حفاوة ذاكرة

حفاوة ذاكرة

د. #بسام_الهلول

Célébration de la mémoire

في زحمة العناوين بل

مقالات ذات صلة

تهافتها تحاول الأم وبعد عقم رزقت بالولد بعد عسر المجيء تريد ان تميز وليدها بمسمى على غير مسميات تضج بها قريتها وتريد ان يكون الاسم يحمل صبر انتظارها ولا مثيل له في أتراب وليدها ورائدها( ما شفتك يانون إلا بعد ماتقلعت العيون )
فلعل في حراكنا السياسي والحزبي ان يلوح لها ما يلفت بعد ان وجعت( ليتا واخدعا) وهما من عروق الرقبة ان تتخير من حراك( البولتيكا) اي( الهرج السياسي ) حيث كثير من الناس وممن هم في هذا( الهرج) يظنون ان البولتيك هي نفسها البولتيكا فثمة فرق بين المصطلحين وهذا ما يجهله ولايعلمه الكثرة الكاثرة من هؤلاء مثل ذلك القروي الذي ظن ان ( الديمقراطية) هي( الكنافة) وكمثل من حمّل فيمن سلف كمثل من يحمل اسفارا فوقع لها بعد ليلة لتجمع هذه المسميات بمركب وعلى طريقة اهل الأندلس ان شاع فيهم لقب( ابن رافع راسه) او( سقف الحيط) او تأبط شرا في شرقنا وجزيرتنافأسمته( يكري حنكه) ومن طريف ما شاهدته في ساحة الفنا بمراكش ان بائع عصير البرتقال قبل ان يحل المساء وخوفا من ان يضطره خزين البضاعة فينادي في الناس ( من يُكْري حنكه) فيهجم الناس عليه ويصدرون رواء ويكون في هذا سلم من تبعة التخزين ولقد ذكر هذا استاذنا المغربي الفيلسوف ( محمد عزيز الحبابي) في كتابه( العالم الثالث ..يتهم) Le tiers monde accuse
وما وقع لهذه المرأة من حيرة وتردد وتمهل كان يقع لي عند وشيك الامتحانات او ما يطلق عليه عند طلبتنا( الفاينل) ان وضع السؤال كان يستغرقني وقتا طويل كحوليات زهير من تحوير وتصويب الى ان يقع على مزاجه وطبع واضعه لا كما هو الشأن عند من جمعنا بهم حملة( المرقعات) الأمر الذي يطرح المسافة بين ( المحاضر الرسالي) وبين من( يكري حنكه) مشفوعا بالهم وما سيتلقاه طلبتنا في( القابل)،رغم ماكانت تلوكه بعض الألسنة تندرا إلى ان شاع شخص( بسام) وعرف بأسئلته بلغت معه( الاسطرة) وصدق فيها قول شاعرنا( إذا اراد الله نشر فضيلة أتاح لها لسان حسود) بل وصل بها حد المروي ان يزيد عليها بعض من سمعوا من متخيله ومحكيه الشعبي وكما تعلمون ان العامة ومن بينهم بعض( الدكاترة) يحمل المروي دون عرضه بل( سبره وتقسيمه) ويحصل لبعضهم كما حصل لذلك الاعرابي ان قرأ( سكينة وفار) بدل ( سكينة ووقار) مفارقة هي ، بين مايقطع بها من سكينة الخضار وشتان بين الوقار والفأر وشاع كثير منها في اصقاع المعمورة إلى أن سمعتها من مخرج برنامج( فوق السلطة) محطة الجزيرة بعضا مما نسب الي مثل حكاية الطلبة وعجلات السيارة) وشاعت هذه كشيوع القهوة ( أنا المحبوبة السمراء …وعود الهند لي عطر وذكري شاع في الصين) نعم ان اسئلتي بلغت في الناس بل في العالمين حتى اصبحت انشد ما شاع في ( المحبوبة السمرا) وبلغ بها الشأن ان انتشرت ( فيديوهات) كما شاهدتها عند طلبة الحجاز ونجد وتركيا وامريكا ولندن وفرنسا والطفيلة ( وذكري للطفيلة هنا بلدي ادراجا من الراوي على سبيل الملحة وان كان( الإدراج) من افات الرواية بل واصبحت عند طلبتي الذين افتخر بهم جميعا وعلى كافة مدارجهم في (. التلقي والتأويل أنعم بهم وأحبب)
ومن عزيزها بل ومن أطلسها المعجب انهم تعرضوا لبعض من وسمها إلى ان وصلت الى درجة ( الكاركتير) وقد وقع ذلك في مادة( حقوق الانسان في الاسلام) ان كانت صفيحة منها دون ان تشاهد كلاما والمطلوب استنطاق الصورة وقد اعانني على رسمها بعض من له باعا في التصوير الكاريكاتوري) ولقد ذكرت ذلك مفصلا في كتابي( قبض الهشيم) ( ابو نوران المجالي) وكان من مادتها بل من واقعها ( الانتخابات البرلمانية وسني الجدب) اي( القحط) عندما تشح السماء من القطر وامام المسجد بل شيخ القرية يحمل على حماره صناديق من الخشب مكتنزة بأوراق انتخاب واهل القرية ينتظرونه ليستسقي لهم الغمام اي ( صلاة استسقاء ) وهو مشغول بنقل الاوراق اليهم والمجموعة من الناس يرتدون احذية مختلفة على غير نسق وكثير منهم ينتعل حذاء من الحنتور اي الكاوتشوك ونسميه نحن في الطفيلة( ابو اصبع) او( حذا قناطر) لتشابه بينه وبين شكل القنطره وقد لبسته عندما كنت في مهد بلدتي صبيا وكان المطلوب ان ينتج( مفارقة) حيال هذه( المقاربة) approximative فقط انّى يتسنى لنا الجمع بين سني الجدب بمستواها الدلالي وانهمام السياسي بورقة انتخاب وكذا بين البعد الرسالي لإمام وشيخ القرية ووظيفه ، اي ان الكل هنا في ربقة الساسي وتقصيره بل لعبه على ذقون الجماهير في هذه الملهاة والتي هي من ألعاب الدومينو عند شعب يتضور الطفر وانحباس المطر وسياسي هازيء لاعب مما يجعل من مهمة المحاضر في الجامعة ( اقلاق النوم العام)
ومن طريف ما يستدعيه السياق ان نفرا من اهل القرية او البلدة شاهد شيخا يتعاطى الحشيش فسأله بل وأنكر عليه فعله المشين( ما هذا ياشيخنا وإمامنا فرد عليه ( أنا والله العظيم في اجازة) والعهدة على الراوي من هنا تبدو المفارقة بين دكتور حامل اطروحة دكتوراة في أبعادها الرسالية وبين اخر يقتات لحم السواد اي -الجمهور –
وكما يقول المغاربة عندما يتناهى الى اسماعهم خبر المولود ويسمى( زيادة ) ولذلك يسمون شهادة الميلاد ( عقد ازدياد) فيسألون( طراحة ولا ازدياد) اي خداج او مكتمل الخلقة؟ فكثير ممن تسنموا ذرى التمدرس اليوم انما هم( طراحة) واذا زاد بك الحنق فيردون عليك( المعلم عايز كدة) وغالب ما نراه ويتناهى الى اسماعنا مما وصلت اليه( الاكاديمية) الى حطيط( الأكاديميا) ومن اراد ان يستزيد فيما بينهما من مفارقة ، عليه مطالعة ما فرغ منه الفيلسوف مالك بن نبي ؛ تذكرني حالة انهيارها بذلك المثل السيّار في بلدتي( عمارة خضرا وبساس مثل الخيل) حيث صفر الخبرة عند البنّاء اوجاهل يستغل سذاجة السواد ( العامة ) والمساكين والغلابة والضعفة من خلق الله انه انهار على جرفه استخفافا ومنكرا عليهم فهموهم ولما سئل كما الاجتماع بكليته من تمدرسه الى استطبابه وجوابهم ( العمارة خضرة والقطط مثل الخيل)
ورغم ما يكتوينا من جوى وحنين الى وطن مفقود ؛ سيبقى الخبر مقدما على المبتدأ ومن اراد الاستزادة فليراجع الفية ابن عقيل في النحو الذي حاد عنه أرهاط من قومي ورغم هذه الأفة سيبقى هتافنا الوشيجة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى