوار، ويسجل للرزاز ايمانه بالحوار، لكنه للاسف حوار طرشان وعدمي، وحتى الان لم نلمس ان اللقاءات جاءت بنتيجة تذكر.
للمرة المليون، الحراك لا يمثله احد، انه مجرد جماعة ضغط عامة، لها مطالب عامة ايضا، والحوار معها يكون بالاستجابة العملية من قبل الحكومة، وبعدها يتلاشى الحراك او يتضخم تبعا لذلك.
خذ مثلا ما يجري في فرنسا، وكيفية تعامل الرئيس ماكرون معه، وطبيعة الحوار بينهم، القائم على اتخاذ مواقف واجراءات، لا مجرد هرطقات وكلام عبثي وتصفيق.
في رمضان الماضي، اعتصم الناس، وبمجرد سقوط الحكومة، غادروا الشارع وانتظروا القرارات، وهاهم يعودون، للشارع، بالتالي نفهم ان معادلة الحراك اصبحت «العنب وليس الناطور».
فهم الغضب مسؤولية الدولة، والتذاكي لم يعد ينفع بل يزيد الاحتقان، اما الحراك فعليه ان يتعقلن في مطالبه الى حدود المنطق السياسي والوطني، فاللحظة ادق من ممارسة المراهقة السياسية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى