حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم

حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم

مصطفى وهبي التل
آخر #فضائح #التسريبات من #بنك_الاعتماد_السويسري افادت بوجود اكثر من 108 مليار دولار في #حسابات #مجرمين و #مسؤولين وأقاربهم في هذا البنك.
المحزن المبكي أن معظم هذه الحسابات كما تفيد الخارطة أدناه هي من دول (جوعانة) (طفرانة) وضعها الاقتصادي (زفت):

الخريطة من موقع صحيفة الجاارديان البريطانية
المحزن أكثر هو عندما تجد أن بعض هذه الدول (الطفرانة)، وبالرغم من (طفرها) وحجمها الصغير وناتجها القومي الضعيف، تساهم بحجم حسابات في البنك لا تعكس (طفر) البلاد ولا اقتصادها المتهالك كما هو واضح أيضاً في الخريطة أعلاه.
وحتى عند الرجوع إلى الحسابات التي اصحابها من الدول (المبحبحة) والتي تحترم المواطن وتحترم سيادة القانون وتحارب الفساد، سنجد أن معظم أموال هذه الحسابات مصدرها التعامل مع المسؤولين والقيادات وأقاربهم في الدول (الطفرانة) (الجوعانة).
والسؤال الذي يخطر على البال بعد تكرار هذه التسريبات والفضائح هو: (ليش بتجيبوا لنفسكم الحكي)؟ كيف تقبلون أن يزج بأسمكم واسماء اقاربكم واصدقائكم مع اسماء تجار المخدرات والمجرمين؟
التبريرات التي يطلقها المسؤولين او ابواقهم في الدول (الطفرانة) اصبحت حقا اسطوانة مخدوشة ولم يعد احد يصدقها خاصة مع تشابه هذه التبريرات واستخدامها نفس اللغة والأساليب. ففي افريقيا ستجد أبواق الزعيم الفقير والذي اصبح بعد الزعامة من اصحاب الملايين تتدعي أن هذه حملة تشهير ضد الزعيم بسبب مواقفه ضد المستعمر الأبيض. (طيب) هو في (أبيض) من سويسرا؟ بدك تأخذ موقف من المستعمر الابيض لا تضع الأموال التي نهبتها عنده، اليس كذلك؟ وفي اوكرانيا ستجد أبواق الرئيس السابق، الذي بالكاد كان عنده حساب في اوكرانيا ومن ثمن اصبح له حسابات بمئات الملايين في هذا البنك، يقولون أن هذه حملة تشهير بسبب مواقف الرئيس السابق ضد حلف الأطلسي. (طيب خيو) ضد حلف الاطلسي (ليش) هربت ورحت (عشت) عند زعيمة الأطلسي أمريكا؟
التبريرات لم تعد تجدي واصبحت (مسخرة) لأن اهل مكة ادرى بشعابها ومعظم مواطني هذه الدول الفقيرة يدركون كيف كان وضع المسؤول واقاربه الاقتصادي وكيف صار. ويدركون بالمقابل ايضا كيف كان وضع بلادهم وكيف صار. الموضوع حسابي بحت، هناك عمليات حسابية مترادفة واضحة: زيادة ثراء المسؤول واقاربه يتصاعد مع زيادة فقر المواطن في الدولة. زيادة ثراء المسؤول واقاربه يتصاعد مع زيادة ديون الدولة.
حسبة، وبالرغم من كل التبريرات، لا تقبل التقسيم.
لكن، لنفترض لوهلة، أن هذه الحسبة غير صحيحة وأن 1+1 لا يساوي 2.
لنفترض أن المسؤول واقاربه الذين لن نقول عنهم (كانوا طفرانين) لكن بالتأكيد لم يكونوا من اصحاب الملايين قبل أن يصبح المسؤول مسؤولاً، فازوا باليانصيب في كل الدول التي لديها يانصيب وبالتالي اصبحوا من اصحاب الملايين (بعرق جبينهم). ماذا يبرر عدم ايداع هذه المئات من الملايين (من اليانصيب) في بنوك في دولة المسؤول؟ ماذا يمنع أن يضخ المسؤول واقاربه أموال اليانصيب هذه في بلدهم بدل من (الشرشحة) والتبريرات (الاشرشح) مع كل تسريب؟
أخيرااً فإن التسريبات تحدثت عن 108 مليار في بنك واحد في سويسرا. ماذا بالنسبة لبقية البنوك في سويسرا؟ ولماذا نتوقف عند سويسرا؟ هل تذكرون تسريبات (الباندورا)؟ حسب هذه التسريبات فأن الكثير من المسؤولين في الدول الفقيرة وأقاربهم يوزعون ملايين بلادهم على مئات البنوك المنتشرة في كل أنحاء العالم. بالتالي فأن ال 108 مليار هذه ليست سوى نقطة في المحيط.
المحزن ان مئات المليارات هذه، لو تم استعادتها، ومن ثم ضخها في مشاريع واستثمارات في الدول التي خرجت منها لاصبحت هذه الدول تنافس سويسرا وبنوكها.
حسبى الله ونعم الوكيل فيكم.
مصطفى وهبي التل

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى