#حروب #مختلفة 2
فؤاد الجندي
أعراس غير آمنة هي أعراسنا ، #رصاص “فرحتها” المنهمر على رؤوسنا لا يفرق كثيرا عن رصاص قنّاص يتربّص غير بعيد عنّا ، ورصاص “فرحتهم” قد يغتال فرحتنا ، تماما كما تُغتال فرحتنا في كل عرس “ديمقراطي” يعقد فيه الفساد قرانه على التخلّف لينتج متوالية من الانقسام اللانهائي في الوطن والمجتمع والفرد.
ما زال الوقت نفسه ، الذي نمارس فيه “حقّنا” في الانقسام بكل فرح ومرارة ، وتتخندق فيه كل قبيلة على مسافة متراس واحد من أبناء عمومتها لنعيد انتاج بسوساً أخرى لا يمتلئ فيها الزير من دماء أبناء العمّ لأنّه مخروق من الأسفل.
في مثل هذا الوقت ، نتطوّر أكثر في تعميق انقساماتنا ونصدر بيانات تخوين في وسائط التواصل الاجتماعي لنوثّق اللحظة المباركة ، فالدنيا عرس ، ونحن مواكبون للحديث والحداثة وما بعدها ، نرتدي ربطات عنق على هيئة فراشة بنفسجية وننشر يوميّاتنا بأجهزة صغيرة لا تتعرّف إلّا على بصمات أصابعنا وأعيننا وأصواتنا وتعرفنا أكثر منّا.
الوقت نفسه ، الذي يعود فيه نفس الكاتب الرصين الذي حدّثتكم عنه ذات حرب ، ويخرج بشطحة أخرى تفوق شطحة حارتنا وأولادها ، ويغلق باب عقله عن أيّ حوار مع أي مُحبّ ، لأنّه يترفّع عن مخاطبة السفهاء ، فهو “عود” لا يزيده الإحراق إلّا طيبا.
هذا الوقت ، الذي يُعتقل فيه الناس على النيّة ، ونموت فيه بالسرطان والكورونا والقهر ، تأكل أعمارنا الغربة ، ونقف على حافّة التاريخ ، في هذه اللحظة بالتحديد ، نغمض أعيننا عن الهوّة السحيقة المفتوحة أمامنا ، ونقفز في الهواء مفتوحي الأذرع فرادى.