حوادث برسم الخلوي / د.رياض ياسين

حوادث برسم الخلوي

مدير مركز إكليل للدراسات والاستشارات

مبادرة جديّة ومسؤولة من مديرية الامن العام في الاعلان عن ملاحقة مستخدمي الهواتف النقالة أثناء القيادة للسيارات بعد ان تبيّن أنها مسبب رئيسي لمعظم الحوادث التي أقلقت مجتمعنا وباتت شبحا يهدد كل من يجلس خلف المقود أو من يستقل سيارة لأي غرض من الأغراض. وهذه المبادرة الجديّة ستلقى ترحيبا واسعا إذا تم تطبيقها ومتابعتها ولا تكون مجرد اعلان منتهي الصلاحية لفترة، كذلك إيجاد آلية مناسبة لبحث وجود بدائل لاستعمال الهاتف اثناء القيادة مختلفة عن التوقف على يمين الطريق لإجراء مكالمة أو الرد على مكالمة مهمة.

لا احد يستغني عن هاتفه النقال خاصة اولئك الذين بقضون معظم وقتهم في قيادة سيارات ممن تقتضي طبيعة عملهم البقاء لفترة طويلة اثناء قيادة سياراتهم، وهؤلاء معذورون في التواصل الهاتفي كونهم يقضون جل وقتهم خارج منازلهم واسرهم، وهنا الصعوبة البالغة ،الاخطر بنظري في استخدام الخلوي اولئك الذين يقومون بإجراء محادثات (شات) اثناء القيادة.

وقد يتساءل البعض أنه يمكن الجميع الاستغناء عن التحدث بالخلوي اثناء القيادة، فقد كان الناس قبل اختراعه معتادين على عدم وجوده ،اما والآن أصبح أكثر من عادة بل ضرورة فما الحل الأنسب والامثل للتخفيف من استعماله؟ هل هو بتغليظ العقوبات والمخالفات المالية ؟ وهل بهذه الحالة سيكون العلاج ناجعا؟ تساؤلات برهن الإجابة في حال خضعت خطة الامن العام للتطبيق في أقرب فرصة مع بداية الاسبوع القادم.

هناك مواضيع لا تقل خطورة عن استخدام الخلوي اثناء القيادة منها تناول السائقين خاصة العموميين أو سائقي الباصات والبكبات(الشوفيرية كمهنة) للطعام والشراب اثناء القيادة، الامر الذي يقلل من سيطرتهم وتركيزهم، كذلك شرب السجائر اثناء القيادة وما ينتج عنه من ممارسات خاطئة في رمي النفايات والبقايا من المخلفات في الشارع العام وكثيرا ما يحدث ذلك للأسف.

ماذا عن سائق شاب يضع سماعات الهتفون في أذنيه ويضع سجادة صلاة على الجهة اليسرى من نافذة سيارته لتقيه حرّ الصيف،ماذا عن الملابس الغريبة التي يرتديها سائقو العمومي،ومسالة الملابس لفتت انتباهي كثيرا على مدى السنوات الماضية عمت فيها كل اشكال وانواع الملابس التي يرتديها السائقون دون ادنى درجات المسؤولية. فقصة الملابس والمظاهر الأخرى لدى سائقي التاكسي قديمة جديدة عالقة وهي بحاجة الى تدخل عاجل وسريع من الجهات المسؤولة، هل يعقل ان ترى سائقا يرتدي دشداشة مع شماغ ويضع سيجارة من نوع ثقيل في فمه وينفض غبارها داخل السيارة او من الزجاج حسب مزاجه، وهل هناك سيارة عمومي تخلو من رائحة قهوة مسكوبة من ايام ترخيص السيارة على فئة العمومي، وهل هناك اصلا نظافة للكثير من السيارات التي روائحها تشبه رائحة المستودعات عند فتحها لأول مرة، تجد سائقا آخر يرتدي شورت وفانيلا وكاب (قبعة رياضية) ويضع السماعات الهدفون في أذنيه ويرفع صوت المسجل ابو السي دي مع اغنية “أنا مش أنا”، والقى إذا فيك تلقى ياعمي المواطن، مع العلم أن كل ذلك يحدث داخل العاصمة الحبيبة عمان تحت مرأى ومسمع الدولة.

وعن العبارات التي ينفنن في كتابتها سائقو “الأصفر” والبكبات والباصات والهاشتاغات التي يمهرون بها خلفية سياراتهم تحتاج الى “لايكات” و” كومنتات” تضاهي مستواها وغيرها من المظاهر التي لا يمكن ان تكون مؤشرا الا على غياب المرجعية الحقيقية لهذه المركبات ناهيك عن الزوامير المزعجة التي يضعونها .
الموضوع بحاجة الى خطة شاملة وإطلاق حملة متكاملة بنظري لضمان المشهد المروري وسلامة ارواحنا ومنظر مدينتنا الجمالي…
Rhyasen@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى