حقيقة الصورة المحمدية في القرآن الكريم

حقيقة الصورة المحمدية في القرآن الكريم
عبد اللطيف مهيوب العسلي

لقد كان القرآن الكريم هو الدليل والحجة على أن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم هو رسول الله إلى الناس كافة والقرآن المعجزة الكبرى الذي أيده الله بها ,
وبما أظهر الله على لسانه من كلام الخلاق
وبما حلاه الله من محاسن الأخلاق التي سطرها لنا القرآن عرفنا أنه رسول الإسلام للناس كافة .

ولأن الله سبحانه يخلق ما يشاء ويختار ما كان لأحد سواه أن أن يملي عليه من يختار ,” ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ” وهو ويصطفي من خلقه من يشاء, كما قال تعالى :(( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ (68) القصص ))
فبالتالي هو سبحانه أعلم حيث يجعل رسالته
قال سبحانه وتعالى :
(( وَإِذَا جَآءَتْهُمْ ءَايَةٌ قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ حَتَّىٰ نُؤْتَىٰ مِثْلَ مَآ أُوتِىَ رُسُلُ ٱللَّهِ
ۘ ٱللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُۥ ۗ سَيُصِيبُ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ ٱللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌۢ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُون “124”َ ) الأنعام )

فإن حقيقة الصورة المحمدية الجسمانية والروحانية للرسول صلى الله عليه وسلم قد شرحها لنا القرآن الكريم شرحا وافيا “ولا ينبئك مثل خبير .”
أول وصف لحقيقة هذه الصورة الجسمانية المحمدية التي نفخ الله فيها اكرم الأرواح النبوية ..
أن الله جلا جلاله أنزل القرآن الكريم على قلبه تنزيلا , وفصله في لسانه تفصيلا ففاضى به على ما لا بد منه لكل مسلم ومسلمة، ومؤمن ومؤمنـة، من فرائض القرآن وشرائعه ، في ثلاث وعشرين سنة .
فطهر الله به القلوب من الريب , وزكى به النفوس من الشك ,
وجعله شاهدا ومبشرا ونذيرا ، قال سبحانه و تعالى :
(يـا أيهـا النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيرا، وداعياً إلى االله بإذنه وسراجاً مـنيراً)الأحزاب .
فكان هذا النعت الكريم جامعا لحقيقة الصورتين الجسمانية والروحانية والصورتين المشاهدة في عالم الشهود والصورية الغيبية في عالم الغيب ..
ولا بد أن نذكر بعضا من تلك الخصائص التي أكرم الله به رسوله وخصه بها على سائر خلقه ..
فإن وصف الله جميل وعطاه جسيم يعطي كثيرا من كثير ، وكان فضل الله على رسوله عظيما .
أما سمعت كيف ناداه بلذيذ خطابه وبمحاسن أسمائه ولم يناده ربنا قط باسْمه مجرداً كما نادى الأنبياء قبله، بل كان دائما يقول له: ﴿يَا أَيُّها النَّبِيُّ﴾، أو ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ﴾، أو ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾، أو ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ﴾.
فصلوات الله وسلامه عليك يا سيدي يا رسول الله فما عسى أن يقول ذو فصاحة وبيان أو يثني ذو بلاغة ومقال وقد وصفك ذو الجلال بصفاة شريفة فقال: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً للْعَالَمِينَ﴾(الأنبياء: 107)، وقال سبحانه وتعالى : ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾(التوبة: 128).
وقال سبحانه: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ منَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ﴾ (المائدة: 15).
وأما وصف الصورة الجسمانية الطاهرة :
فقد ذكر القرآن الكريم أعضائه الشريفة , ولم نجد ذكرا وثناء لأحد من المخلوقات شبيها أو ممن اصطافاهم بمثل هذا التفصيل قط ..
□ فزكى ربنا وجهه الشريف صلى الله عليه وسلم في كتابه العزيز، فقال سبحانه: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا﴾(البقرة: 144)،
كذلك ذكر وجهه في مواضع أخرى وحالات مختلفة من ذلك قوله تعالى تعالى: ﴿فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾(البقرة: 144)، وقال: ﴿وَمِنْ وقال سبحانه وتعالى : : ﴿فَإنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ للهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ﴾(آل عمران: 20). وقال تعالى:
﴿وَاَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ للِدِّينِ حَنِيفاً﴾(يونس.

مقالات ذات صلة

□وكذلك زكى الله عَينيه صلى الله عليه وسلم في أكثر من موضع في قرآنه، فقال سبحانه: ﴿لاَ تَمُدَنَّ عَيْنَيْكَ إلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ﴾ (الحجر: 88)، وقال تعالى: ﴿وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ﴾(الكهف: 28)، وقال
□ وزكى الله رؤيته صلى الله عليه وسلم في أكثر من موضع فقال سبحانه: : ﴿أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى﴾(النجم:12 } .
ومن ذلك قوله سبحانه ﴿لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى﴾(النجم: 18)، وفي هذا ثناء على رؤيته .
□ وزكى سبحانه وتعالى بَصَره الشريف صلى الله عليه وسلم في أكثر من موضع من كتابه العزيز فقال تعالى: ﴿مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى﴾(النجم: 17)، وفي هذا السياق مَدحٌ فوق الذكر؛ إذ أثنى ربنا على البصر وأنه صادق غير زائع.
□ ولقد ذكر الله أُذنه صلى الله عليه وسلم في أكثر من موضع وفي ذلك تزكية لسمعه كذلك، فقال تعالى في ذكر الأُذن رداً على الكافرين: ﴿قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ (التوبة: 61).
وزكى ربنا سبحانه وتعالى منطقه فقال:
﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى﴾ (النجم: 3)، فبيّن صدق منطقه صلى الله عليه وسلم وصواب حديثه.
□ وزكى صوته آمرا وزاجرا المؤمنين ألا يرفعوا أصواتهم أعلى من صوته فقال سبحانه: ﴿يا أيها الذين آمنوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ﴾ (الحجرات: 2).
□ وزكى سبحانه وتعالى لسانه الشريف صلى الله عليه وآله وسلم في أكثر من موضع في كتابه العزيز فقال تعالى: ﴿فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا﴾(مريم: 97)، وقال: ﴿فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَـانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾(الدخان: 58)، وقال سبحانه: ﴿لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ﴾ (القيامة: 16).
وزكى الله سبحانه وتعالى صَدره الشريف صلى الله عليه وسلم في كتابه العزيز كذلك في العديد من المواضع فقال تعالى: ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ﴾ (الشرح: 1)، .
وزكى الله قلبه الشريف صلى الله عليه وسلم في أكثر من موضع في كتابه العزيز، فقال سبحانه: ﴿وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾(آل عمران: 159)، وقال تعالى: ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ﴾ (الشعراء: 193-194)، .
□ وبمعنى مرادف للقلب زكى الله سبحانه وتعالى فؤاده صلى الله عليه وسلم فقال تعالى: ﴿مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى﴾(النجم: 11)، وقال سبحانه مبشِّرا له: ﴿وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ﴾ (هود: 120)، وقال تعالى: ﴿كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً﴾ (الفرقان: 32).
“فما عسى أَنْ يُقَالَ فِي ْمَنْ وَصَفَهُ الْقُرْأَنُ، وَأَعْرَبَ عَنْ فَضَائِلِهِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيْلُ وَالزَّبُوْرُ وَالْفُرْقَانُ. وَجَمَعَ اللهُ لَهُ بَيْنَ رُؤْيَتِهِ وَكَلاَمِهِ، وَقَرَنَ اسْمُهُ مَعَ اسْمِهِ تَنْبِيْهًا عَلَى عُلُوِّ مَقَامَتِهِ. وَجَعَلَهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِيْنَ وَنُوْرًا. وَمَلَأَ بِمَوْلِدِهِ الْقُلُوْبَ سُرُوْرًا ..■
….. …………
خاتمة
• وفي الختام فمن أحسن من وصف من المحبين هذه الأبيات
من قول الإمام البوصيري رحمه الله إذ يقول:
• فهو الـذي تم معناه وصورتـه
• ثـم اصطفاه حبيباً بـارئُ النسمِ
• منـزهٌ عن شـريك في محاسـنه
• فجوهر الحسـن فيـه غير منقسمِ
• دع مـا ادّعتْهُ النصارى في نبيهم
• واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكم
• وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف
• وانسب إلى قدره ما شئت من عظمِ
• فإن فضل رسـول الله ليـس لـه
• حـدٌّ فيعرب عـنـه نـاطقٌ بفمِ
• وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

دعاء :
اللهم قربنا منك بقربه واحسبنا عندك بحسبه, واجعلنا من أحب الناس إليه ومن أولاهم بقربه , وأحقهم بجواره , وجعل دلالتنا عليك به ومعاملتنا معك من أنوار متابعته وصل اللهم أفضل صلواتك وأزكى تحياتك وأنمى بركاتك على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي إلى صراطك المستقيم حق قدره ومقداره العظيم وعلى آله شموس سماء العلا وأصحابه والتابعين ومن تلى وسلم تسليما كثيرا في كل وقت وحين . واغفر اللهم لنا والمسلمين وارحمنا والمسلمين وجنبنا شر المصائب والحروب وخارجنا منها مخرجا جميلا وهيء لنا ولأهل اليمن والمسلمين من أمرنا رشدا والحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الإفتراء على رسول الله بأنه قال إن اباهُ في النار
    ……………..
    من إفترى هذا الحديث لو إستحق هذا الإجرام أن يُسمى حديث والذي يرده كتاب الله جُملةً وتفصيلاً ويرميه بوجه من ألفه ، لكن ماذا نقول عمن قرأوا كتاب الله وما تجاوز حناجرهم أو من أتخذوهُ مهجوراً وعضين ، وما همهم إلا أقوال العُلماء وقدموا أقوالهم على قول الله وقول رسول الله ، لأن والدي رسول الله وعلى أقل قول يُقال بحقهما هُم من ” أهل الفترة ” لكنهم أميز من ذلك فقد تحققت فيهم دعوة أبيهم إبراهيم كما هو تحققها في إبنهم وذُريته …لكن المُفتري كان هدفه هو الوصول لرسول الله بوالده وبأذيته والطعن به وبوالده بأنه والعياذُ بالله وحاشى من صُلب من يكرههم ولا يُحبهم الله أي من صُلب كافر ومُشرك وإبن لنجس وملعون ومغضوب عليه ومن شر البرية…إلخ ما وصف الله به الكافرين والمُشركين..أما من أفترى هذا وألفه فجعل رجلهُ ووالده مجهولان لم تصلهما أذية أو أي شيء …..ولا داعي لتلك الشروحات وتلك التأويلات ولكُل ما قالوه لتمرير هذا الإجرام فكلام من ألفه وافتراهُ واضح وهو مُخالف لتاب الله وما عارض كتاب الله يُضرب به بعرض الحائط سواء كان عند البُخاري أو مُسلم أو غيرهما…. ومن كذب على رسول الله فليتبوأ مقعده من النار وسيتحقق فيه وعد الله في من يؤذون نبيه ورسوله…ويبقى السؤال لو صح هذا الكذب على رسول الله…رجُل المُفتري سأل عن أباه….لماذا زج وحشر المُفتري والد رسول الله في فريته؟؟؟ الجواب لأن هذا هو هدفهُ وهذا هو ما سعى إليه…وإنه لمن الإجرام ومن الظلم القول عن أحد البشر بأنه سيكون في النار لأن هذا من شأن الله الذي لا يُسأل عما يفعل وهُم يُسألون…ومن قبح قولهم الذي هو أحد أقوالهم بأن رسول الله واسى ذلك الرجُل…فهل هُناك مواساة في هكذا أمر من الخطورة بمكان ولهذا الإفتراء عندهم فوائد…وسيقف بين يدي الله كُل من تجرأ وقال ولو كلمة واحدة سيئة بحق والدي رسول الله .

    هذا حديث آحاد لا يقام عليه عمل ولا عقيدة ، وفيه حماد بن سلمة ، ودائماً الأحاديث إما عن أنس بن مالك أوعن أبي هُريرة رضي اللهُ عنهما…هل هما من رووا ذلك أم تم نسبة الرواية لهما لقربهما من رسول الله هل فعلاً أن هُناك رجُلاً سأل رسول الله..رجُلاً!!.. من هو الرجُلاً ما هو إسمه من هو أبو هذا الرجُلاً وما هو إسمه؟؟ هل والد هذا الرجُلاً ميت أم حي؟؟ هل مات في الجاهلية قبل بعثة رسول الله أو بعدها؟؟؟ متى قيل هذا الحديث لو أن رسول الله قاله…وحاشى أن رسول الله قال منهُ ولو حرف واحد…لأن من جعله الله لا ينطقُ عن الهوى وكلامه وحيٌ يوحى ومن وعد الله أن يجعل كلامه في فمه ومن أُوتي جوامع الكلم لا يتكلم بما هومُبهم ومُغمم ومُعمم وغامض كما هو هذا الهطل …إذا كان والد الرجُلاً لو صح هذا من أهل الجاهلية فعلى أسوأ قول سيكون من أهل الفترة ممن لا يُحكم لهم بأنهم من أهل النار وأمرهم إلى الله هذا إن لم يكُن على الحنفية أو الإسماعيلية أو النصرانية أو اليهودية أو الصابئية.
    ………….
    أين أبي؟؟!! هل رسول الله يعلمُ الغيب الجواب لا حتى يُجيب عن سؤال لا علم بجوابٍ لهُ إلا عند الله…فمن يعلم من هُم أهلُ الجنة ومن هُم أهل النار هو الله وحدهُ فقط….وحتى يكشف الله المُفتري جعل كيده في نحره…عندما قال ” في النار” ولم يقُل من أهل النار…أي أن أبا الرجُل ” الآن ” في النار…ورسول الله لا يعلم الغيب{قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }الأعراف188 وعلمه الله بما تلقاهُ من وحي بأن جهنم والنار لن يُجاء بها إلا يوم القيامة ولا تُسعر ولا تُبرز إلا يوم القيامة…وأن من يكون في النار أو في الجنة لا يكون ذلك إلا يوم القيامة ولا يكون ذلك إلا بعد الحساب وبعد رحمات الله ومغفرته وبعد الشفاعة من رسول الله وبعد وبعد وبعد {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى }الفجر23 {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ }الشعراء91والنازعات36 {وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ }التكوير12…فلا مجيء ولا تسعير ولا بروز لجهنم إلا في ذلك اليوم…. إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّار؟؟!!أراد المُفتري جعل رسول الله مثله مثل غيره ووالده مثل والد غيره فلا هو مُصطفى ولا ولا..إلخ ولا علم لهُ بقول الله{اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ }الحج75 وكأن الله لم يقُل وقوله الحق حيثُ يقول :- {… اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ اللّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُونَ }الأنعام124… اللّهُ يصطفي من الناس رُسلاً…والله أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ….فهل الله يجعل من أختاره لحمل رسالته الخاتمة لأهل الأرض يجعله ويجعل رسالته من صُلب كُفار ومُشركين والعياذُ بالله وحاشى….لكن الله أخبر عن هؤلاء من أنكروا رسولهم بقوله:- {أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ }{أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءهُم بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ }المؤمنون70 المؤمنون69….لكن من الطبيعي أن يوجدوا هذا كيف لا وقد قالوا بأن به جنة عندما قالوا بأنه سُحر من اليهود
    ……………
    وهذا الإفتراء يرده كتاب الله الذي لا يوجد إفتراء نسبوه لهذا الدين ولرسول الله إلا وموجود في كتاب الله الذي ما فرط الله فيه من شيء وفيه تبيانٌ لكُل شيء ، إلا وفيه رد لهذا الإفتراء ويرده قول رسول الله عندما قال ” أنا دعوةُ أبي إبراهيم وبشارةُ أخي عيسى ورؤيا أُمي ” أنا دعوةُ أبي إبراهيم وإذا لم تتحقق دعوة إبيه في والديه ففي من ستتحقق إذاً…ولنرى ما هي دعوة أبيه سيدنا إبراهيم عليه السلام أبو الأنبياء والرُسل ……يقول الله
    {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ }آل عمران68.. فرسول الله وبالتالي والديه وتلك الذُرية أولى الناس بإبراهيم … وهي ذُرية بعضها من بعض فوالدي رسول الله من ذُرية إبراهيم ومن عقبه..يقول الله تعالى {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }آل عمران34.. فهذه الذُرية وحسب دعوة إبراهيم من ربه يجب أن تكون مُسلمة وموحده ومُقيمة للصلاة ولا تعبد الأصنام وكلمة التوحيد باقية في عقبه لسيدنا إبراهيم والذين منهم والدي رسول الله…يقول الله.{وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }الزخرف28…أي كلمة التوحيد فيجب أن يكون والدي رسول الله موحدان لله وكلمة التوحيد باقية في والدي رسول الله ، وهكذا كانت كلمة التوحيد في رسول الله من والديه ولذلك كان يتعبد في غار حراء… ويقول الله على لسان نبيه إبراهيم{رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }البقرة128..وبالتالي فوالدي رسول الله يجب أن يكونا مُسلمين ويقول الله على لسانه أيضاً{رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء }إبراهيم40 فوالدي رسول الله يجب أن يكونا مُقيمي الصلاة لأنهما من تلك الذُرية.. ويقول أيضاً{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ }إبراهيم35 …وبالتالي والدي رسول الله لا يمكن ومن المُستحيل أن يكونا مُشركين أو كافرين أو عابدي أصنام ويجب أن يكون الله جنبهما الشرك والكُفر وعبادة الأصنام لكي يُحقق دعوة نبيه ورسوله إبراهيم….هذه هي دعوة سيدنا إبراهيم ويجب أن تكون تحققت في رسول الله ووالديه…وبالتالي فهذا الإفتراء مردودٌ في حلق من أوجده فوالدي رسول الله من تلك السلسلة ” سلسلة الإصطفاء أو سر الإصطفاء ” التي كسرها من لا عقول برؤوسهم عندما قالوا وأصروا على القول بأن والد سيدنا إبراهيم هو آزر…والحقيقة أن والده هو ” تارح” والذي هو وزوجته يجب أن يكونا مؤمنين مُسلمين…فتلك السلسلة من أبينا آدم وأُمنا حواء مُستمرة لم تنكسر بوعد من الله حتى الوصول لوالدي رسول الله ولرسول الله ومن بعده في ذُريته من فاطمة الزهراء عليها سلامُ الله ورحمتهُ…. {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ }آل عمران33…من هُم آل إبراهيم إذا لم يكُن والدي رسول الله منهم
    …………….
    وإذا كان الله قد قال عن نبيه موسى عليه السلام {… وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي }طه39 فإن الله قال عن نبيه خير خلق الله فإنك بأعيننا {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ }الطور48…وقال أيضاً {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ }{وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ }الشعراء218-219. جاء عن ابن عباس فى التفسير أن المعنى هو تقلب النبى فى أصلاب أجداده من الساجدين قبل مولده..حين تقوم… الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ… فكان تحت نظر وأعين الله ورؤيته منذُ ابيه آدم وأُمه حواء حتى أقامه نبياً ورسولاً لجميع خلقه…وقلبه في ظهور الساجدين من ذكورٍ وإناث تصديقاً لدعوة أبيه إبراهيم فمن صُلب ساجدٍ وساجدةٍ حتى خرج من صُلب والديه المُسلمين المؤمنين الساجدين عبدالله وآمنة بنت وهب عليهما السلام….وعجباً من قولهم لتفسير حين تقوم وتقلبه في الساجدين الذي لا يقول به من في رأسه عقل…وحين تقوم هو تصديق لما ورد في التوراة” أُقيم لهم” في سفر التثنية {18:18} عندما خاطب الله نبيه موسى ” أُقيم لهم نبياً مثلك…” أي مثل موسى صاحب شريعة ويُهاجر وينشق لهُ القمر كما أنشق البحر لموسى….إلخ .
    …………
    أخرج البخارى في كتابه عن يوم حُنين قول رسول الله ” أنا النبى لا كذب أنا ابن عبد المطلب” فلو كان عبد المُطلب جد رسول الله كافر أو مُشرك أو ممن تبرأ الله منهم هو ورسوله ، كيف يتفاخر به رسول الله ويُخالف قول ربه في سورة التوبة {وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }التوبة3 وأخرج مُسلم في كتابه قول النبى” إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل ، واصطفى قريشا من كنانة ، واصطفى من قريش بنى هاشم ، واصطفانى من بنى هاشم “فمن هو مُصطفى مُصفى كيف يكون والديه من أهل النار…وروى أبو نعيم في (دلائل النبوة) ورواه الإمام السيوطي في الجامع الكبير قول رسول الله” لَمْ يَلْتَقِ أَبَوَايَ فِي سِفَاحٍ ، لَمْ يَزَلِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يُنَقِّلُنِي مِنْ أَصْلَابٍ طَيِّبَةٍ إِلَى أَرْحَامٍ طَاهِرَةٍ ، صَافِيًا، مُهَذَّبًا ، لَا تَتَشَعَّبُ شُعْبَتَانِ ، إِلَّا كُنْتُ فِي خَيْرِهِمَا “..فهل الأصلاب الطيبة والأرحام الطاهرة أصلاب وأرحام كُفار ومُشركين؟؟!! وروى أحمد والترمذي صعد المنبر فقال للناس “مَنْ أَنَا؟ قَالُوا: أَنْتَ رَسُولُ اللهِ، فَقَالَ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، إِنَّ اللهَ خَلَقَ خَلْقَهُ ثُمَّ فَرَّقَهُمْ ، فَجَعَلَنِي مِنْ خَيْرِ الْفِرْقَتَيْنِ ، ثُمَّ جَعَلَهُمْ قَبَائِلَ ، فَجَعَلَنِي مِنْ خَيْرِهِمْ قَبِيلَةً ، ثُمَّ جَعَلَهُمْ بُيُوتًا ، فَجَعَلَنِي مِنْ خَيْرِهِمْ بَيْتًا، فَأَنَا خَيْرُكُمْ بَيْتًا، وَخَيْرُكُمْ نَفْسًا “وفي الصحيح قوله ” أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ”…كُل هذا لا يكفي ويُقدم عليه ذلك الكذب وذلك الإفتراء ….ويبقى السؤال من هو الرسول أو النذير الذي بعثه الله ولم يتبعه أو يؤمن به والدي رسول الله صلى اللهُ عليه وعلى آله وصحبه وسلم …لكن مُسلم وكتابه أهم من رسول الله ووالده عندهم…..أهم شيء أن لا يكون في كتابي البُخاري ومُسلم حديث مكذوب أو ضعيف… { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً } سورة الإسراء15…أما من لم يوفق وحاول الدفاع عن والدي رسول الله بأن الله أحياهما وأسلما…فهذا لا يصح وهو يُعارض كتاب الله وسُنة الله..فمن يموت لا يمكن ومن المُستحيل أن تعود لهُ الحياة إلا يوم البعث أي يوم القيامة….عُمر المناصير…الأُردن

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى