#حكومة #بشر_الخصاونة : #سوداوية النقاد ام #أوهام_الرئيس
الأستاذ الدكتور #أنيس_الخصاونة
أما وقد أنجز #التعديل الخامس على حكومة بشر الخصاونة وسط تدني غير مسبوق في #شعبية_الحكومة وانخفاض مروع في #ثقة #الاردنيين بأداء الرئيس وفريقه الوزاري ،فقد بات واضحا أن أيام هذه الحكومة بات محدودة ،وقد نشهد حكومة جديدة خلال شهرين أو ثلاثة.لقد تم توزير رقم قياسي من #الوزراء الجدد في هذه الحكومة ،وتم استقطاب الأصحاب والأصدقاء وتم تغييرهم بعد انكشاف ركاكة أدائهم واستقطب آخرون وتم إنهائهم لأسباب لم يعرفوها في حين أن وزير واحد على الأقل قرر طواعية وبإرادته الشخصية مغادرة الحكومة لتعذر إمكانية العمل مع رئيسها.
كتبنا في السابق عدد من المقالات تتناول تواضع أداء هذه الحكومة وضعف ربانها وغيابه عن محطات سياسية هامة في المشهد الأردني مما أثار حفيظة دولة الرئيس ودفعته طبيعته الانفعالية المتسرعة إلى شتمنا والتلفظ بألفاظ أربأ بنفسي عن ذكرها.
لا يترك رئيس الحكومة فرصة أو حدث أو افتتاح لمشروع إلا ويهاجم منتقديه كتابا كانوا او مغردين أو ناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي واصما إياهم بالسوداوية و #التشاؤمية وأصحاب الطاقة السلبية ،علما بأن بعض هؤلاء الكتاب مقربين للحكومة أو للديوان الملكي ،إن لم يكونوا محسوبين عليهما.وهنا نتساءل ما الذي يسعى إليه الرئيس الخصاونة من مهاجمة نقاده؟ وهل يدرك الرئيس أن حكومته التي أجري عليها خمس تعديلات وزارية لم تسجل إنجازا واحد يشار إليه بالبنان؟،وحتى إدارة أزمة جائحة كورونا فقد كانت عمل تراكمي عابر لثلاث حكومات ومن غير الإنصاف أن تستحوذ الحكومة الحالية على فضل النجاح النسبي الذي تم تحقيقه في هذا المجال.
ما الذي يقصده دولة الرئيس بالسوداوية عند مهاجمته لنقاده !هل يريد الرئيس أن نخترع ونبتدع له ولحكومته إنجازات وهمية غير موجودة على ارض الواقع؟،وهل يريد الرئيس أن نغمض أعيننا على الزيادة الملحوظة في التقييد على الحريات العامة وارتفاع عدد المعتقليين السياسيين بعهد هذه الحكومة؟، أم يريدنا أن نتجاهل الإرتفاعات القياسية لنسب الفقر والبطالة في عهد حكومته غير الرشيدة؟وهل يرغب دولته أن نتجاهل التراجع المروع في مستويات عيش المواطنين؟،وهل يريدنا أن نتعامى عن ارتفاع نسب التضخم وانخفاض القيمة الشرائية للعملة المحلية؟،وهل يرغب دولته أن نصفق له وسط أزمة مرور ومعاناة يومية متكررة للوصول من والى مكان العمل ؟.لقد شهدنا ارتفاع المديوينة بأكثر من اربع مليارات دينار بعهد هذه الحكومة وصاحب ذلك ارتفاعات في الاقتراض الداخلي والخارجي .
يتجاهل رئيس الحكومة نتائج الاستطلاع الاخير التي بينت أن 68% من المواطنين لا يثقون برئيس الحكومة ولا بأداء حكومته؟وهل هؤلاء المواطنون سوداويون بنظرتهم وتقييمهم لأداء حكومة بشر الخصاونة؟أليست هي الديمقراطية التي نتغنى بها والتي ينبغي أن تستند لرأي الأغلبية؟.لو كان هذا الاستطلاع أجري في بريطانيا أو فرنسا لاستقال الرئيس وذهبت حكومته الى حيث القت ام قشعم، لا أن يتم إعطاءها نفسا جديدا بتعديل هزيل لا يقدم ولا يؤخر ولا يغني ولا يسمن من جوع.
أيضا نتساءل وبحيرة واستغراب شديدين عن الوهم الذي يعيشه الرئيس وعن حديثه عن إنجازات لم يراها الأردنيون ولم يلمسوا إلا عكسها على أرض الواقع. فطرق المملكة في أسوأ اوضاعها ،ومستوى جودة التعليم والتعليم العالي يشهد تراجعا مؤلما رغم تغيير وتبديل متكرر لوزراء التربية والتعليم العالي ورؤساء جامعات أقل ما يقال فيه أنهم ضعفاء ،أما تآكل مستويات الدخل للطبقة الوسطى فقد أذل الناس وأهان كراماتهم لدرجة أنه لم يعد في الاردن طبقة وسطى وأصبح أكثر من نصف الشعب الاردني يعاني من الفقر واحيانا الفقر المدقع.
الكلام المنمق والمجاملات الفارغة لا تغيرالوقع المعيشي الصعب الذي يعاني منه الاردنيين.لقد أصبح كلام الرئيس عن “أيام الأردن الأجمل لم تأتي بعد” نكتة أردنية وأصبح يتندر الأردنيون بها في أوقات فراغهم وتفاعلاتهم الاجتماعبة.أما كلام الرئيس في الطفيلة وعن إدراكه لنسب البطالة وويلاتها وقوله بأنه بالمقابل هناك فائض من الرجولة والشهامة لدى الأردنيين فلا أعلم ما علاقة البطالة والفقر بالرجولة والشهامة ،علما بأن البطالة والفقر هما بحد ذاتهما إهانة للشهامة والكرامة الإنسانية. يعتقد الرئيس أن الحديث المنمق، والمصطلحات المقعرة ،والضرب على مخزون الأردنيين من الصبر والتفاؤل والكرامة يمكن أن يحسن من صورته وصورة الحكومة عند الناس ،والحقيقة أنه مخطئ وآثم في اعتقاده لأن أبناء هذا البلد يناضلون للعيش في كرامة في حين أن الرئيس يناضل لإطالة عمر حكومته الواهنة.ننصح الرئيس ومستشاريه أن يتعاملوا مع الاردنيين بدرجة أعلى من النضج والصدق والشفافية وأن يكفوا عن التلاعب بعواطف الناس ونكء جراحهم…