حل الوئام محل الخصام ! / م.مجدي خليل القبالين

حل الوئام محل الخصام !

خلال الفترة الماضية وعلى مر ايام طويلة انشغل الناس في محافظة الطفيلة في ملف مجموعة من ابناء محافظة الطفيلة يطلقون على انفسهم تسميات متعددة منها “مجلس الاصلاح” ومنها ” المجلس الامني” ومنها ” المجلس المحلي” وجميع هذه التسميات كتبت على صفحات اشخاص منتمين لنفس المجموعة , على خلاف فئة كبيرة من الناس فضلت ان تهاجم هاؤلا لاسباب شخصية افضل ان اقدم النقد لهم فيما يخص الفكرة وليس فيما يخص الافراد وشخصوهم وامضيت عدد من الساعات اراجع صفحات هاؤلا على وسائل التواصل وردود افعال الناس عليهم المؤيدة والمعارضة من باب الموضوعية وذلك فتح الباب للحديث عن موضوع العشائرية تحديدا .
من المعروف تماما ان بيئة المحافظات تتكون من هيكلية عشائرية لها ايجابيات ولها سلبيات وهذه الايجابيات قد لا ترقى تماماً لمعيار المجتمع المدني المتحضر الذي تحفظ فيه الحقوق وتصان فيه حدود الاخلاق ويرتدع عنها اي شخص يحاول المساس بالهيكل الاخلاقي لهذا المجتمع والاهم انها حلول قائمة على ظلم طرف اخر او حتى مجموعة اطراف اخرين وسيتم توضيح ذلك .
حلول منظومة الاخلاق هذه حرفيا تصب في مكان واحد وفي جملة واحدة ولا تتجاوزها وهي جملة “حل الوئام مكان الخصام!” وهذا يعني ان الصلح والخير حل محل القطيعة والخلاف وهو مصطلح عشائري معروف يستعمل في جاهات حل الخلافات بين الناس .
دعونا نعود للارشيف مجددا وندرس دور جاهات او لجان الصلح التي تقوم بعمل مماثل ولنقم بتحليل دورهم بالامثلة الاجتماعية الواقعية العملية ! على فرض ان هناك خلاف بين زوج وزوجته وهذا الخلاف وصل لدرجة خروج الزوجة من بيتها وطلبها تدخل اهلها في الخلاف وهذا امر متكرر كثيرا وحسب بيانات المحاكم الشرعية فهناك 60 حالة طلاق يوميا في عموم الاردن , طبيعة الحل لهذه اللجان تكمن في جملة “حل الوئام محل الخصام” يعني بحالة مماثلة لخلاف بين زوجين فهذا يعني جمعهم مرة اخرى في بيت واحد وهنا يكمن جوهر الكارثة التي يمكن تعميمها على جوانب كثيرة !
اليس من الممكن ان الزوجين غير متوافقين فكريا او اجتماعيا او حتى نفسيا واستمرار الحياة الزوجية بينهم سيكون فعلا مصدر نكد بين الطرفين ؟ هل سبق ان سمعتم عن جاهة عشائرية تتدخل للصلح بين زوجين وتكون نتائج الصلح ان هاؤلا الزوجين نقاط تفرقهم اكثر من النقاط التي تجمعهم فكريا ونفسيا وعاطفيا وعليه لا يصلح ان يستمروا بالحياة سوياً وفعليا الفراق بينهم تحرر فكري ونفسي للطرفين يسمح لكل طرف ان يبدا حياة جديدة بعد ان تعلم من الاخطاء التي وقع فيها !
ما هي الخبرة النفسية والاجتماعية والفسيلوجية للجان مماثلة للتدخل بقضايا من هذا النوع يترتيب عليها فعليا ترحيل للمشاكل من عام لعام ومن جيل الى جيل بحيث اننا نشتكي اليوم من جيل مزعزع نفسيا واجتماعيا وهذا للعلم كله بسبب عدم استقرار الاسري الواضح بشدة من طبيعة المشاكل داخل الاسر ! كم يوجد في الاردن بيت طبيعة العلاقة فيه بين الزوج والزوجة قائمة على الشك وتلبيس الطواقي في المصلطح الاردني قروض بين الطرفين وتخبيص مالي وشك متبادل وخلافات مالية وخلافات اجتماعية ناتجة عن التدخل من خارج اطار الزوجين واقصد اهل الزوجين وهذا كله على فكرة ناتج عن جهل الجيل وجهل الجيل سببه العلاقات الزوجية التي بنيت على الترقيع وعلى نظرية “انستري في بيت جوزك” , حتى وان كان بينهم اطفال !! الا نملك الرقي الكافي ليعيش الابناء في بيئة مماثلة بحيث يجتهد الزوج والزوجة المنفصلين على تنظيم ذلك مثل ما بصير في كل دول العالم !!!!! وان كنا لا نستطيع فهذا حتما يعني ان هناك جيل بعمومه جاهل تماما يمثل خطر واستمرار لمسلسل انحطاط الحضارة لدينا واقصد حضارتنا الاجتماعية !
اين المشكلة ان يكون هناك مختصين واعين وفاهمين يتدخلو بهيك مشاكل بشكل علمي وسري للغاية وان كان هناك مجال للحل وكانت خلافات يمكن الاستمرار بالحياة الزوجية فيها يتم متابعة الزوجين نفسيا ويراجعو كل فترة عن هالمختصين لتنظيم امورهم اكثر !! هل تعلمون الاثر الاجتماعي والحضاري والاقتصادي والعلمي الي بنتج عن بيئة اسرية مستقرة ؟؟
في مشاكل المشاجرات مثلاً ! بالنسبة الي بعتبره امر مستفز جدا اشوف بيان من لجنة اصلاح معينة رايحة جاهة بين طرفين يترتب على هاي الجاهة تنازل طرف عن حقوقه ومسامحة طرف اخر والقضاء لا دور له في الموضوع في قضايا قد تصل فيها الاحكام مثلا لسنوات من السجن وهنا اقول ! ايهما اسلم للمجتمع ؟ يتعاقب شخص عن فعله ويدخل مركز اصلاح وتأهيل “حقيقي” ويتعلم من درسه جيداً ولا تعطيه وتعطي المجتمع شعور بالامان بان جريمتك نهايتها جاهة صلح فيعطى المبرر للتمادي بالافعال ! وهنا اورد 8 قضايا مشاجرات عشائرية تم حلها بلجان الصلح والجاهات والاطراف الي عليها حق فعلياً تكررت عليها افعال تتجاوز سابقتها !! اذا هذه الطريقة في الاصلاح ابدا غير رادعة ولذلك تطور البشر ووضعوا قضاء وقوانين كفيلة بمعاقبة الطرف الاخر ! واما طريقة العشائرية القائمة على “حل الوئام محل الخصام” فهي ابدا لا تقدم حل بقدر ما انها ترحل المشكلة لزمن قادم وتودع رصيد حماية عند الطرف المعتدي , وقد يقول قائل “افرض واحد دعس واحد في الغلط” ! القانون يقدر ذلك والي بدعس واحد بالغلط حكمه قصير في القانون واعتقد انه لازم يتحمل الثمن حتى وان كان غير قاصد لان اغلب هذه الحوادث مثلا ناتجة عن الاهمال او الالتهاء بشي اخر اثناء القيادة اذا هو نتيجة اهمال ! اذا هو نتيجة فعل خاطئ ! اذا هو امر يستحق ان يعاقب عليه ولو انه لم يقصد القتل بقصد القتل ولكنه قام بفعل يؤدي الى ذلك !
وهنا اوضح حديثي بجانب المشاجرات والمشاكل الزوجية بأنني شخصيا اجد ان طريقة العشائر في حل مشاكل مماثلة يترتب عليها ضرر اكبر في المشاكل التي يكون فيها الجمع بين الزوجين خطورة وليس انجاز يفتخر به ! هنا اعود لموضوع اللجنة التي كثر عنها الحديث في الطفيلة والتي تعمل جزئيا كغيرها من تجمعات مختلفة نفس العمل انه يجب ان يتم مراجعة درجة التدخل والوعي لتقييم الحقوق والاضرار ومستقبلها في قضايا مماثلة وليس الهدف ابدا منها الشيخة بقصد الشيخة !
ولا يحق لاطراف كثيرة من هذه اللجان ان تنفي انها هدفها ونيتها الاصلاح وليس الشيخة لان الواقع يتحدث بحديث مختلف تماماً , فمثلاً لا اجد مبرر منطقي لاي عضو في هذه اللجنة ان يقوم بتنزيل صورة له شخصية في اللجنة في اجتماع معين او جاهة معينة كان هدفها الصلح او غيره ليقوم بنشرها على وسائل التواصل الاجتماعي وزملائي في مجال امن المعلومات وخصوصا الهندسة الاجتماعية يعلمون ان من ابسيط ابجديات المهنة ان هاؤلا لديهم ثغرة اجتماعية واضحة , لا اجد اي مبرر على الاطلاق لشخص ينتمي للجنة مماثلة ان يقوم حرفياً بمدح مدير دائرة معينة في الطفيلة تعمل في اختصاص حساس يمس حياة الناس لانه يقوم بعمله الذي يفترض به ان يقوم به مع نشر صور ذلك المدير على الفيس بوك والمدير “بضحك على مكتبه” !!!
ولاكون منصفا من منهج علمي كان لازما ان اقوم بالحكم على ما رأيت من خلال الشواهد والشواهد تقول ان عمل هذه اللجان وغيرها فعلياً يتدخل في امور اجتماعية بحاجة الي مختصين ويترتب عليها فعلياً ترحيل للمشكلات , والاهم من ذلك كله وجود عدد كبير من اعضاء هذه اللجان شغلهم الشاغل التصوير على وسائل التواصل لدرجة انك تلاحظ انه في كل حدث يحرص كل فرد منهم ان تكون صورته الشخصية ظاهرة في الحدث وعلى صفحات التواصل , بل واهم من ذلك انهم كعاملين في شأن عام لا يتعاملون مع الواقع المهني والاعلامي كما يجب ويبادلون الجاهل بجهل اشد منه والمثقف برجم كلامي لا منطق فيه “بعض منهم” !
جانب اخطر اكثر هو من يقومون بكيل المديح لهاؤلا لمجرد المديح دون اي تقييم موضوعي او نقد علمي لذلك بل تعجب تماما ان منهم الصحفيين والمهندسين ومن يفترض فيهم ان يكونو مثقفين واقصد المديح لمجرد المديح !

واخيرا وليس اخراً اي شخص فعلا يريد مصلحة الناس عليه ان يستفيد من الارضية الموجودة واقصد هنا المجلس المنتخب في الطفيلة وان كانوا مقصرين فدور اللجان المماثلة يكمن في الحديث معهم للقيام بواجبهم وقطعا ليس من واجباتهم تضييع حقوق الناس وترحيل المشاكل تحت مسمى “قانون العشاير” .

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى