حكومات متعاقبة و ملفات شائكة / علاء عواد

حكومات متعاقبة و ملفات شائكة

بقلم : علاء عواد

وتمر الأيام ليأتي موعد إعلان حل المجلس بإرادة ملكية سامية لينفض كل ذي حمل عن حمله . وليترك من على أكتافه هما ثقيلا لا يدركه عابر على دابته .
نعم ، قد فرغت المقاعد وملأ السكون المجلسين ليستذكر الجميع ما مر به ، وكيف كان التعامل معه .
حكومة تم التعديل فيها مرة واثنتين بل وأكثر من ذلك ليتضمن الوعد فيها بالتغيير إلى الأفضل ، كيف لا ؟ وقد سمي بالتعديل ، لنجد للأسف أنه بقي ثابتا ولم يمل ميلا إيجابيا واحدا .
وبناء على تحليلات موقع راصد فإن ٧٩% من الشعب الأردني لم يكن راضيا عن أداء بعض ممن حمّلوا الأمانة ولم يستطيعوا حملها . ولو أردنا الاستفهام عن سبب عدم رضاه لوجدنا الكثير من الإجابات والتي قد نحاول حصرها كما يأتي :
أولا : عدم تنفيذ العديد من الوعود المطروحة منذ استلام الحكومة مهامها مما جعل الثقة بينها وبين الشعب ضعيفة مهتزة.
ثانيا : ضعف الكفاءات التي زادت من مديونية الدولة ومن نسبة البطالة إلى رقم مربك يمكن أن يحول بين استمرارية العمل الموكول إليها ووضع خطط سريعة عاجلة لتنقذ الموقف .
ثالثا : الوباء وما ألحقه من ضرر كبير للشعب الأردني والذي أيضا قد وضع كل من قد أقسم اليمين تحت مجهر الجميع لمراقبة تحركاتهم وسير أعمالهم لنخرج منه سالمين . ولكن ما حصل كان عكس التوقعات تماما مما جعل الحفرة تزداد عمقا والفجوة تزداد اتساعا .
وعليه ، فإن المرحلة القادمة من تشكيل الحكومة الجديدة ستكون الأكثر صعوبة في متابعة ما خلفته السابقة بمختلف الجوانب .والتي قد أثبت البعض فيها قدرته الواضحة لتحمل المسؤولية ، وإنجاز مهامه بالشكل المطلوب منه ، فالشكر له موصول بالثناء لما قد واجهه من صعاب وتحديات والتي نأمل من أعضاء المجلسين الجدد إدراكها والوقوف بوجهها ، فهل ستكون حقا حكومتنا التالية وجها جديدا آخر يحقق ما عجز عنه السابقون ؟ واللحاق بالثغرات التي وجدت إبان الجائحة لسدها قدر المستطاع ؟؟
ولأن المواطن الأردني يعلم جيدا ما يحقق حياة أفضل له فإنه ينتظر تغييرا كاملا لنهج وطريقة تعاطي الحكومة القادمة مع مختلف التحديات . لا تغيير شخوص ووجوه تظل تسير في دائرة مغلقة بلا أدنى طائل يذكر .
كما كان في الحكومات المتعاقبة .
وما زال الأمل قائما بالآتي رغم الفواتير الكثيرة الذي دفعها الشعب الأردني من بيته وعمله ومجتمعه جراء ثقته بل (عشمه) الكبيييير بنقل الملفات الشائكة المتعددة -وآخرها فيروس كورونا- من سباتها الطويل إلى ربيع مزهر خيّر .
ولا يسعني في ختام حديثي إلا أن أدعو الله بتمام اختيار حَمَلة الأمانة الأكفاء ، أصحاب الهمة والإخلاص في البذل والعطاء ، المنتقين لما ظهر من سابقيهم من روح نيّرة وصدر رحب وطموح لبلوغ عنان السماء ، الغاضين عن وهج الظهور ،وفرقعات الإعلام وكِبْر النفس وضلالها وفكر الخيلاء .
فاللهم أنر طريقهم ، وسدد خطاهم واجعل صفاء العمل نيتهم ،وامنحهم القدرة على حمل الوطن فوق أكتافهم بارتقاء يتبعه ارتقاء .

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى