حماس في السياقين العربي والفلسطيني

ح.م.اس في السياقين العربي والفلسطيني

#محمود_أبو_هلال

تم الافراج عن المناضلة اليسارية #خالدة_جرار ومن المنتظر الإفراج آخرين من اتجاهات مختلفة، بعد أن أدرجتهم حركة #حماس ذات الخلفية التاريخية الإخوانية ضمن قوائم الأسرى. وهذا بديهي وقد لا يحتاج منا لتعليل.. ولكن قد يتطلب نظرة موضوعية أشمل وأكبر من إدراج أسماء أسرى في صفقة التبادل.

بداية هناك معوقات في النظرة لحماس تزامنا مع ما جرى ويجري وبالتالي تحديد استحقاقات أهمها تعامل، الأنصار والخصوم مع حماس طبق مسلمات سياسية سابقة غير متجددة. فبعض الإسلاميين يعتبرونها جزءا من مشروعهم وفكرتهم، وبعض الأيدولوجيات يرونها إخوانا.. أي خصما سياسيا وفكريا يقتضي تكتيك التعامل معه انتهازيا.. إلى حين.
أما الأنظمة الرسمية العربية فهي بالكاد تخفي عداءها الجذري لها.

مقالات ذات صلة

والحال أن حماس طِبق رؤية تاريخية هي حركة تحرير للأرض في زمن متأخر جدا عما يعرف بالموجة التقليدية للتحرر الوطني من الاستعمار التقليدي.
ولعل مقتل بعض الفصائل الفلسطينية أنها أرادت أن تواجه الكيان بأسلوب حركات التحرر التقليدية التي كانت، بشكل أو بآخر، برعاية استعمارية. ولأن حماس تتحرك من خارج البناية السياسية التي أنشأتها القوى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، تمت مواجهتها الآن من كامل المنتظم السياسي العالمي الرسمي، لأنه ما يزال محكوما كله بآليات الاستعمار القديم.
وفق هذا التصور قد نقول أن حماس موضوعيا هي حركة تحرر فلسطيني وعربي وعالمي في آن، وهي الآن طليعة المواجهة مع الامبريالية العالمية من حيث أرادنا أم لم نرد.

وحماس كما أراها هي حركة ما بعد دينية. إذ لا علاقة لها بالشعارات التي تشكلت على أساسها حركات ما يعرف ب”الصحوة الإسلامية” أو حركات الإصلاح الديني في ما عرف بعصر النهضة. الدين عند مقاتلي حماس هوية روحية وجدانية أخلاقية تتجاوز حدود السياسة الانقسامية كما تعلمها المؤدلجون فصائليا بالوراثة. لذلك نلاحظ نوعا من الأبوة الروحية للحركة في علاقتها بالفصائل المقاتلة الأخرى حتى ذات الخلفية الشيوعية، رغم تمنع متبادل أحيانا.
وحتى لا يكون كلامي إسقاطا نفسيا ذاتيا على شخصية الحمساوي الذي قد يكون متدينا تقليديا في محيط عربي ينتشر فيه التدين.. أؤمن أن فعل المقاومة الميدانية يغيّر جوهر الدين. يخلّصه من أثقال الجدل التراثي الفقهي ويشحنه بحرارة الجسد المقاتل المعبّأ بقداسة الحق والحرية.
وأرى أن حماس توصلت باكرا إلى تحديد بوصلتها وادركت بكل حكمة التمييز بين المسألة الوطنية والمسالة الديمقراطية وأسست تحالفاتها وخياراتها على هذا التمييز وهو ما يجب أن تدركه القوى الإسلامية والقوى “الحداثية” في العالم العربي على حد سواء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى