
حذار حذار من جوعي
#يوسف_غيشان
كان الدبّ القطبيّ الصغير ” يتخمّع ” مع والده #الدب الكبير، والثلج يحاصرهم من الجهات الستّ، قال الدبّ الصغير لوالده:
– أبي أبي .. هل أنا دب؟
– وهل أنا دبّ قطبيّ؟
– أكيد يا بابا
سكت الدبّ #القطبي الصغير قليلاً، واستمرّ في المشي مع الوالد الرؤوم، والثلج يحيط بهما، ثم سأل والده فجأة، لكأنه يكمل حديثاً سابقاً.
– هل أنت متأكد يا بابا أنّني دب قطبي؟
– طبعاً يا بابا.
– وهل أمّي دبّة قطبية؟
– طبعاً يا بابا.
– وهل أنت دبّ قطبيّ؟
– طبعاً يا دبدوبي الصغير ..لكن..ليش هالأسئلة الغريبة؟
سكت الدب الصغير وسار مطرقاً، وبعد السير عدّة أمتار أخرى فوق الثلج، أمسك بيد والده وسأله بلهفة أكبر:
– هل أنت متأكد بأنّني دبّ قطبيّ يا والدي ؟؟
فقعت مع الأب، فتوقف عن المسير، ونظر في عينيّ دبه الصغير وقال:
– يا بنيّ .. أنت بالفعل دبّ قطبي ابن دبّ قطبي و دبّة قطبية، لكن لماذا تشكّك في ذلك .. هل عرفت شيئا عن والدتك لم أعرفه أنا .. هل تستغل غيبتي .. هل .. هل؟؟
– لا تروح كثير يا بابا ..كلّ ما في الأمر …
قاطعه الوالد بغضب:
– ماذا في الأمر أخبرني .. لماذا تشكّك في كونك دبّاً قطبيّاً؟
أطرق الدبّ القطبيّ الصغير وقال لوالده بحرقة:
– ببساطة ..لأنّي …لأنّي وعرض خواتي ..بردان كثييييييييييييييييييييييييييييييييييييير يا بابا.
نرجع لموضوعنا:
– وعرض خواتنا (وطولهن كمان)، إنّنا جعنا وعطشنا وبردنا وأفلسنا أكثر مما نحتمل.
بالمناسبة ..هل تذكرون ما قاله محمود درويش حول #الجوع و #الغضب ؟!