#حرب #الانزياحات_الدولية في اقليم #الشرق_الأوسط.. #غزة انموذجا..
ا.د #حسين_محادين*
لا شك ان المواطن العربي منحاز وجدانيا الى حق الشعب الفلسطيني التاريخي بأن يتحرر من ربقة الاحتلال الإسرائيلي وان تكون له دولته المستقلة على اراضيه…لكن التساؤل العلمي الواخز واقعا ومصالح استراتجية هو؛ هل بنية وشبكة العلاقات الدولية وتصاعد الصراعات الاقليمية الراهنة وفي ظل سيادة اميركا للقطب العالمي الواحد يمكن ان تتطابق مع رؤية الحكومات الرسمية الواقعية مع امنيات المواطنيين المتظاهرين عربا وغربيين بالضد من الاحتلال الإسرائيلي وتحديدا في ظل حرب الابادة الدامية ضد الشعب الفلسطيني في غزة ومحيطها..؟.
- الانزياح الاقليمي الاول..
ليس سرا انه وبمجرد اندلاع حرب 7 اكتوبر في غزة بقيادة حماس الاسلامية المدعومة من ايران وربما من روسيا وكوريا، الامر الذي اضعف عمليا فرص الاصطدام المسلح الذي كان محتملا بين كل ايران وإسرائيل بصورة مباشرة او على الارض الايرانية فيما لو قصفت اسرائيل المعامل النووية بعد ان اخفقت كل المباحاثات الامريكية ومنظمة الطاقة النووية الدولية بدليل عجز الاخيرتين عن اقناع ايران بالتوقف او حتى تخفيض انتاجها للقنبلة النووية التي وصلت الى اكتمالها تقريرا حسب التقارير الدولية. - الانزياح الثاني
بعيد الفشل الاسرائيلي والامريكي الغربي وتحلفاتهما الدولية التي خدشت هيبتهما في القضاء على صمود جيش حماس في انفاق غزة رغم حرب الابادة التي شنتها تلك الدول الغربية الكبرى على السكان المدنيين كما بتثه وساىل الاعلام التكنولوجي العابر للاعلام التقليدي الذي كان منحازا لاسرائيل على الدوام في دول اوروبا اضافة الى ووقوع القيادات السياسية الغربية عموما في الحرج الكبير امام شعوبها جراء هذه الاخفاقات في تدمير حماس غزة التي تشكل الخاصرة الرخوة لاسرائيل ، لذا كان لابد من خلق انزياح كبير في تغيير كل من ساحة المعركة والاهتمام بموضوعات حرب الابادة خصوصا بعد ان تقدمت دولة جنوب افريقيا بشكوى قوية التوثيق ضد اسرائيل في المحكمة الدولية ؛وبناء على ماسبق كان لابد سياسيا من نقل الانظار من معركة غزة ومحيطها نحو منطقة رفح وبالتالي تصديق رئيس الوزراء ( نتنياهو ) على خطة شن هجوم جديد على رفح بحجة تواجد قيادات ومقاتلين من حماس وبغض النظر عن النتائج الدموية الجديدة المتوقعة من خسائر وسمعة عالمية سيئة لاسرائيل امام شعوب العالم جراء استمرار ابادة الفلسطيين في حال تنفيذ هذا الهجوم. - الانزياح الثالث..
وهو تفتيت الوجدان الشعبي الصادق الذي تعاطف بقوة مع المقاتلين الفلسطينيين وأهالينا في غزة في هذه الحرب الدفاعية عن الحق الفلسطيني والمدعومة من دول اقليمية وعالمية تكره وتنافس امريكا وراس حربتها الإسرائيلي في المنطقة، اقول تفتيت هذا التضامن العربي المسلم ودفعه نحو خلق خلافات اعلامية وتخوينية بين المتاضمنين انفسهم ، كأنقسام الراي الشعبي في بلداننا من الذي يحول دون وصول المساعدات الغذائية والعلاجية الى اهلنا في غزة الذي وصل حد التشكيك في نوايا ومبررات من يقدم مثل تلك المساعدات لغزة دولا عربية او اسلامية، وطرح الشكوك في دور دول بعينها في تشجيع عمليات التهجير التي تسعى اليها اسرائيل لخلق اختلال في التركيبة الديمغرافية فيها ولصالحها. - الانزياح الرابع..
هو استمرار اللعب وجدانيا على مفاوضات تبادل الاسرى و قف اطلاق النار في مرحلتها الثانية التي تجري في عدد من الدول العربية والاجنبية والتي لم تصل الى نتيجة رغم طول امدها للآن.
اخيرا..
ان هذه الانزياحات من منظور علم اجتماع السياسة، انما تسعى الى خلق غموض معرفي لما ستؤول اليه الوقائع الجديدة في حال ايقاف الحرب والهادفة بدورها ضمنا الى اعادة توزيع القوى الاقليمية لاسيما ما يتمتع به وطننا العربي من مزايا جغرافيا سياسية نوعية وبما يحافظ على الكيان الاسرائيلي اولا مع الابقاء على اشتعال الصراعات الظاهرة والمستترة في الاقليم بغية إلاستئثار في الثروات الطبيعية الغنية في هذا الاقليم، وذلك عبر تأجيج صراع الدول الكبرى في الاقليم ولكن بادوات اقليمية تمنحها مبررات استمرار تواجد قواتها الهائلة الساعي ايضا الى ازاحة اميركا عن سيادة القطب الواحد الذي ما زالت تستأثر بقيادته منذ تسعنيات القرن الماضي بعد سقوط الاتحاد السوفيتي السابق. فهل يمكن الاستنتاج ان حرب غزة مرشحة للاطالة الا في حال نضوج توافقات اقليمية دولية تتوافق على ايقافها مؤقتا او لمدد اطول….؟.
*قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن.