حكاية ترعان بن شردحة

حكاية ترعان بن شردحة
كامل النصيرات

كان (ترعان بن شردحة) رجلا يحب النساء وليس كمثل حبه حب..كان يتكئ على امرأة ويعرج على امرأة ويقطع فلوات الصحراء وفي حضنه امرأة وعلى ظهره امرأة..! وكان لا يعترف بأمر ولا يقطع بموقف إلاّ إذا كان إلى جانبه امرأة.!
تدور بـ(ترعان بن شردحة) الأيام ؛ و تتغير أحواله و يكثر ماله..ويصبح القوم حوله لفيفاً لفيفاً..لا ينقطعون عنه ولا يصفّقون إلا له ولا يحمدون غيره من سائر الرجال..فيصدِّق الأهطل حكاياتهم عنه ليفتح شدقيه معتقداً أنها ابتسامة الواثق وما هي إلا رعشة من رعشات الهبل التي تأتيه كلّما مرّ ذكره في كلام..!
أقنعته النساء بأنه شاعر؛ فصار الشاعر ترعان بن شردحة ونال من النساء ما نال..أقنعنه بأنه فريد عصره في الفكر و أنه لا يجارى بالحجة والبراهين وفصل الكلام ؛ فصار الشاعر المفكّر ترعان بن شردحة.. وتوالت النساء عليه لاقناعه بأن وادي عبقر منسوب إليه وأن عليه أن يتدخل في ثنايا الأمور العامة وأن يكون له إصبع كبيرة في كلّ أمر؛ فصار: الشاعر المفكر السياسي ترعان بن شردحة..!
وتدور السنون ويصبح الترعان هذا: الشاعر المفكر السياسي المحامي الطبيب المهندس النائب الوزير ..! وحين يخلو إلى نفسه يمسك ورقة صغيرة من المدرسة أيّام كان تلميذاً في الصف الأول مكتوباً فيها: إلى ولي أمر الطالب ترعان بن شردحة يرجى مراجعة إدارة المدرسة لأمر يتعلق بابنك..! ومن ذلك الزمن إلى هذا الزمن والحسرة تأكله ليعرف بنفسه المكتوب بالورقة التي أخفاها عن أبيه..!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى