حكومة افتراضية وشخصيات واقعية

حكومة افتراضية وشخصيات واقعية
قاسم الزعبي

في قوانين الطبيعة فإن الثابت أصوب وأصح وأقوى من المتغير… فمثلا ثبات الموقف أصوب من تغيره.. وفي اللغة العربية مثلا تكون الصفة المشبهة الثابتة (كريم) أقوى من اسم الفاعل المتغير (كارم).. وقس على ذلك..

اليوم في وطننا تتجلى فكرة الثبات والتغير في صنع القرار… فنرانا ننقد رئيس حكومة ووزيرا ونائبا ونحن نعلم كل العلم أن هؤلاء كلهم متغيرون… وأن هناك أشخاصا ثابتين أقوى منهم في صنع القرار لا يتغيرون في تعديل وزاري او انتخابات نيابية… كرئيس هيئة معينة.. او مدير مفاعل ننوي رفض الافصاح عن راتبه…

ولنا في تلكم الفِكَر شواهد كثيرة… فقد بكى النائب السابق احمد الشقران بعد أن رفض مجلسه الموقر فتح ملف الفوسفات… وقوبل زميله الخرابشة باللامبالاة عندما استجوب خالد طوقان في ملف المفاعل النووي… ومثلهما هند الفايز التي طالبت بفتح ملفات أخرى تتعلق بالأمن الغذائي والاقتصادي… وغازي وصداح اللذان نعلم كيف قوبلا بمهاجمة شرسة من رئاسة المجلس عندما طالبا بمطالب وطنية عدة تعتمد على تقارير هيئة النزاهة وتقرير ديوان المحاسبة…واخرهم النائب ينال فريحات الذي استجوب الحكومة حول تعيين زيد الطروانة براتب فلكي وقوبل إيضا باجابة هشة وواهية لا يجب أن تصدر من مسؤول حكومي..

مقالات ذات صلة

إذن… فالمتغير كالوزراء والنواب الفاسدين اقل ضررا من الثابتين الذين امتهنوا سرقتنا واذلالنا بكل عنجهية ورباطة جأش فاسدة كفساد معتقدهم الوطني…

بوصلة النقد يجب أن تتجه نحو هؤلاء الذين لايظهرون كثيرا اعلاميا… ونحو الجاثمين على صدورنا والذين يجلسون على كراسي لا تتغير بموجب لاصق الواسطة والنسب والتوارث المناصبي الذي يستخدمونه…

الوطن في وجهة نظرهم مناصب ومكاسب.. وعليه.. نقول لهم.. خذوا المناصب والمكاسب لكن(خلوا لنا) الوطن الذي نعرف والذي نحب…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى