حلاقة / المحامي خلدون محمد الرواشدة

حلاقة

أذكر أول مرة حلقت فيها لحيتي ، كنت وقتها في الاعدادية ، وكانت لحيتي تشبه عشب الصحاري ، شعيرات نمت معا هنا وهناك ، وتفرقت أو ربما تمردت عليها الطفولة فأبت أن تترك لها المساحات كاملة .

يومها تحولت الشعيرات المتناثرة هنا وهناك إلى جروح وندب ، وكأن الطفولة أبت أيضا إلا أن تفتدي آخر معاقل البراءة والسذاجة بالدم ، قضيت ذلك اليوم وأنا أمسح آثار الدماء وأتحمل العبارات المضحكة والساخرة من أخوتي الكبار ، وألعن شفرة الحلاقة.

لم ينته الأمر عند هذا الحد ، فلدى أول ظهور لي في الحي ، صرت حديثه وصارت لحيتي والجروح والندب مدار السخرية ، وعدت من جديد ألعن تلك اللحظة التي قررت فيها حلاقة اللحية وألعن فيها شفرة الحلاقة.

مقالات ذات صلة

صدقوني … أنا لا أكتب من فراغ … أقسم بأني لا أرى أجمل من وجه الأردن في الوجود ، وأن تلك البشرة الملوحة بشمس العز لم تزيده إلا جمالا وروعة ، وأن كل ما فيه من فساد وضنك ليس إلا أشبه بشعيرات لحيتي أنذاك المتفرقة ، الفرق أن إزالتها ستزيد الجمال جمال ، والروعة روعة والألق ألق.

صدقني سيدي الرئيس …. الوطن يحتاج منك لشفرة واحدة فقط …. وصدقني بعدها ستصبح بعدها العجز والمتن في كل أبيات القصيد … وللمرة الأولى سيهتف الجميع بعد أول حلقة … يسعد رب الشفرة.

Khaldon00f@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى