“روشيتة” الرابع

مقال الخميس 6-12-2018
“روشيتة” الرابع
لم يخرج الشعب إلى الرابع بعد ستة شهور من الخروج الأول من باب تغيير الجو ولا النزهة ، ولا شراء الترمس من العربات القريبة ،ولا “تقييس” الطريق المؤدي من مستشفى الأردن إلى الدوّار وبالعكس … خرجوا للمطالب التي لم تتحقق منذ ذلك التاريخ ،فقانون الضريبة الذي كان “مشروعاً” صار واقعاً ،وبند المحروقات صار يتغوّل على فاتورة الكهرباء ، وأسعار البترول يتم حسبتها بطريقة لئيمة لا تترك للمستهلك أي ذرة شعور بالعدالة ،والفساد صار أكثر جرأة وتحدّ لمشاعر الناس في الآونة الأخيرة، وكل من تسلّم المسؤولية في وقت سابق وفي وقت لاحق يجاهر بحقه وبحق أنسبائه وأقربائه بحصّتهم من الكعكة وعلى الهواء مباشرة .
ارتباك واضح في طريقة الإدارة ، تعديلان وزاريان في 3 شهور، اعتصامات واضربات جزئية ، قطاعات على حافة الانهيار كقطاع الملابس والعقار والأسهم والمطاعم ، وبالتالي أسباب خروج الناس للشارع التي كانت في وقت سابق “مبرّرة” من قبل المراقبين صارت مستحقّة وموجبة من وجهة نظر المراقبين أيضاَ إذا ما أردنا أن نقرأ المشهد بشكله التحليلي بعيداً عن العواطف أو الانحيازات..
السيناريو واضح لأي شخص يقرأ الصورة بالعين المجرّدة من الحسابات،وعلى أصحاب القرار والقريبين منهم أن يعوا تماماًَ حساسية المرحلة ، ما الذي سيحدث في الأيام القادمة ؟ ستتقارب تواقيت الاعتصامات وتطول فتراتها ليبقى الرابع أهمّها ، كما ستتكاثر في المحافظات وحتى ستطال بعض المؤسسات ،في ذلك الوقت لا يستطيع أحد تخوين المتظاهرين أو المس بوطنيتهم ، لأنهم يدافعون عن وطن أولا وأخيراً…ولن تثمر المسكّنات الموضعية التي تصرفها الحكومات لحلحلة الوضع المعقد ، كما سيجفّ “بربيش” الإطفاء لإخماد كل محطات الغضب ، سترحل الحكومة ويؤتى بحكومة جديدة تحمل وعوداً جديدة ، لكن الشارع لن يقبل تبديل الميمنة ميسرة ، و الذي درستموه لهم في كتب الصفوف الأولى كــ”الراعي والذئب” لن يصدّق الوعود وسيزيد الشرخ وتكبر المطالب ، في هذا الوضع القائم بين شدّ الشارع والحكومات مسلوبة الارادة ، سيتردّى الاقتصاد ويتمدد الفساد، ويأتي على قطاعات أخرى لم تكن في متناول يده وبجرأه وملامح أوضح هذه المرّة..
العلاج؟..الإيمان بالدولة فقط.. أو نترك شؤوننا للقضاء والقدر..حتى تتوقف المركبة تماماً.
لن اكمل المقال..وأكتفي بما سبق الذي هو توصيف” روشيتة” لماذا عادت الناس الى الرابع!! لمن أراد أن يصرفها ويستفيد من العلاج كان به ، وإذا لم يأخذ بها… ” ع كيفه”!!..المراهنة على العدد أو صمت الناس..كمن يراهن على عدم ظهور أي أعراض آنية للمرض..رغم التحاليل وصور الأشعة والخزعات..

مشافى يا وطني

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى