#حكم و #أمثال من الألف إلى الياء (1) – اختارها/ ماجد دودين
ابْدأ بنفسِكَ فانهَها عن غيّها … فإذا انتهَتْ عنهُ فأنتَ حكيمُ
عليك أن تبدأ بنفسك، إذا أردت الإصلاح، وأن تكفها عن الأذى والضلال، فإذا استقامت لك كنت حكيماً، وحق لك عندئذ أن تنهى الناس عن الضلال.
اجعلْ جليسَك دفتراً في نَشرِه … للمَيْتِ من حِكَم العلومِ نشورُ
اجعل الكتاب جليسك، فإن في نشره نشراً للحكمة والعلم يحيا به الميت.
بابُ الإلهِ خيرُ بابٍ يُرتَجى … فما وراءَ مَنْ رجاهُ مُرْتجى
خير باب ترتجيه باب الله، وليس بعده باب.
بادرٍ إلى الفرصةِ وانهضْ لما … تريدُ فيها، فهيَ لا تَلْبَثُ
بادر الفرصة فإنها سرعان ما تمضي.
تأملْ سطورَ الكائناتِ فإِنها … مِنَ المَلأِ الأعلى إليكَ رسائلُ
الوجود كتاب، والخلائق سطوره، والكتاب رسالة من الله إلى الناس.
تأملْ فلا تسطيعُ رَدَّ مقالةٍ … إذا القولُ في زَلاتِه فارقَ الفَما
أنت لا تستطيع أن ترد غلط لسانك إذا فارق فمك.
ثبتَتْ على حفظِ العهودِ قلوبُنا … إِنّ الوفاءَ سجيةُ الأحرارِ
لقد حفظنا عهد الأصدقاء، والوفاء صفة النبلاء.
ثراءُ الفتى من دونِ انفاقِ ماله … فسادٌ وإِنفاقُ الثراءِ نَماؤهُ
إذا أنفقت مالك زاد وإذا جمعته ولم تنفقه نقص.
جالسْ عدوَّك تعرفْ ما يكاتِمُه … يَبدو القِلى في حديثِ القومِ والمُقَلِ
إذا نظرت إلى عين عدوك أو سمعت كلامه بدت لك عداوته في نظراته أو في حديثه.
جاملْ أخاك إذا استرَبْتَ بودِّه … وانظرْ به عَقِبَ الزَّمانِ يُعاوِدِ
إذا انحرف صديقَك عنك أو كاد ينحرف فسايره وجامله فعسى أن يعود إلى نفسه.
حبُّ السلامةِ يَثني عزمَ صاحبهِ … عنِ المعالي ويُغْري المرءَ بالكسَلِ
إذا كان المرء يحرص على السلامة لم يطلب المجد ورضي بالكسل.
حبٌّ هذا الحطامِ قد حطمَ النــــــــــــــــــاسَ قديماً من عَهدِ نوحٍ وآدمْ
حب حطام الدنيا حطم الناس منذ القديم.
خاطرْ بنفسِك كيْ تُصيبَ غنيمةً … إن الجلوسَ مع العيالِ قبيحُ
اركب الأخطار لتغنم فالجلوس مع العيال لا يليق بالرجال.
خاطرْ بنفسك لا تقنعْ بمعجزةٍ … فليسَ حُرٌّ على عجْزٍ بمعذورِ
اركب الأخطار ولاتكن عاجزاً، فالعجز ليس عذراً للحر.
دارِ الصديقَ إذا استشاطَ تَغضبُّاً … فالغيظُ يُخْرجُ كامنَ الأحقادِ
إذا غضب صديقك فداره، فالغيظ يخرج الأحقاد الكامنة في الصدور.
دعِ التكاسلَ في الخيراتِ تطلبُها … فليسَ يَسعدَ في الخيراتِ كسْلانُ
جدَّ في طلب الخير، فليس ينال الخير كسلان.
ذاعتْ سريرَتُه وكلُ سريرةٍ … للمرءِ تَظْهرُ من خلالِ فِعالهِ
كان يخفي ما في ضميره ثم ظهر للناس، والسرائر تبديها الأعمال.
ذرِ النفسَ تأخذْ وسْعها قبل بَينِها … فمفترقٌ جارانِ دارُهما العُمْرُ
خذ حظك من حياتك قبل موتك، فالجاران اللذان يسكنان دار العمر لا بد أن يتفرقا.
رأيتُ أخا الدنيا وإن كان خافضاً … أخا سفرٍ يُسْرى به وهْوَ لا يدري
الذي يعيش في الدنيا، ولو كان سعيداً، مسافر فيها وهو لا يعلم.
رأيتُ العِزَّ في أدبٍ وعقلٍ … وفي الجهلِ المذَلَّةُ والهَوانُ
العز في الأدب والعقل، والذل في الجهل.
زُرْ قليلاً لِمنْ يوَدّك غِبّاً … فدوامُ الوِصالِ داعي المَلالِ
زر غباً تزدد حباً.
زُر مَن تُحبّ وإِن تناءتْ دارُه … ليسَ البعيدُ معَ الهوى ببعيدِ
زر حبيبك وإن بعد مزاره، فالبعيد مع الحب قريب.
سآتي جميلاً ما حَييتُ فإنّني … إِذا لم أُفِدْ شُكراً أفدْتُ به أجْراً
سأعمل الخير ما دمت حياً، فإن لم أنل عليه شكر الناس، نلت رضا الله وجزاءه.
سأحجبُ عني أسرتي عندَ عُسْرتي … وأبرُزُ فيهِمْ إِن أصبْتُ ثَراءَ
إذا عسرت احتجبت عن الناس لكيلا أسألهم، وإذا أيسرت برزت لهم لكي أعطيهم.
شاورْ سواكَ إذا نابتْك نائبٌ … يوماً وإِن كنتَ من أهلِ المَشوراتِ
شاور غيرك وإن شاورك الناس.
شجاعةُ المرءِ إذا لم تكُنْ … من بعدِ رأيٍ من فنونِ الجنونْ
الشجاعة التي لا تعتمد على رأي ضرب من الجنون.
صاحبُ البَغيِ ليسَ يسلمُ منه … وعلى نَفْسِه بَغى كُلُّ باغي
على الباغي تدور الدوائر.
صاحبُ الحِرصِ في تَعَبْ … واللّيالي تُري العَجَبْ
يتعب الحريص نفسه، والليالي تلد كل عجيب.
ضاعَ معروفُ واضعِ العُرْفِ في غَيْرِ أهلِهِ
إذا وضعت معروفك عند من لا يستحقه أضعته.
ضجَرُ الفتى في الحادثاتِ مذمَّةٌ … والصبرُ ألْيَقُ بالرجالِ وأوْفَقُ
الضجر في الحادثات ذميم، والصبر أخلق بالرجال.
طالتْ مسافةُ ليلٍ لا منامَ بهِ … ولا منامَ لِمَقْروحٍ على ألَمِ
طال ليل من لا ينام، وكيف ينام المقروح؟
طاوعتُ غَيّي في زمانِ الصِّبا … وطاعةُ الغَيّ هيَ المَعْصِيَهْ
أطعت داعي الضلال في شبابي وطاعة الضلال هي المعصية.
ظفِرتَ بحَقٍّ طالما قد طَلَبْتَهُ … ومن كان يبغي الحَقَّ أمسى مُظَفَّرا
لقد أدركت حقك بعد نضال طويل، ولا بد لمن يطلب الحق من إدراك النصر.
ظِلُّ الشبيبةِ لا يعزرْك بَهجَتُه … فإِنْ بقيتَ فشمسُ الشَّيبِ بالرّصَدِ
شعرك الأسود في الشباب وأنت تعجب به سيتحول في الشيخوخة إلى شعر أبيض.
عادَوْا مُروءتَنا فضُلِّلَ سعيُهمْ … ولكلٍّ بيتِ مُروءةٍ أعداءُ
عادانا بعض الناس لأننا كرام ذوو مروءة، ولكل كريم عدو لئيم.
عاداتُ هذا الدهرِ ذمُّ مُفضَّلٍ … وملام مِقدامٍ وعَذْلُ جَوادِ
عادة الناس: ذم الفاضل، ولوم الشجاع وعذل الكريم.
غالى بنفسيَ عِرفاني بقيمتِها … فَصُنتُها عن رخيصِ القدْرِ مُبتذَلِ
معرفتي بقيمة نفسي جعلتها غالية عندي، ولذلك فأنا أصونها عن الرخص والابتذال.
غاضَ الوفاءُ فما تلقاهُ في عِدَةٍ … وأعوزَ الصّدق في الأخبارِ والقَسمِ
لقد ذهب الوفاء حتى بالوعود، وذهب الصدق حتى في القسم.
فأتْمِمْ ما بدأتَ بهِ وأنعِمْ … فما المعروفُ إِلا بالتَّمامِ
أتمّ معروفك، فالمعروف بتمامه.
فأحسنُ وجهٍ في الورى وجهُ محسنٍ … وأيمنُ كَفٍّ في الورى كفُّ مُنعِمِ
أحلى الوجوه وجه المحسن، وخير الأيدي يد المنعم.
قالتْ لقد بعُدَ المسرى قلتُ لها … من عالجَ الشوقَ لم يَستبعِد الدارا
قالت لي حبيبتي: لقد زرتني من مكان بعيد، فقلت لها: إن المشتاق يرى البعيد قريباً.
قالوا انفردتَ عن الأوطانِ فقلتُ لهم … الليثُ منفرِدٌ والسيفُ منفردُ
قالوا لي: إنك غريب وحيد، فقلت لهم: وكذلك الليث يعيش وحيداً، والسيف في غمده وحيد.
كان الشبابُ خَفيفةً أيامُه … والشيبُ مَحمَله عَليكَ ثَقيلُ
أعباء الشباب خفيفة، وأعباء الشيخوخة ثقيلة.
كتاركةٍ بيضَها بالعَراءِ … ومُلْبِسَةٍ بَيْضَ أخرى جَناحاً
ما أجهل النعامة، تترك بيضها في الفلاة دون رعاية وتحتضن بيض غيرها.
لبستُ ثوبي على ما كانَ من خلَقٍ … ولا جديدَ لمَنْ لم يلبَسِ الخَلَقا
لبست ثوبي البالي، ولا جديد لمن ليس له عتيق.
لحى اللهُ صعلوكاً مناهُ وهَمُّهُ … من العيشِ أن يلقى لَبوساً ومَطْعَماً
قبّحَ الله الرجل الذي لا يهمه في حياته إلا لباسه وطعامه.
ما أحسنَ الدّينَ والدنيا إذا اجتمعا … وأقبحَ الكفرَ والإفلاسَ بالرّجلِ
ما أحسن أن يكون الإنسان جامعاً بين الدين والدنيا وما أقبح أن يجمع بين الكفر والفقر
ما أحسنَ العفو من القادرِ … لا سِيّما عن غَيْرِ ذي ناصرِ
ما أحسن القادر الذي يعفو ولا سيما عن الضعيف الذي ليس له من ينصره.
نافسْ على الخيراتِ أهلَ العلا … فإنّما الدنيا أحاديثُ
احرص على فعل الخير ونافس عليه أهل الخير، فستبقى لك الذكرى في الدنيا، والدنيا أحاديث وأخبار.
نحن بنو الموتى فما بالُنا … نعافُ ما لا بُدّ من شربِهِ
نحن أبناء الموت فلماذا نخاف شرب كأسه، وهو مما لا فرار منه.
هَبِ الفتى نالَ أقصى ما يؤمّلُه … أليس راعي المنايا خلفه حُطَمُ
مهما عاش الإنسان ومهما حقق آماله فالموت في انتظاره
هذا زمانٌ ألحّ الناس فيه على … زهو الملوك وهماتِ المساكين
نحن نعيش في زمن يحرص فيه الناس على أبهة الملك ولكن همتهم همة الضعفاء.
وأتعبُ خلقِ اللهِ من زادَ هَمّهُ … وقصرَ عما تشتهي النفسُ وجدهُ
أكثر الناس تعباً من كانت همته عالية ووسائله لتحقيقها قليلة.
وأتعبُ من ناداكَ من لا تجيبه … وأغيظُ من عاداكَ من لا تشاكلُ
أكثر الناس تعباً من إذا ناداك لم تجبه، وأكثر الأعداء غيظاً لك من ليس في مستواك.
لا بُدّ للإنسان من ضجعَةٍ … لا تقلبُ الراقدَ عَنْ جنبه
لا بد للإنسان أن يموت ثم يرقد رقدة طويلة لا يتقلب فيها من جنب إلى جنب.
لا تأمن الدهرَ مُمساهُ ومُصحبه … فالدّهرُ يقعدُ للأقوام بالرّصد
لا تأمن دنياك لا في الصباح، ولا في المساء، فالدنيا ومصائبها تقف لك بالمرصاد.
يا أيّها الرجُلُ المعلّم غيره … هلاّ لنفسك كان ذا التعليم
أيها الرجل هلا علمت نفسك قبل أن تعلم الناس
يا أيّها اللاعب أين تذهب … جدّ بكَ الأمرُ وأنت تلعبُ
أيها اللاعب، إن الأمر جد وأنت لا تزال تعبث وتلعب فاتنبه لنفسك.