حلويات “أم علي” وشؤون أخرى / #يوسف_غيشان
كان علينا ان ننتظر حتى عام 1257ميلادي، لتقتل شجرة الدر زوجها الثاني حاكم مصر (عز الدين ايبك)، لا بل وننتظر اكثر حتى تنتقم زوجة ايبك الأولى من شجرة الدر وتقتلها بالقبابيب، وتوزع حلويات “أم علي” على المحتفلين بمقتل شجرة الدر…. وهي الحلويات التي ما نزال نتداولها حتى الان.
في عصر المماليك الذي تم افتتاحه رسميا عشية إنهيار الدولة الأيوبية بإغتيال شجرة الدر، وانتهى بالإحتلال العثماني للعالم العربي . في ذلك العصر الملتبس ، الحائر بين البطولات الكبرى والهزائم المدوية، وبين العلم والجهل، وبين وبين وبين…في ذلك العصر لا يهمنا هنا سوى مصطلح (الدوادار)، وربما مصطلح آخر هو(جاشكنيز).
الدوادار ، تعني بلهجة المماليك (التركيةعلى الأغلب) حامل الدواة ، وتعني تحديدا الكاتب . نقصد الكاتب الذي يعمل مع الحكومة للتدوين والتخمين وما بينهما من قضايا تتعلق بالحبر والدواة، والكتابة للولاة وتحديدة قيمة الضرائب ، ناهيك عن تحرير الإتفاقات العلنية والسرية مع الإقطاعينن وغيرها من الأمراء الأقوياء أو الخصوم المنافسين.
أما الجاشكنيز ، فهي مهنة رفيعة كانت تطلق على رجل بعينه ، كانت مهمته تقتصر على الأكل من الطعام قبل أن يأكل منه المملوك(السلطان) المناوب ، خشية أن يتم تسميمه، يعني هو ذواق أكل وشرب السلطان ، ليس لغايات التمتع ، بل لغايات التأكد من خلوه من السم.
بين الدوادار والجاشكنيز كانت تدور المعارك للإستيلاء على السلطة، التي كانت تنتهي على الأغلب لصالح الجاشكنيز ، الذي كان يسمم معلمه ويستولي على السلطة ، ويعين جاشكنيرا جديدا لا يلبث أن يستولي على السلطة بذات الطريقة ، وفي حالات قليلة تمكن الدوار دار من الإستيلاء على السلطة ، لأنه كان يعرف الاعيبها ونقاط ضعف السلطان ويستغلها لصالحه، لحين أن يفهم اللعبة الدواردار الجديد ويستولي على السلطة.
الغريب أن أمر تداول السلطة في ذلك الوقت كان يتم بتكرار ممل ، دون ان يستفيد السلطان الجديد من خطأ السلطان القديم ، وكان أبو الطبايخ يستولي على السلطة ويقع في ذات الخطأ أمام جاشكنيره الجديد أو دورداره الطامح.
ترى هل اختلفت المعادلات حاليا في العالم العربي ؟؟؟؟