حروب الاستنزاف و صعوبة القتال التركي على جبهتين

حروب الاستنزاف و صعوبة القتال التركي على جبهتين
مهند أبو فلاح

تعرضت القوات التركية خلال الساعات القليلة الماضية إلى ضربتين موجعتين في كلٍ من سورية و ليبيا حيث لقي عشرات الجنود مصرعهم و اصيب العديد الآخرين في هجوم شنته طائرات حربية للنظام السوري استهدف القوات التابعة لحكومة أنقرة في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي اما في الغرب الليبي فقد سقط سبعة جنود اتراك في هجوم صاروخي شنته قوات اللواء خليفة حفتر على مطار امعتيقية الدولي قرب العاصمة طرابلس .

الخسائر التركية الفادحة تدفع للتساؤل عن مدى قدرة أنقرة على تحمل أعباء حرب الاستنزاف على جبهتين في آن واحد معا رغم أن جيشها يعد من أكبر جيوش العالم من حيث العدد ناهيك عن كونه عضوا فاعلا في حلف شمال الأطلسي الناتو مما يجعل أنقرة قوة إقليمية لا يستهان بها في حوض البحر الأبيض المتوسط حيث يدور الصراع المسلح منذ عدة سنوات في كل من سورية إلى الشرق منه و في ليبيا إلى الجنوب من هذا الحوض الاستراتيجي الغني بثرواته.

أنقرة التي تغلبت على كثير من الصعوبات اللوجستية في سبيل تقديم الدعم لحلفائها في ليبيا ممثلين في حكومة الوفاق التي يرأسها فايز السرّاج البعيدة عنها جغرافيا عبر مد جسر جوي و بحري إلى هناك لم تجد صعوبات مماثلة في منطقة إدلب المتاخمة لحدودها لكنها عانت الأمرين من سيطرة الطيران الحربي الروسي على أجواء هذه المنطقة و تعرضت خلال الاونة الأخيرة لسلسلة من الغارات الجوية العنيفة التي أدت إلى سقوط العديد من الضحايا ليس بين صفوف القوات التركية فحسب بل بين حلفائها في الفصائل الثورية السورية المسلحة أيضا.

مقالات ذات صلة

الفصائل الثورية السورية كانت خير معين لأنقرة في الصراع الليبي حيث ارسلت حكومة الرئيس التركي رجب طيب اردوجان العديد من عناصرها للقتال هنالك إلى جانب قوات حكومة الوفاق و كان لهؤلاء فضل كبير في أحداث نوع من التوازن على الأرض في مناطق الغرب الليبي و يبدو أن حكومة حزب العدالة و التنمية الحاكمة في تركيا تثمن عاليا أهمية ورقة المعارضة السورية التي تعد بمثابة ورقة جوكر رابحة لها ليس على الصعيد الداخلي السوري فحسب بل على الصعيد الإقليمي و هي مصرة على الحفاظ عليها لتكون مساعدا رئيسا لها في تحمل أعباء حرب الاستنزاف الباهظة الثمن بشريا على جبهتين يجري القتال فيهما بالتوازي في ذات الوقت .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى