جرى مساء يوم الأربعاء الموافق 5/ 6/ 2024 م وباستضافة من #مؤسسة_عبدالحميد_شومان فرع الأشرفية #حفل إشهار وتوقيع #كتاب ” #بين_نزف_وعزف ” للأديب رائد العمري رئيس اتحاد القيصر للآداب والفنون والذي طُبِعَ بالتعاون مع مكتب اتحاد القيصر للتدقيق والتنسيق الطباعي والتوزيع، والذي جاء لتسليط الضوء على هذا المنجز الأدبي وهو الإصدار الثاني للعمري في مجال القصة القصيرة جدا بعد مجموعتهِ القصصية الأولى تحت عنوان “خبايا المرايا”، وسط جمهور من المثقفين وأعضاء القيصر ورواد المكتبة وخاصة فئة الشباب، وجرى اللقاء بأسلوب المحاورة، حيثُ قدَّمَ المحاورة الأديب الروائي السوري محمد فتحي المقداد والذي بدأ بتسليط الضوء على هذا المنجز مشيدا بأسلوب العمري وقدرتهِ على الرمزية والتكثيف واستخدام عناصر المكان والزمان والتراث وتوظيفها في هذه النصوص القصيرة التي تناولت في موضوعاتها النقد الاجتماعي والثقافي الواقعي بأسلوب شيق وماتع بالقليل من الكلمات والعديد من التأويلات والتفسيرات التي تجعل المتلقي مندهشا ومشاركا في تأويلات النص المحتملة، ثمَّ أشارَ إلى رمزية الأنثى التي استخدمها العمري في غالب نصوصه، وبراعته في التنقلِ بين الأنا والنحن الجامعة، ثمَّ عرَّجَ على القسم الثاني من نصوص هذا الكتاب من نوع الومضة القصصية..
وقد تناولت المحاورة عدة تساؤلات للعمري أولها عن عنوان الكتاب الملفت “بين نزف وعزف” حيث أجابَ أن القلبَ ينزفُ أولا وجعا او حُبّا او شعورا خفيّا يؤجج مشاعره ليبدأ العقلُ يعزف بالحروف حتى تكتملَ الصورة فكل عزفٍ وأملٍ بدأ بوجعٍ ونزف.. وأما عن سؤاله عن توظيفِ المكان والبعد الزماني فأجابَ أنَّ الكاتبَ ابن بيئته ومجتمعهِ ومكانِ إقامته فلا ينسلخُ منها بل تسكنه كما يسكنها وتوظيفُ الأماكن يزيدُ من جمالية النص وإيصالِ الفكرة الرمزية، ويحملنا للحفاظ على تراثنا ومجدنا ولغتتا..
وأما عن القضايا المتنوعة التي طرحتها النصوص فمنها الاجتماعي، والثقافي، والتربوي اللامنهجي، وعلاقات البشر والأسر. والانتهازية، والإدارة واستغلال الوظيفة، والتراث والعادات والتمسك بالقيم البشرية، والعدالة والنزوح والفقر .. فيما عبَّرَ العمري أن الأمَْ والأنثى بشكل عام هي الركيزة الأساسية في بناء الأسر والمجتمعات، وهي تمثل الوطن في وجهة نظر العمري في العديد من النصوص..
وعن القدرةِ على صناعة النص القصير وهذا الجنس الرشيق في عالم السرد أجاب: إنَّ القصة القصيرة جدا والومضة القصصية التي تعتبر من أقصر أجناس السرد الأدبي تحتاج للثقافة وسعة الإطلاع وتركيز الفكرة واختيار الكلمات الرمزية الدالة على ما تريد إيصاله ببضع كلمات، وتعتمدُ على القفلة المدهشة وعنصر التشويق.. وكما أننا في زمن السرعة وهذه الأجيال تحتاج الإيجاز وتمل الإطالة في عصر التكنولوجيا والسرعة والتطور الهائل..
وفي نهاية الحفل قرأ العمري عددا من القصص والومضات القصصية التي نالت استحسان الحضور ثمّ وقَّعَ عددا من نسخ الكتاب على سبيل الإهداء للحضور ثمَّ تمنى على إدارة مؤسسة عبد الحميد شومان أن تفتح فرعًا لها في محافظة إربد التي تستحق مع منجزاتها الثقافية مقدِّما مقر اتحاد القيصر للآداب والفنون لتحقيق هذه الغاية مجانا..