حكاية أسد كاذب

حكاية أسد كاذب / كامل النصيرات

وقف مثل أسدٍ كاذب وتأمّل نفسه بالمرآة؛ ابتسم ابتسامةً فيها من زيف الغضب ما فيها وكان قد تدّرب على تلك الابتسامة طويلاً حتى أتقنها..خرج من غرفته وذهب إلى المطبخ صارخاً على زوجته: ليش مش كاوية الزفت كويس؟ ارتجفت الزوجة وقالت وهي تحاول الصمود: والله نص ساعة وأنا بكوي؛ ولا تزعل هسّا بعيد الكوي..! دفشها بيده مسترسلاً بموجة تأسيد: طيب خلص خلص؛ نسوان ما إلهن إلاّ الدعس..!

بعد أن أكمل لبس حذائه وزوجته واقفة أمامه تنتظر سيل أوامره: لما تنزل المحاضرة على الفيس واليوتيوب بدي تعليقات نار؛ اطلبي من كل صديقاتك الهاملات يتفاعلن معها ويروجنها..ما تتصلي فيّ إلا للشديد القوي فقط.. ومش افتح الواتس كل شويّة ألاقيكِ متصل الآن..وبطاقة الفيزا تبعتك ما تدوري عليها؛ هيها معي..! قاطعته: بس انت وعدتني هاي المرة اشتريلي لِبسة..؟ هاج الأسد الكاذب: لِبسة شو يَخْتي؟ بدك تلبسي لمين..انت عاجبتني هيك وانطمي واخرسي وحطّي بأُثمك كندرة لألعن أبو إللي نفضك..!! نزلت من عينيها دمعتان وهي تضرب كفّاً بكف..عاجلها بصرخة: مش عاجبك؟ فطأطأت رأسها: عاجبني عاجبني..! وحين مشى للباب اختبأ أولاده من طريقه وذهبوا لغرفهم..!

بعد ساعتين؛ كان الأسد الكاذب يلقي محاضرته مزمجراً؛ وزوجته تدعو الناس على مواقع التواصل الاجتماعي لمتابعة ومشاركة بثّ محاضرة زوجها القيّمة عن يوم المرأة العالمي..!

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى