حليفي ليس انا يا عرب..

حليفي ليس انا يا عرب..
ا.د حسين محادين

(1)
– في العمل السياسي لا مجال للحب العُذري،كله مقابل سعره، اما كاش فوري أو تقسيط على مواقف حربية بالإنابة عن الأقوياء من”الحلفاء”.
(2)
-كان بعض العرب “الثوريين” ومن مازال منهم يزعم بثوريته، وعلى مدار عقود منذ خمسينيات القرن الفارط للآن، يعولون على مواقف الاتحاد السوفيتي الداعمة لاطروحاتهم الواعدة حينها، إلى الحد الذي اعتقد فيه هؤلاء الحكام لان الشعوب غافيه اصلا ،أن الاتحاد السوفيتي بايدلوجيه الأممية سيُحرر فلسطين نيابة عنهم،وأنه سيُحارب مثلا إيران في سوريا والعراق بالنيابة عن السوريين والعراقيين والعرب، لكثرة ما باع عليهما من أوهام وأسلحة بأموال مدفوعة نقدا وثروات نفطية أو جيوسياسية، أو ديون سيادية مؤجلة الدفع على هيئة أموالا مطلوبة، ومواقف وخطابات طوال عقد او اكثر من الحرب العراقية الايرانية كمثال دام، لكن الواقع السياسي والنتائج الميدانية المدمرة للجيش العراقي قبل سنوات، أكدت أنه اي الحليف الروسي لا يختلف عن الأمريكي الآخر ،إذ قام ببيع أسرار الأسلحة ومكامن القوة العراقية إلى عدة دول حاربت العراق وفقا لمصلحته والتي ساهمت بدورها ضمنا في إسقاط المشروع العلمي والنهضوي في العراق للأسف.
(3)
-راهنا، الوطن العربي وبكل اقطاره وبموقعه الديمغرافي المتضمنة في
” اهمية الجغرافيا منتصف العالم وقاراته، وراسماله البشري المميز، وأحواضه النفطية،إضافة للوجود الإسرائيلي المحتل كأساس فاعل بكل شيء فيه وفي العالم كله” قد جعلته كوطن عربي مستهدفا وباصرار عالمي متفق عليه وأن تعدد مسميات الدول الطامعة، رغم ضعفه وتفككه الحالي ،وجراء حروب قبائله المُميته في ما بيننا، لكنه بذات الوقت حاليا، أضعف من أن يكون مدافعا عن تاريخه وهويته الحضارية الذابلة جدا هذه الأيام خصوصا وانه مسرح تجارب واستهداف بين أقطاب عالمية قائمة وأخرى آخذة في الاستقواء عليه وهي :-
– أمريكا كقائد للفكر والايدلوجيا الرأسمالية المعولمة تكنولوجيا وسطوتها النافذة في كل عناوين الحياة البشرية بعيد خروج الاتحاد السوفيتي كقطب ثان في السابق وسيطرة العولمات على أنشطة العالم المختلفة منذ تسعينات القرن الماضي..
-ايران ومشروعها الايدلوجي ومظاهره الاسلامية وبعملها الهادف كجمهورية نموذج إلى تصدير ثورتها وعملها الجاد والمسلح على نمذجة العرب المسلمين بفكرها الشيعي العابر لجغرافيتها ، وهو فكر أممي يشبه الفكر السوفيتي السابق في أدوات التنظيم والنشر والتصدير والتحالفات السياسية حيث نجحت نسبيا في العراق،سوريا، غزة، اليمن،لبنان..الخ.
-المحور التركي بنزوعه الإجرائي المتنام نحو ايدلجة العرب والمسلمين السُنة بنموذج تركي يحن الى ماضي العثمانية الديني الأمني ايضا، ويحمل سمات المعاصرة علما ودعما وتاثيرا وانفتاح اقتصادي متسارع لتشجيع الاستثمار وقبول الهجرات السنية إليه بسهولة لافته، والعمل المخطط لإستقطاب الحركات الأصولية والماضوية له بذات الوقت ما جعل تأثيره واضحا في توسع ادواره إقليميا وعالميا .
(4)
اخيرا ..الخاسر الأكبر في ظل هذه المعطيات هي الدويلات العربية لاسيما أنسانها المحبط بداخله والمستبعد في كل بلدانه المفككة الرؤى والمتناحرة الأفكار والممارسات الدموية مع إخوتنا في الوجع والمصير كما يفترض للاسف، وبالتالي بلداننا هي الاكثر وجعا وتخلفا وجودها رغم كبر ثرواتها من جهة، ومن الجهة المتممة لهذا الواقع العلقم هو استمرار انقساماتها للآن كبلدان عربية بالإنابة عن هذا الحليف أو ذاك، وكأننا لا نؤمن أو لا نتعلم أو كأننا أقوام لا نريد أن نكون ما نعلم، بأن صديقك ليس انت ،انت هو انت، فرداً كنت أو دولا عربية مخدرة أو غافلة في الطف تعبير هنا.
*عميد كلية العلوم الاجتماعية-جامعة مؤتة.
*عضو مجلس محافظة الكرك”اللامركزية “

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى