سواليف – الحكّة من الإشكالات الشائعة لدى الكثير من الناس، وتختلف بحسب حدّتها من شخص لآخر، حتى أنه يمكنها، في أقصى حالاتها، تعطيل الأنشطة اليومية للإنسان، وقد تحرمه النوم ليلا، بحسب موقع الصحة الفرنسي «لا ميتيال جنرال».
أما أسبابها فيقول المختصون إنها متنوّعة، أبرزها الحساسية وإلتهابات الجلد والصابون ولدغ الحشرات أو بعض الأدوية، وقد تكون أيضا نتيجة لطفح جلدي أو للصدفية أو أي أكزيما، كما يمكن أن تكون مؤشرا على أمراض باطنية خطيرة في الكبد أو الفشل الكلوي.
أسباب حقيقية وأخرى واهية
يحدث كثيرا وأن تتملّك شخص ما رغبة كبيرة في الحكّ أو الهرش، مع أنه لا وجود لسبب فعلي أو علمي لذلك، ما يعكس تحليلا خاطئا للإحساس بالحكة في الجهاز العصبي.
فأحيانا، تكفي مشاهدة أو الحديث عن حكّة الجلد، حتى يخيّل للمرء بأنه يعاني فعلا من أعراض هذا الإشكال الشائع الذي يسبب الإحباط وعدم الراحة.
ما عدا ذلك، تعتبر الحكّة استجابة لكيماويات محدّدة مثل الهيستامين، وهي مرتبطة بإفرازات مهيّجة ينتجها الجلد قبل أن تعطي إشارات إلى المخ يصدر إثرها الأخير شعورا بالرغبة في الهرش.
وتكون هذه الحكة ناجمة إمّا عن أمراض جلدية ظاهرة وواضحة، كما قد تكون دليلا على مرض باطني.
أما أبرز الأسباب الظاهرة للحكة، فهي:
-وخزات بعض أنواع النباتات العشبية، مثل القراص، وهو جنس نباتي ذو شوك ينكسر على جلد الإنسان بمجرّد الإحتكاك به.
-لدغات الحشرات مثل البعوض والقمل وقناديل البحر وغيرها..
-الحساسية، مثل أكزيما الجلد، والتي تظهر بأشكال متعدّدة، وتظهر نتيجة لأسباب مختلفة وتؤثّر على الجلد المصاب.
-أمراض جلدية مثل مرض الصدفية: من آثار الإصابة بالصدفية أنها تتسبب في نوع من التسارع في دورة حياة خلايا الجلد، ما يؤدّي لظهور خلايا خشنة وميتة، تكون عبارة عن حراشف سميكة فضية اللون، مع وجود بقع حمراء جافة ومؤلمة في بعض الأحيان.
-الجلد الجاف بشكل مفرط: المعروف أن الجلد الجاف من أكثر الأشياء التي تمنح صاحبها شعورا بعدم الراحة، من منطلق الإحساس بأن البشرة مشدودة وحساسة ومحمرة، ما يجعلها عرضة للحكة المفرطة، ويمنح رغبة في الهرش المستمر طوال الليل.
-الإلتهابات الجلدية الناجمة عن الفطريات والفيروسات والطفيليات، والتي تظهر على البشرة بأشكال متعددة وفي مواقع مختلفة من الجلد، وتسبب الحكة (مثل الجرب).
-أمراض الكلى والكبد وغيرها من الأمراض التي تتسبب في اختلال وظائف بعض الأعضاء بالجسم، تسبب أيضا في حكة الجلد، علاوة على أمراض الغدد الصماء والإستقلاب الغذائي.
-الآثار الجانبية لبعض الأدوية: استهلاك بعض الأدوية قد تنجم عنه حكة بدون طفح جلدي جليّ، من ذلك الأدوية التي تحتوي على الوكانين أو مشتقاته، أو المورفين وأدوية الملاريا وغيرها.
– الشرى: وهي عبارة عن بثور حمراء، عادة ما تكون ناجمة عن تحسّس من بعض الأدوية أو الأطعمة.
ما لا ينبغي فعله عند الإصابة بالحكة
عندما تنتاب الشخص حكّة في الجلد، فإن أوّل ما يفعله هو الهرش، لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أنه بقدر الراحة الآنية التي يمنحها الهرش، إلا أن عواقبه غالبا ما تكون غير مستحبة، حيث تؤدّي إلى تفاقم الحكّة مع ما يحمله ذلك من خطر حدوث التهاب، خصوصا في حال وجود طفح جلدي أو ندبات دائمة.
وفي الواقع، فإنه كلّما زاد الهرش كلما تفاقمت ردّة فعل الجلد وارتفعت مخاطر تعريضه للميكروبات، ولذلك ينصح المختصون بتفادي الهرش قدر المستطاع، والاكتفاء بتدليك مكان الوخز بكفّ اليد، مع الضغط بلطف، دون إغفال تقليم الأظافر قبل القيام بذلك.
ما يجب القيام به توقّيا وعلاجا
-ترطيب البشرة: باستخدام كريم الترطيب والغسول والمراهم وغيرها من المستحضرات، يعتبر من القواعد الأساسية لتجنّب جفافها، والذي يعتبر من أبرز العوامل المسبّبة للحكة الجلدية.
-وبالتوازي مع ذلك، ينبغي أيضا تجنّب استخدام جميع ما من شأنه أن يساهم في جفاف البشرة، وخاصة الاستحمام لفترة طويلة.
– كما ينصح الأطباء بتجنب الصابون ومنتجات الاستحمام المعطّرة وكل ما من شأنه أن يضرّ بالجلد.
-استشارة الطبيب تعدّ خطوة لا غنى عنها في جميع الحالات، لأنه وحده من يحدّد طبيعة الحكة، وأسبابها وعلاجها أيضا، ما يعني أن كل ما سبق ليس سوى تدابير وقائية قد لا تعطي مفعولها في حال كانت الحكة ناجمة عن أمراض باطنية يعاني منها المصاب بها.
فالطبيب ومن بعده الصيدلي هما من يمكنهما اقتراح العلاج المناسب لتخفيف الحكّة، وفي معظم الأحيان، أي باستثناء الحالات المعقّدة أو المرتبطة بأمراض باطنية، فإن علاج الحكة يتلخّص في ما يلي:
-مضادات الهستامين في حالة الحساسية.
-ملينات البشرة.
-كريمات «الستيرويد» في بعض الحالات الخاصة.
-العلاج بالأشعة فوق البنفسجية في بعض الحالات الخاصة أيضا.