حرب “كورونا” أشد فتكاً من الحروب الدائرة في المنطقة وتخبط الدول يشي بهشاشة “قوتهم” أمام “فايروس” يصيب “بالانفلونزا” / ديما الرجبي

لا ننكر حجم خطورة الفايروس المستجد “كورونا” نظراً لما أدرجته منظمة الصحة العالمية من تقارير حول نشأة وتطور هذا “الوباء” وعدد الوفيات والمصابين المتزايدة بسببه ما تزال بإرتفاع .

وحرصاَ على ايصال المعلومات الدقيقة ادرجت منظمة الصحة العالمية تقريراَ صحفياً مفصلاً ينشر بتحديثاته بشكل يومي على الوكالات العالمية للإطلاع على تطورات الوباء ، ولكن “كورونا” الذكي يعلم بأن “مناعتنا” النفسية هشة ، فلم يكتفي العالم من استسقاء المعلومات حول هذا الوباء من الوكالات الاخبارية الرسمية بل تصدر “السوشال ميديا” و “المؤثرين” للقيام بهذه المهمة التي رفعت من حدة التوتر والفزع لدى المتلقي.

“كورونا” المُتهم بأنه “صناعة جرثومية” استطاع أن يهز أركان دول عظمى مثل الصين واوروبا وأمريكا ودول “قوية” مثل ايران، “كورونا” المتهم أيضاً بأنه مؤامرة أطلقتها امريكا للقضاء على اقتصاد الصين ، والعكس يقال أيضاً ، استطاع هذا المخلوق الميكروبي الذي لا يُرى بالعين المجردة أن يكشف هشاشة وضعف الدول في التعاطي مع أزمات “صحية” ولقاء “حتمي” مع الموت إذا قدر الله .

حالة الهلع التي تطال البيوتات حول العالم لا تُصدق ، فأصبح الشغل الشاغل اليوم بأن تحافظ على درجة حرارة جسدك وتساويها بدرجة حرارة الخارج حتى لا تصاب “لا قدر الله” بفايروس انفلونزا ولو من العيار الخفيف ، الهجوم الشرس على الكمامات ومواد التعقيم التي تحارب الميكروبات وكورونا _فايروس_ ؟!
يكشف عن حالة الطوارىء “النفسية” التي يعاني منها الجميع ، ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد ، بل أصبح من يمسك بيده مناديل ورقية وعطس على حين “غبار” متهم بإصابته بذات الوباء مما أدى إلى حالات تنمر ومضايقات وشجار غير مبرر .

استطاع “كورونا” أن ينشر الفوضى المرعبة في شتى بقاع الأرض ، واستطاع أن يزيد شدة الكره والبغض والفقر والعوز والخوف والخلافات.
واستطاع أن يكون بأبرز العناوين في شتى الحقول الثقافية والاقتصادية والسياسية والفنية الخ …..

ولم يتمكن أن يوقف وابل القنابل على ادلب ولا استطاع أن يوقف تجنيد الحوثي لمراهقين يخطفون من المدارس ولم يستطيع أن يوقف الدمار الاقتصادي في لبنان ولم يستطيع أن يوقف سيل المهاجرين العالقين بين تركيا واليونان ، ولم يستطيع أن يوقف قناصة العراق المستهدفين للحراكيين في الشوارع ولم يستطيع ايقاف فوضى ليبيا ولم يستطيع أن يوقف صفقة القرن ؟!!!!

ومؤكداً لم يوقف جرائم مرتكبة بحق مسلمي الايغور والروهينغا ونيودلهي …

الغريب وبرغم حجم الرعب الذي يجتاح قلوب الجميع من الفقير إلى الوزير إلا أنهم استطاعوا أن يغلقوا ” البؤر الساخنة”/ التجمعات، بينما ” البؤر الحربية” لا يستطيعون اغلاقها أو ايقافها ؟!، علماً أن كلا التجمعات يؤدون ذات المهمة “الموت المجاني “؟!

كم تمنيت أن يكون “كورونا” بداية للعودة إلى الصواب وتصحيح مسارات أدت إلى هذه النتائج التي نحصدها تباعاً وكم تمنيت أن نبتعد عن غوغائية التحليلات لسبب انتشار الفايروس وندرك كمّ الجرائم التي ترتكب ونحن في غفلة من أمرنا، كورونا بالمحصلة “فايروس” إذا شاء الله أباد هذا العالم عن بكرة أبيه بطرفة عين، وعندما يشاء الله سيجدون العلاج الذي ربما يخفف من رعب العالم ولكنه مؤكداً لن يعالج “الوباء” الانساني الذي نعيشه .

والله المستعان

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى