حلب / رغد السباعي

حلب

*حَلَبٌ تُبادُ وَهل بِوسعي صرخَة
لِنَفيقَ من غَفوِ النُفوسِ قليـــلا
*ألنـا بهذا الموتِ درساً واعِظــــاً
ونرى الشُعوبَ تكاتفوا لقليــلا
*شهباءُ عذراً قد أضعنا عروبـــةً
حين صدى سيفَ البطولةِ فينـا
*وبدا لنــــا أنَ المناصِــبَ سُلَــماً
فإذا صَعـدنا نحصُـدُ التجـليــلا
*وإذا أُقيـــمَ الذبـــحُ بيــنَ بُيوتِنــا
أيقنَـــا أنَ الموتَ فينـــا دَخيــلا
*وشَدَونا نُنشِـدُ في الكَـلامِ سَفاهَتاً
تَحـتَ القِبابِ نُنــاقِشَ التَنكــيلا
*ونُسامِرَ الماضونَ تحـتَ شَريعَةً
يُفـتي بـــهــا العـربيدُ ما يفـتـينا
*يَتَسـلَلونَ إلــى الكَـنائِـسِ سُـجَـــداً
وَيُرَتِلوا فـــي المســجِدِ الأنجــيلا
*هُـــم لا لِـهــذا يـنـتـمـونَ ولا لِــذا
هُــــم يـنتَمــونَ لخــائِـنٍ زنــديـقا
*وَلِـوَقفِ نَـزفِ الـدَمِ خُطَت قِبـابَهُم
أنَ النِـــظــامَ بِــأســــدِهِ باقـيــنــا
*لــكن سَنُعـــلِنُ هُــدنَـــةً مَــلعـونَةً
بَعــــدَ القِـــبــابِ نُعاوِدُ التَعديـلا
*كَـي نَسـتَشـيرَ الغَربَ في أفكارِهِم
إن رادوا إخـمـاداً لَهـا التَـقــلـيـلا
*وَنُـعـيدُ كَـرَّةَ ذَبـحَـهُم وَنَـبـيـدُهُـهـم
كـي لا تَـقـولــوا بــأنّنــا سـاهـينا
*حَـلَـبٌ أُبـيـدَت والقلوبُ تَحَـجَّـرَت
فَـدَنت مِنَ الأقصى تُـريدُ معـيلا
*ورأت بِبـابِـلَ أنـهــا قــد أُنــهِـكَــت
فـــأقــامَـت الأمــواتِ لـلـتـهـليلا
*شـهـبـاءُ عُـــذراً واعتِـذاري خطـيئةٌ
إن لم أكن فــي أرضِكِ بِـشَـهـيدا
*نَــحـنُ النِــساءَ فَــمـا لَــدَيـنا وَسِيلـةً
غَــيـرَ الـدُعـاءِ لنصرِكِ بِـبَـديـلا.
*واللّه لـــو مَـلَــكَــت يَـدآيَ فَــتـيـلـةً
آتــيـــكِ حـبــواً مُــشعِـلا قـِـنديلا
#رغد_السباعي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى