حكومة أكثر عنصرية وتطرفاً وتديناً

حكومة أكثر عنصرية وتطرفاً وتديناً
عمر عياصرة

حتى قبل الانتخابات الاخيرة، لقد حسم المجتمع الصهيوني ادبياته نحو اليمين، لا خيارات الا التطرف، واكاد اجزم ان اكثر من مائة نائب في الكنيست المنتخب، يؤمنون بمنطق الابارتهايد دون تردد.
نتنياهو رغم فضائحه والملاحقات القانوية وتهم الفساد، الا انه بفضل تطرفه الاعمى، وانسياقه وراء الروايات الصهيونية تمكن من الفوز والبقاء في الحكم.
فاز نتنياهو او غانتس، لا فارق، فغانتس هو نتنياهو القديم، اما نتنياهو فهو اقرب الى اشد الحاخامات تطرفا في المشهد الصهيوني العنصري.
الاهم من كل ذلك، والقراءة الاعمق هي في ادراكنا بطبيعة التحولات الجارية في المجتمع الصهيوني، فقد مات اليسار وبات المركز يمينا اكثر من اليمين.
هذا من معانيه ان ثمة مجتمعا عنصريا ومتطرفا ودينيا، لن ينتج لنا الا حكومات تشبهه، وكلاهما لا يعترف بالاحتلال ويريد طردنا من بلادنا حتى آخر قطعة ارض.
الغريب ان عواصم عربية ما زالت لا تعرف التقاط الاشارة، تتقرب من الكيان الاسرائيلي مراهنة على سراب يبدده تحولات هذا المجتمع.
الرسالة واضحة، لا نقاش فيها، انهم يميلون للانغلاق، يرفضون السلام والتسويات، يؤمنون بالقوة والميتافيزيقيا معا، يعلنون ان فلسطين
التاريخية لهم.
متى سنقرأ الرسالة، هل نتقن قراءتها، ام اننا نتغابى؟ وبتقديري انه منذ اغتيال رابين في 1995 كان الاجدى بنا ادراك انهم لا يريدون السلام
ولا يفكرون به.
اردنيا، فوز نتنياهو ازعجنا، فحكومته القادمة ستضم كل المؤمنين بالحل الاردني للقضية الفلسطينية، ويجتمع مع ذلك وجود ترامب في البيت الابيض.
علينا ان نرسم خطة لمواجهة ذلك، نحن والفلسطينيون كحد ادنى، فلتكن هناك غرفة مشتركة، فالقادم الذي رسمته نتائج انتخابات دولة الكيان اثبتت ان الرهان على تسوية هو محض «خطيئة وطنية».
نعم، القادم في اسرائيل ثقيل، انها حكومة اكثر تطرفا وتدينا وعنصرية، حكومة تريد القدس والجولان والضفة، تؤمن بالفلسطيني كديموغرافيا بدون جغرافيا، وعلينا ان نستعد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى