حرب شوارع في الفلوجة ومفخخات «داعش» تدمي القوات

سواليف
تمكنت القوات العراقية المشتركة من السيطرة على منطقة الصقلاوية غربي مدينة الفلوجة ومنطقة البوهويى، بينما تخوض حرب شوارع ضد تنظيم داعش في محاور عدة داخل المدينة التي اقتحمتها قوات مكافحة الإرهاب عالية التدريب فجراً في وقت أدمى تنظيم داعش القوات المهاجمة بسلاح المفخخات وقتل ما لا يقل عن 25 وإصابة العشرات.

بينما أعلن قائد القوة المهاجمة أن قواته قتلت ما يفوق الخمسين داعشياً وأصابت العشرات وبالتزامن نزف التنظيم الإرهابي العشرات من كوادره في معارك مع البيشمركة الكردية التي باتت على مشارف الموصل.

وبدأت القوات العراقية فجر أمس اقتحام الفلوجة من ثلاث نقاط في ما يشكل بداية لمرحلة جديدة من عملية استعادة السيطرة على المدينة، حسبما أعلن قادة عسكريون. وذكرت وسائل إعلام محلية ومصادر ميدانية أن القوات المشتركة حررت منطقة الصقلاوية غربي الفلوجة بالكامل، وكذلك منطقة البوهوي بينما وصلت قوات إلى مشارف حي الشهداء حيث تخوض حرب شوارع.

تقدم في العمق

وبينت مصادر أمنية أن الصقلاوية لها أهمية عسكرية كبيرة كونها المدخل الشمالي للفلوجة، وتتم من خلالها السيطرة على الطريق الرئيسي ومنع «داعش» من قتال القوات العراقية خارج الفلوجة. وقال الناطق باسم جهاز مكافحة الإرهاب صباح النعمان إن قوات جهاز مكافحة الإرهاب تتقدم في عمق الفلوجة وهي في الصفوف الأمامية للمعركة.

وأشار النعمان إلى أن القوات الأمنية الأخرى «تتقدم في محورين آخرين بهدف التضييق على داعش». وذكر أن التنظيم الإرهابي حاول استخدام الانتحاريين والسيارات المفخخة لصد القوات العراقية، التي كانت متحسبة لهذا الأسلوب، على حد قوله. وأضاف إن «الأولوية القصوى لجهاز مكافحة الإرهاب هي فتح ممرات آمنة لتسهيل إخراج المدنيين من الفلوجة».

وبحسب المصادر المحلية، فتحت القوات العراقية محور الاقتحام الثاني من جهة المزرعة شرقي الفلوجة باتجاه مركز المدينة، بينما تواردت أنباء عن تقدمها في المحور الجنوبي للمدينة حيث تجري حرب شوارع.

وكانت قيادة الشرطة الاتحادية العراقية قد أعلنت في وقت سابق إكمال مهمتها الأولى بتحرير الكرمة والحراريات ومعامل الإسمنت وعدد من القرى على أطراف المدينة، والاشتراك في المرحلة الثانية ممثلة بمعارك السجر والصقلاوية شمالي الفلوجة.

سلاح المفخخات

وفي الأثناء، قالت مصادر عسكرية إن عشرة على الأقل من قوات الأمن العراقية وميليشيا الحشد الشعبي قتلوا في تفجير جنوب شرق المدينة. فيما أفادت مصادر في الشرطة العراقية بمقتل 15 وإصابة العشرات بهجمات للتنظيم على مواقع قوات الجيش في مناطق أخرى من محافظة الأنبار.

وأوضحت المصادر أنه إلى جانب القتلى العشرة أصيب نحو 15 آخرين في تفجير عربة عسكرية ملغمة قادها عنصر من تنظيم داعش، استهدف وحدات الجيش العراقي في منطقة بمحيط جامعة الفلوجة.

تطهير يبدأ جنوباً

من ناحيته، قال قائد عمليات تحرير الفلوجة الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي إن القطعات العراقية شرعت بالحركة لتطهير مدينة الفلوجة انطلاقا من جنوبي المدينة واشتبكت مع المجاميع الإرهابية، حيث تم قتل أكثر من 50 إرهابياً وما زالت العملية مستمرة.

وأضاف الفريق الساعدي ان الاشتباكات تجرى الآن بين منطقتي النعيمية والشهداء وأن اختيار المنفذ الجنوبي لانطلاق العملية هو بسبب كونها خالية من التجمعات السكانية لأن الغاية الأساسية من العملية هي حماية المدنيين في الفلوجة، وان العملية «ستنجز أسرع من التوقيتات الموضوعة» في خطة التحرير.

وأشار إلى أن أبرز التحديات التي تواجه القوات خلال عملية التقدم هي السيارات المفخخة والانتحاريين والعبوات والقناصين، لكنّه أشار إلى أنّ القوات العراقية أصبحت لديها الخبرة في التعامل مع هذه الوسائل.

وقال الساعدي إن نحو 50 ألف شخص لا يزالون متواجدين في الفلوجة و«معلوماتنا كاملة حول حركة وتسليح التنظيم» في المدينة. وأكّد أنّ «النصر قريب».

وفي سياق معارك محور الخارز، أعلنت قوات البيشمركة الكردية مقتل 140 من عناصر التنظيم في معارك شرقي مدينة الموصل.

وقال المسؤول في قوات البيشمركة عارف طيفور في تصريح للصحفيين إن عملية بدأت الأحد لتحرير القرى المحيطة بمدينة الموصل «تمت بنجاح» لافتاً إلى أنها أسفرت عن تحرير عدة قرى وأنه لم يتبق سوى 15 كيلومترا تفصل قوات البيشمركة عن مدينة الموصل وبشأن خسائر قوات البشمركة قال «لدينا 4 قتلى و34 جرحى».

تفجيرات بغداد

في بغداد قُتل أكثر من عشرين شخصاً وأصيب نحو خمسين في ثلاثة تفجيرات وقعت أمس، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنها، وذلك بالتزامن مع عمليات لاستعادة مدينة الفلوجة من تنظيم داعش.

وذكرت وكالة «رويترز» أن 12 شخصاً قُتلوا وأصيب أكثر من 20 حينما انفجرت سيارة ملغومة في حي الشعب شمالي بغداد. ونقلت وكالات أنباء عن النقيب في الجيش العراقي إحسان الخفاجي أن سيارة مفخخة كانت مركونة على جانب الطريق انفجرت بالقرب من سوق شلال الشعبي بمنطقة الشعب.

كما قُتل سبعة وأصيب 19 بتفجير سيارة أخرى في حي الطارمية شمالي العاصمة العراقية. وأشار الخفاجي إلى أن الشخص الذي كان يقود السيارة المفخخة فجّرها أمام مركز للشرطة، مضيفاً أن القوات الأمنية المكلَّفة بحماية المركز الأمني أطلقت النار على «الانتحاري» الذي كان يحاول اقتحام المركز بسيارته، لكنه تمكن من تفجيرها قرب المركز.

وفي حادث ثالث، انفجرت عبوة ناسفة مزروعة في دراجة نارية في حي مدينة الصدر الشعبي، مما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة 14. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذه التفجيرات، لكن المسؤولين الأمنيين العراقيين يقولون إن تنظيم داعش الإرهابي يقف وراء غالبية تلك الهجمات التي تنفّذ بعبوات ناسفة وسيارات مفخخة وانتحاريين.

وكان 55 عراقياً على الأقل قد قُتلوا وأصيب أكثر من مئة بجروح مختلفة في 17 مايو من جراء أربعة تفجيرات استهدفت مناطق شعبية وأسواقاً، في أعنف هجمات تعرضت لها العاصمة العراقية خلال العام الجاري.

ضحايا مدنيون

قالت مصادر طبية عراقية إن طفلة قُتلت وأصيب ستة أشخاص في قصف مدفعي استهدف أحياء سكنية في المدينة وتركز القصف على أحياء الأندلس والرسالة ونزال وسط الفلوجة ومحيطيها الشمالي والغربي، وألحق أضراراً بالمنازل والممتلكات.

وكالات

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى