ألم “قايم”

مقال الاحد 12-6-2016
ألم “قايم”
هناك أشخاص ترتبط ملامحهم أو ذكر أسمائهم بالألم حتى وان مر على الحادثة سنوات طويلة فإن أثار الوجع القديم تبقى حاضرة..
شخصياً بقيت حتى التوجيهي أخاف من المطهّر..فكلّما رأيته في مكان أو لمحته فوق درّاجته النارية أو سمعت حتى صوت درّاجة نارية في الحي ، كنت أرتبك وأتعرّق و”أهتور بالحكي” وأحاول الاختباء في أي مكان آمن؛ بيت درج خلف حاووز،في مخدع الزميلات الجاجات داخل الخم ، في أي مكان قد لا يصل إليه مقص المطهر..أول أمس رأيت في صلاة التراويح الآذن الذي صفعني في أول يوم دراسي لي في الصف الأول خماسياً “على غفلة” و دون سبب يذكر ،صحيح انه صار أشيباً وبطيء الحركة لكنه ما زال قصير القامة “بقدر أطوله” وأنانيا كما كان ، يحتل المروحة السقفية كعادته في كل صلاة ويفرج رجليه كي لا يقترب منه أحد، مجرّد ان رأيته أحسست بحرارة في خدّي الأيمن وللأمانة راودتني نفسي في الانتقام بنفس الطريقة “عبو غفلة” أو الذئب المنفرد ، لكن فاجأني الإمام قائلا: “قوموا الى صلاتكم يرحمني ويرحمكم الله” فأجّلتها إلى أيام أخر…
***
إذاً المواقف المؤلمة لا تنسى ولا تغيب..على العكس كلما رأيت من سبب لك ألألم عاد الألم كما كان لحظة مشاهدته.. أنا لا أبالغ أو أسخر هي واقع وحقيقة وربما علماء النفس يجدون تفسيراً لما ذكرته من أعراض …بالمناسبة ما ينطبق على الحياة ينطبق على السياسة ،بمعنى – وأتحدث عن نفسي – كلما رأيت الحكومة السابقة أو أحد وزرائها أو رئيسها انتابني نفس الشعور بالألم والغضب والضيق وان كان لا يملك الآن أي صفة رسمية في السلطة التنفيذية…لكن ما عانيناه خلال خمس سنوات من وجودهم وظهورهم اليومي على الاعلام والكلام بنفس الطريقة الاستغفالية والاستعراضية والاستفزازية والضغط على لقمة الناس والمراوغة ورفع المديونية لم تعد لنا مجالاً لتقبّل ظهورهم حتى خارج السلطة.
لذا أتمنى عليهم – لأنه من الصعب أن نطلب من الحكومة الجديدة هكذا طلب- نتمنى على الحكومة السابقة ورئيسها عدم الظهور على الإعلام او التخفيف منه على الأقل لمدة ثلاث سنوات حتى نستطيع ان نتعافى من الآثار الانسحابية التي نعاني منها كشعب …يا أخي اعتبرونا “دخّان” وبطلتوه …حلوا عنا ..!!.
من جانب آخر أمام الدولة أكثر من حل..أما أن تنزل عطاء لشراء “طاسة روعة” او طاسة الرعبة..بحجم سد وادي زقلاب وتجعل جميع الأردنيين يشربون منها على التوالي حتى تذهب الخوفة وتروق الأنفس من الحكومة الراحلة ..وإما ان تاخذونا نحن الملايين التسعة قلم قايم “طشة على اسطنبول” نغير جو ونشاهد موقع تصوير مسلسل “مهند التركي”… أو تطلبوا منهم بكل حبية ولطف واخوية ان يرحمونا بطلتهم البهية..
والله لو كلوديا شيفر كان زهقناها..

غطييني يا كرمة العلي..

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى