حقائق وتفسيرات حول حرائق استراليا المروعة من الشرارة الأولى وحتى الكارثة

سواليف
بدايةً، لابد أن نقول بأن حرائق الغابات ظاهرة طبيعية تحدث منذ الأزل، وهناك فترات من السنة يطلق عليها “موسم الحرائق” وعادة تكون مواسم الحرائق في أشهر الصيف؛ بسبب ارتفاع درجة الحرارة و انخفاض نسبة رطوبة الاعشاب والأشجار والهواء.

وتحدث الحرائق في استراليا كل سنة خلال فصل الصيف، وتحدث حرائق أكبر حجمًا في سيبيريا بروسيا وفي كندا والولايات المتحدة الأمريكية خلال فصل الصيف. وتعد أستراليا أكثر القارات جفافًا، فـ 70% منها عبارة عن صحراء جافة و40% من باقي المساحة القابلة للزراعة ونمو الاشجار تعتمد بشكل اساسي على الأمطار.


ما أسباب حرائق الغابات في استراليا ؟

ارتفاع درجات الحرارة و جفاف الأرض والأعشاب والأشجار سبب رئيسي في اندلاع الشرارة الأولى للحرائق ليس في استراليا وحسب، وإنما في كل بقعة من كوكب الارض، كما تساهم الرياح في اشتعال النيران بفعل الاحتكاك بين الاشجار الجافة ونشوء الشرارة الاولى للحرائق.

العواصف الرعدية والبروق أيضا تعتبر من اسباب حرائق الغابات، فالصواعق تضرب الارض أكثر من 100 صعقة في الثانية في مختلف مناطق الكوكب أغلبها في المناطق التي تشهد فصل الصيف، بالتالي يوجد 100 فرصة لنشوء حريق كل ثانية في أي بقعة من كوكب الارض.

عامل الانسان وتصرفاته المتهورة وغير المبالية ، تعد إحدى أسباب نشوء الحرائق، من: رمي السجائر أو حفلات الشواء في الغابات، أو حتى الحرائق المقصودة، كلها قد تتسبب بكارثة بيئية تحرق معها الملايين من الاشجار والحيوانات.

ما سبب انتشار الحرائق بشكل كبير في استراليا هذا العام تحديدا ؟

قبل الخوض في أسباب انتشار الحرائق بهذا الشكل في استراليا، لابد بأن نعود الى اصل المشكلة وبداياتها، فأول شرارة حريق اندلعت في استراليا لهذا الموسم كانت مع بدايات شهر نوفبر 2019، حيث ضربت موجة غبار الساحل الجنوبي الشرقي لاستراليا وكانت مصحوبة بموجة حر قياسية، لذلك يُرجح أن تكون اول شرارة ناتجة عن احتكاك الاشجار بفعل الرياح الحارة و الجافة وليس بفعل البروق، كما لا يمكن استبعاد العامل البشري من المشكلة.

أما بالنسبة لأسباب قوة الحرائق هذا العام، فيعود إلى أن الحرائق اندلعت في غابات طبيعة أشجارها عالية جدا و كثيفة، حيث ان السبيل الوحيد لاخمادها لا يكون سوى بالطائرات وليس بخراطيم المياه من أسفل، وهذا أبطأ وتيرة سرعة اخماد الحرائق.

السبب الثاني ،هو أن النيران لم تلتهم فقد الاعشاب و الأشجار، بل التهمت ما يزيد عن نصف مليار من الكائنات الحية، وللأسف ساهمت الحيوانات المشتعلة و الهاربة في نقل النيران للمناطق التي تم اخماد النيران بها، بالتالي عادت النيران لتشتعل بمناطق جديد وخروج النيران عن السيطرة.

وأخيرًا، تم اعتبار الحرائق الاخيرة في استراليا كارثة وطنية في البلاد بعد نفوق اكثر من نصف مليار من الكائنات الحية، والكثير منها مهدد بالانقراض ولا يعيش سوى في استراليا، اضافة الى الخسائر المادية وممتلكات السكان وتلويث الأدخنة لكبرى مدن استراليا وأكثرها سكانا ووصول الأدخنة الى نيوزيلاندا التي تعتبر الدولة الوحيد في العالم التي تحتوي على هواء شديد النقاء و الأقل احتواءً على غاز ثاني اكسيد الكربون كونها مناطق معزولة وبعيدة عن الدول الملوثة كالصين و الولايات المتحدة الامريكية.

المصدر
طقس العرب
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى